صراع الأجيال والتعليم الإلكتروني، منذ ولادتنا ومجيئنا على الحياة ونزول سيدنا آدم وحواء والبشرية بصراع مستمر، لكن درجات الصراع بين الأجيال تكون متفاوتة ومختلفة، فكلنا نعلم أن لكل زمن وعصر تاريخه وحضارته وحكايته المختلفة بالتعليم، ومع كل عصر يوجد تعليم مختلف.
مراحل تطور التعليم
فالتعليم قديماً كان بسيطاً ويعتمد على الكتبة والتعليم بالجوامع من خلال الشيوخ أو أستاذ الحارة التي يعيش بها، ومع تقدم الحضارات والتاريخ زمن بعد زمن تطور إلى أن نشأت المدارس المتوسطة التي ساعدت على الحفاظ على التعليم والتدريس، وبعدها تطورت إلى أن انتشرت مدارس واسعة ومتعددة وأصبحت الجامعات والمؤسسات بها الكثير من الأيادي التي تشد وتنادي على التعليم، الذي يكون بداخل المدرسة أو الجامعة والمؤسسة.
التعليم عن بعد بالعصر الحالي
لكن اليوم تعرضنا للثورة المعلوماتية وأصبحنا بعصر الرقي والتقدم عصر المعلومات والإنترنت، عصر السوشيال ميديا والتعليم عن بعد
الذي كان يستخدمه طلبة الجامعة والأساتذة والباحثين للضرورة القصوى وكان محصوراً، لكن الأمر تطور جداً مع ظهور كوفيد 19. وهو مرض العصر إنها كورونا التي غيرت مجرى العالم كله وليس فقط مجرى التعليم والدراسة.
فقد أصبحت الدراسة الآن عن بعد، وانتشر التعليم الإلكتروني الذي فرض نفسه على الطلاب والطالبات وحتى على كل الفئات التعليمية بكافة أنواعها، ورغم أهمية التعليم الإلكتروني وضرورة التطور مع عصر الكورونا، وعصر التقدم والرقي، إلا أن هناك الكثير من الذين يعانون من التعليم الإلكتروني، فقد أصبحنا نسمع الكثير والكثير من القصص التي يجد بها طلابنا صعوبة ومشاكل كثيرة عن طريق التعليم الإلكتروني .
صعوبات التعليم عن بعد عند الطالب
ورغم أننا نعيش داخل صومعة التكنولوجيا والعالم الافتراضي الذي يجبر علينا أن نتماشى معه ونعيش التقدم، إلا أننا بذات الوقت نجد الصعوبة القاسية جداً عند طلابنا بطريقة الفهم من المدرسة أو المعلمة للدرس من خلال الصفوف الافتراضية التي أقرتها وزارة التربية والتعليم لكل طلاب المدارس والتعليم، هذا غير عدم توافر أجهزة الحاسب والإنترنت بكل منزل ولدى كل طالب.
والظروف المعيشية التي تلعب دور كبير بحياة الطالب ومدى قابلية استيعابه للتعليم الإلكتروني، والبيئة المحيطة به سواء بالجو الأسرى للتعليم، ونحن اليوم هنا نتحدث عن هذا التطور الرهيب والعصف التكنولوجي الذي أجبر الطلاب والطالبات على التعايش معه ومع التعليم الإلكتروني.
تساؤلات كثيرة
وبهذا الصدد تواجهنا الكثير والكثير من التساؤلات..!! نحن اليوم بصراع مع الأجيال بل صراع التعليم الإلكتروني المرير مع العصف التكنولوجي
الذي أصبح كل يوم يتطور ويزيد ولا نستطيع ملاحقة هذا العالم الافتراضي، الذي أصبح هو الحياة فكيف لتلك الأجيال المتتالية أن تعيش مع هذا الصراع المعلوماتي الذي وصلنا إليه بيومنا هذا؟ وهل هذا العصف التكنولوجي والمعلوماتي قادر على أن يلغي عقلية هذا الإنسان بالكامل ويجعله مجرد ريموت لا يفقه شيئًا، مع العلم أن الإنسان ميز عن باقي المخلوقات بالعقل والحكمة.
لكن ما أراه اليوم من اختلاف واسع وكبير بعصر العصف المعلوماتي والتعليم الإلكتروني الذي أصبح مجبراً عليه الطالب بعد ظهور كورونا وسيطرتها على الكثير من البشرية، يجعلني أخاف كثيراً على الأجيال القادمة التي لغة الفكر والعقل ولجأت فقط للهواتف الذكية والبرمجيات المتطورة التي أصبحت كلها رهن الإشارة بمجرد ضغطة واحدة من يد هذا الإنسان، كيف لنا الموازنة أو الاستفادة من هذا العصف التكنولوجي مع استمرارية الحفاظ على العقل البشري ومكانته؟
وما الطرق الواجب على الجيل الجديد اتباعها من أجل كسب معركة هذا الصراع العتيد مع التكنولوجيا؟ وبذات الوقت الاستفادة من الإيجابي منها والمحافظة على الأصول والقيم والعادات التي تربى عليها، ومن الذي يلعب الدور الرئيسي بإخراج جيل متعلم وواعي وسط تلك الثورة المعلوماتية؟.
وهل جيل اليوم قادر حقاً على مواصلة التعليم الإلكتروني مع المحافظة على نفس مستواه التعليمي الممتاز الذي كان يحصل عليه بالمدارس؟
فالتساؤلات كثيرة وأحيانًا نجد لها الجواب وأحيانًا تبقى معلقة ولا نجد لها الجواب الشافي الذي يشبع رغبتنا ويرضي تفكيرناً؛ لذلك أسأل الله التوفيق لكم جميعاً ولكل طلابنا ولكل من يلجأ للتعليم الإلكتروني وأتمنى أن نأخذ منه الإيجابي فهو سلاح ذو حدين.
اقرأ أيضًا:
10 أخطاء فادحة لنظام التعليم في مصر
مشاكل تواجه الشباب في طريق التعليم
2 تعليقان
المشكله موش في كيفيه التعليم عن بعد المسافه تكمن في مدي استيعاب العقل لهذه التكنولوجيا التي اصبحت اذكي من عقل البشر وللتوضيح اكثر واقصد بالكلام هنا عن موطنا العربي بالذات الذي اكتر شعبه يعمل بالزراعه والرعي كيف اوجه الطالب من هذه الفئات ان يتعلم عن بعد وهو بالكاد يستطيع ان يكتب اسمه بصعوبه فكي يكون الطالب مستعدا لعذا التعلم عن بعد ان يكون في مرجله قبل الجامعي حتي يستطيع الطالب اكتساب مهارته الشخصيه كإنسان وان يكون مستعدا الإستعداد العقلي والنفسي والاجتماعي وتهيئه المناخ الاجتماعي له حتي يكون تعليمه عن بعد بكون مفيدا له ولمجتمعه فيما بعد اما اني افرض عليه هذا التعلم اجباريا كما يحدث اليوم سيفشل المشروع من اول وهله ونكون قد خسرنا ماديا وانسانيا واصبح العمليه التعليميه فاشله وتؤدي الي عواقب وخيمه في المجتمع
هلا السعيد شابون
صدقت يا رااقي فعلا المشكلة ليست بالتعليم عن بعد لكن كما ذكرت سابقا الحياة تغيرت
والعقل البشري نفسه تغير فالانسان اصبح بالفعل عقله مجرد ريموت يتحكم فيه الغرب والتكنولوجية
يعني الانسان حتى لو اخذ شي تلاقيه ما بيفكر فيه بياخذه بتقليد اعمي جدا
اشكرك جدا على رايك الراقي
تحياتي