أثناء رحلة التعليم يواجه طالب العلم الكثير من العقبات والمشتتات أثناء هذه الرحلة، وهذه العقبات والمشتتات تعمل على إعاقة طالب العلم عن الوصول إلى هدفه الأساسي وهو التعلم والحصول على أعلى الدرجات والنجاح بتفوق.
وطالب العلم إذا لم يكن على علم ووعي ودراية بهذه الأمور فسوف يقع في هذا الفخ، العقل دائمًا عند شعوره بأن هناك مسئولية تقع على عاتق الإنسان، فإنه بدلًا من مواجهة هذا الأمر يبدأ بتشتيت تركيز الإنسان إلى أشياء أخرى غير نافعة وهو الهروب من المسؤولية.
على طالب العلم أن يدرك أن هناك أشياء تجعل العلم فوضوي وهذا يجعل الطالب لا يصل إلى نتيجة مرضية في النهاية.
الأشياء التي تجعل العلم فوضوي
أولًا: تجد الكثير من طلبة العلم مشتركين في أكثر من دورة تدريبية مختلفة ويقرأون في أكثر من كتاب مختص بمجالات كثيرة، وهذا الأمر يعمل على تشتيت الطالب.
وبعد مدة يقرر العقل الهروب من هذه الضغوطات التي وضعها طالب العلم عليه، فتجده يتكاسل ومن ثم يتوقف عن التعلم، وهذا خطأ يقع فيه الكثير من الأشخاص؛ لأنهم يعتقدون أن تعلم الكثير من المجالات المختلفة في وقت واحد يساعد على اكتساب مهارات بسرعة وهذا خاطئ. الصحيح أن يدرس الطالب مجال وينهيه تمامًا ثم يبدأ بمجال آخر وهكذا.
ثانيًا: التكاسل وعدم إتمام المجال التعليمي الذي قرر الطالب أن يتعلمه، حيث تجد الطالب في بداية دراسة مجال ما متحمس كثيرًا، وبعد مرور وقت قصير تجد الطالب يتكاسل عن حضور الدروس ومن ثم ينقطع عن الدراسة.
ما الذي على طالب العلم أن يدركه؟
على الطالب أن يدرك أن التعلم يحتاج إلى صبر وإصرار ونشاط وهمة وعزيمة، وعلى الطالب أن يشجع نفسه لإتمام الدراسة بتفوق لأنه يدرك أن نهاية هذا الأمر له منفعة كبيرة في المستقبل الخاص به.
ثالثًا: تنقل طالب العلم بين المجالات العلمية
فمثلًا اليوم تجد الطالب قرر الاهتمام بمجال علم النفس، فيبدأ بشراء الكتب التي تختص بشرح هذا العلم وحضور الدورات التدريبية الخاصة به، ثم بعد مدة قصيرة تجد أنه قرر التخلي عن هذا المجال والاهتمام بمجال آخر، هذا الأمر يجعل الطالب مشتت ولا يصل في النهاية إلى نتيجة مرضية؛ لأن كثرة التنقل بين المجالات العلمية تعمل على تشتيت الطالب.
الحل هو أن يبدأ الطالب تخصص ما ثم ينتهي منه ويبدأ في الآخر بدلًا من تشتيت عقله.
رابعًا: الكثير من الطلبة يتنقلون بين الكتب بحثًا عن مجال معين لتعلمه ثم بعد ذلك لا يصلون إلى نتيجة في النهاية، فكيف لا يصل الإنسان إلى تخصص يتعلمه، كيف يجلس هكذا من دون تعلم شيء، هو فقد كان يبحث في المكان الخطأ.
خامسًا: من المعروف أن العلم هو إزالة الجهل عن النفس والغير فإذا كان العلم لا يزيد الإنسان إلا أسئلة واستفسارات وشبهات، فهذا يؤدي إلى شتات الطالب وفي النهاية لا يصل إلى نتيجة ترضيه.
الخاتمة
كل هذه الأخطاء التي يقع فيها طالب العلم تجعل عند هذا الطالب فتور تجاه العلم؛ لأنه لم يحصل على شيء هو فقط يبدأ في شيء، ثم لا يكمله ثم يبدأ في شيء آخر، ويظل على هذا المنوال حتى يصبح لديه نفور تجاه العلم وهذا يؤدي إلى ضياع عمر الإنسان بلا فائدة.
بعد مدة معينة وعندما يصل الإنسان إلى سن معين يدرك أنه قد أضاع الكثير من عمره بلا فائدة لأنه فقط كان يرضي نفسه؛ لأن التعلم يحتاج إلى محاربة النفس، فالإنسان دائمًا يحب الراحة وعدم بذل جهد من أجل فعل شيء.
على طالب العلم أن يتجنب الوقوع في هذا الفخ، وأن يستعين الطالب بالله تعالى وأن تكون نيته خالصة لله تعالى.
اقرأ أيضًا:
تفعيل دور الطالب في التعليم بأفضل الطرق
خطوات للاستقلال المادي يحتاجها الطالب
1 comment
هلا
مقال مفيد
وهناك بالفعل مشتتات كثيرة تتثير وتأثر على الطالب
ربي يسعدك على الافادة
تحياتي