علاج الارتجاع المريئي للحامل يعتبر وسيلة مثلى للقضاء على الانزعاج، الذي تتعرض له خلال هذه الفترة الحرجة. حيث تمر المرأة الحامل بعدة تغيرات فيزيولوجية ونفسية، تؤثر على وتيرة حياتها اليومية. وفي الحقيقة هناك عدة طرق لمعالجة الارتداد المريئي للحامل، فيمكن الاعتماد على العلاجات المنزلية؛ مثل العلاج بالأعشاب، أو بالطب البديل، أو بالذهاب للطبيب وتناول الأدوية التي يصفها.
ماذا نعني بالارتجاع المريئي
الارتجاع المريئي (gastroesophageal reflux disease)، سببه خلل في وظيفة الصمام، الذي يصل المعدة بالمريء. حيث ترتخي العضلة العاصرة للمريء، فتسمح لحموضة المعدة بالاندفاع نحو المريء. مسببة حرقة وآلام تمتد حتى الحلق. وعند ظهور هذه الأعراض أثناء الحمل، تحدث تغيرات على مستوى الهرمونات لعضلات المريء المسترخي بشكل متكرر المزيد من الحموضة المعدية. خصوصا أثناء استلقاء المرأة الحامل، أو بعد تناولها لوجبة ثقيلة. كما أن نمو الجنين خلال الشهر الثالث أو الرابع، يجعل الرحم أكثر اتساعا، مما يضغط على المعدة، فتندفع الحموضة إلى المريء مسببة الأعراض المذكورة سابقا.
أعراض الارتجاع المريئي للحامل

علاج الارتداد المريئي للحامل
إن أعراض الارتجاع المريئي للحامل تجعلها تمتنع عن تناول أكلات كثيرة. لتجنب الانزعاج الناجم عن هذه المشكلة. حيث يؤدي ذلك إلى مضاعفات أخرى؛ مثل الوهن والدوار وضعف الجنين. فالغذاء المتوازن والغني بالعناصر المفيدة للجسم من دواعي صحة الجنين والأم. ومن بين الأعراض الناتجة عن مشكلة ارتداد المريء:
- إحساس المرأة بحرقة على مستوى المعدة، حيث تندفع آلامها إلى الصدر والحلق.
- التجشؤ المتكرر والرغبة في التقيؤ.
- التهاب المريء المزعج.
- إفراز الكثير من اللعاب
- تأثر الأسنان واللثة بارتداد المريء. حيث تحدث التسوس وتذهب حيوية اللثة.
- فقدان المرأة الحامل للشهية، التي تؤثر على صحتها وصحة الجنين. حيث تفقد وزنها، مما يؤثر على تطور الجنين.
- ممكن أن تحدث أعراض أخرى مثل بحة في الصوت، أو ضيق في التنفس.
علاج الارتجاع المريئي للحامل
هناك عدة طرق لمعالجة الارتداد المريئي للحامل، وهذا حسب حالة المصابة بهذه المشكلة. فالبعض تكتفي بالعلاجات الطبيعية، والبعض الآخر يستوجب عليهن الذهاب للطبيب، للمعالجة بالأدوية. وفيمايلي سنعرض بعض طرق علاج الارتجاع المريئي للحامل.
معالجة الارتداد المريئي للحامل بالأدوية
يمكن علاج الارتجاع المريئي للمرأة الحامل بالأدوية المضادة للحموضة. في حالة عدم الاستجابة للتغير في نمط النظام الغذائي والحياة الشخصية عامة. وهذا للتخفيف من حدة الحموضة في المعدة. لكن يجب استشارة الطبيب؛ فيما يخص فعاليتها وسرعة امتصاصها من طرف الجسم، لكي لا تؤثر على صحة الجنين. كما يحبذ تناول هذه الأدوية مباشرة بعد الأكل، وبعيدا عن فترات النوم. إضافة إلى الابتعاد عن تناول المضادات الحيوية، التي تسبب الإسهال أو الإمساك. فيما يخص الأدوية المطلوبة في هذا المجال نجد: دواء رانيتيدين (Ranitidine)، وأوميبرازول (Omeprazole)، مالوكس (Maalox)، تاغاميت (Tagamet)، بريفاسيد” (Prevacid)، ديكسيلانت (Dexilant).
العلاج بالجراحة
يمكن معالجة الارتداد المريئي للحامل عن طريق الجراحة بالمنظار (Nissen fundoplication)، وذلك بعمل صمام في القسم السفلي من المريء. حيث يقوم الطبيب الجراح بلف القسم العلوي من المعدة حول القسم السفلي. وهذا ما يدعم العضلة العاصرة للمريء فيخفف من مشكلة الارتجاع المريئي المزعج للمرأة الحامل.
معالجة الارتداد المريئي للحامل بالعسل
لقد اشتهر العسل منذ القدم بفعالياته العلاجية من عدة أمراض. كما استعمل في مجال التجميل، وحتى في مجال الطبخ. ووفقا لتقرير نشر في موقع “هيلث لاين” (healthline) حديثا، فقد أثبت أن العسل مفيد جدا في علاج حالات الارتداد المريئي. كما ذكر مقال نشر في”المجلة الهندية للأبحاث الطبية” (Indian Journal of Medical Research) الفوائد الكثيرة للعسل؛ فهو مضاد للأكسدة، حيث يعمل على إنقاص وتخفيف حدة الالتهاب في المريء. كما يغطي الغشاء المخاطي للمريء، لكن رغم ذلك ما زالت الأبحاث المتصلة بفعالية العسل ومعالجته للارتداد المريئي في بداياتها وتحتاج للمزيد من التعمق.
علاجات طبيعية للارتجاع المريئي للحامل

معالجة الارتداد المريئي للجامل
معالجة الارتداد المريئي للحامل بالشاي
يعتبر الشاي من بين الأعشاب المفيدة لكثير من الحالات المرضية، فخلطه مع البابونج يزيد من فعالية المشروب، حيث يعملان على التقليل من حموضة المعدة وحرقتها، إضافة إلى تهدئة الأغشية المخاطية المصابة بالالتهاب في الجهاز الهضمي عموما، كما يساعدان في عملية الهضم. وشربهما بعد تناول مختلف الأكلات مفيد جدا. ويحبذ إضافة أعشاب أخرى مثل الينسون أو الكراوية لمنقوع الشاي للاستفادة أكثر.
العلاج بالزنجبيل
يعتبر الزنجبيل من الأعشاب المستعملة في عدة مجالات، وأكثرها مجال الطبخ، أما فعاليته العلاجية في مجال الطب البديل فتتمثل في أنه منشط جن*سيا ومضاد للالتهاب، وهذا ما يجعله مفيدا في حالات الارتداد المريئي. لكن الأبحاث العلمية في مجال الطب لم تثبت ذلك. على الرغم من الادعاءات الإيجابية من قبل بعض الجهات المهتمة بطب الأعشاب والتي تفيد بأن للزنجبيل فوائد فيما يخص علاج الارتجاع المريئي للحامل. لكن ما هو مؤكد هو فعالية الزنجبيل في حالات الغثيان.
معالجة الارتداد المريئي للحامل بعصير البطاطا
للبطاطا استعمالات كثيرة خصوصا في مجال الطبخ، فقليها يضفي على مذاقها نكهة مميزة يفضلها الكثير من الأشخاص، أما في الناحية العلاجية، فتستعمل البطاطا كضماد لبعض الإصابات الجسدية، أما عنصر النشا الذي تحتويه، فهو مفيد في حالة الارتداد المريئي، حيث يمنع تهيج الغشاء المخاطي في المعدة، مما يقلل من إفراز الحموضة.
العلاج باللوز
يعتبر اللوز من المكسرات المفيدة للإنسان، حيث يعطي القوة ويعزز طاقة الجسم، وهو مفيد جدا للجانب الجنسي، لكن يمكن أن يفيد في حالة الارتجاع المريئي، حيث يعمل على امتصاص الحموضة الزائدة في المعدة. مما ينقص من حدوث هذه المشكلة. وكمية قليلة منه تتراوح بين 6 إلى 7 حبات كافية لحل المشكلة.
المعالجة بالخردل
يستعمل الخردل كثيرا في أطباق السلطات، حيث يضفي عليها نكهة وطعم مميز فاتح للشهية، أما من الناحية العلاجية فزيته مفيد للحويصلة الصفراوية والكبد اللذان يعملان على هضم الدهون، وهذا ما يفيد في تهدئة الارتداد المريئي للمرأة الحامل.
العلاج بالينسون
من الفوائد العلاجية لليانسون بالنسبة للجهاز الهضمي، تخفيف الإمساك، والوقاية من القرحة المعدية ومشكلات القولون، مثل عسر الهضم. والفائدة الكبيرة تكمن في مزجه بأعشاب أخرى مثل النعناع، حيث تمتد فوائده حتى للجانب النفسي، فهو يذهب الاكتئاب، وله تأثير ملين لجدار المعدة، حيث يقلل من حموضة المعدة، وبالتالي يوقف مشكلة الارتداد المريئي الذي يزعج كثيرا المرأة الحامل في فترات حملها. حيث أن عند مزجه مع أعشاب أخرى يكون له تأثير ملين لجدار المعدة، كما يمكن استخدام زيت اليانسون لعلاج متلازمة القولون العصبي وتخفيف الاكتئاب المصاحب له.
إن علاج الارتجاع المريئي للحامل ليس بالأمر الصعب، فهذه المشكلة تعاني منها معظم النساء الحوامل وقد تظهر في أي وقت أثناء الحمل، خصوصا في الشهر الرابع وما يليه. حيث تسبب لها انزعاجا وضغطا عضويا ونفسيا يعكر مسار حياتها اليومية. ولهذا وجب الذهاب في البداية للطبيب المختص واستشارته في ما يخص انسب علاج لهذه المشكلة، لتفدي الآثار الجانبية الخطيرة الناجمة عن تناول أدوية غير مناسبة أو القيام بعلاجات بديلة بدون اتباع المقاييس العلمية والمقادير المناسبة.
إقرأ أيضاً:
علاج الحموضة الشديدة والارتجاع
ما هي العادات السيئة المسببة لارتجاع المريء؟
3 تعليقات
أحسنت مقال مفيد جدا ومهم فيما يخص الأرجاع المرئي لدى الحامل كما ولقد ذكرتي سبل التخلص من هذة المشكله بعدة أعشاب منها اليانسون والزنجبيل والبطاطا والشاي واللوز وما إلى ذلك أحسنت النشر بالتوفيق الدائم إن شاء الله
رائع جدا، ويحتوي على معلومات رائعة. كما أنه يتصف بالشمولية والإحاطة بالموضوع من جميع أطرافه.
هلا
مقال رائع ومفيد بذات الوقت لكل سيدة تعاني من الارتجاج بفترة الحمل
الف الف شكر لك على الافادة المميزة
تحياتي