تعتبر أسماء الإشارة من المعارف السبعة وهي أسماء مبنية ما لم تثنى يشار بها إلى الأشياء حسب مسافاتها، حيث أن المتكلم يتموقع دومًا في مكان من الشيء المشار إليه الذي يكون قريبًا أو بعيدًا عنه أو متراوحًا بين البعد والقرب فيستعمل لكل مسافة اسم الإشارة المناسب.
أقسام الإشارة
تنقسم أسماء الإشارة حسب الجنس والعدد ليشار بكل واحدة منها إلى الأشياء بشكل يتوافق معها جنسًا وعددًا فالمشار إليه المفرد المذكر فيشار إليه بهذا وذا مثلًا:
المفرد المذكر: يشار إليه بذا أما الهاء فهي للتنبيه في لغتهم لا غير بدليل قول الشاعر:
أمر على الديار ديار ليلــــى أقبل ذا الجدارا وذا الجــدارا
وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا
المفرد المؤنث: يشار إليه بذي وهذي وهذه وتي وته والقول باستعمال التاء أبلغ لأنها أقوى في التأنيث من الذال المعجمة.
المثنى: للمذكر يشار بهذان وللمؤنث هاتان وفي هذه الحال يكون اسم الإشارة معربًا لا مبنيًا.
قال نزار قباني:
أمية وصحت قرون سبعة في تينك العينين بعد رقاد
الجمع للمذكر وللمؤنث: يشار إليه بأولاء في قولك هؤلاء وأولئك وأولى، فتقول هؤلاء رجال ونسوة وأولئك فتيات وفتيان غير أن أولى للمؤنث وتدخلها علامة الإناث السالم كما في قوله تعالى:
“وأولات الأحمال أجلهن أن يضعه حملهن”
مسافات أسماء الإشارة
القريب: تستعمل للقريب كل من هذا أو ذا وهذه وذي وهذان وهاتان وهؤلاء وهنا للمكان.
المتوسط: نستعمل ذاك بزيادة الكاف على الإشارة وهناك للمكان.
البعيد: نستعمل ذلك وأولئك وذانك وتانك وتلك والملاحظ في هذه الأسماء أن غائبها يتضمن لامًا تسمى لام البعد، نجدها في إشارة المكان هنالك إذا كان الموضع المشار إليه بعيدًا.
مواضع استعمال أسماء الإشارة
إن الطالب ملزم بمعرفة المواضع السياقية لأسماء الإشارة وفقًا لما يستلزمه مقام التواصل ليمنح نصه شيئًا من بلاغة القول، فالمشار إليه القريب غير البعيد فلا يعقل مثلًا أن يشير إلى نجم في سمائه بقوله هذا نجم ومعروف أن النجم في عليائه بعيد.
فالصواب هنا أن يقال ذلك نجم وتلك نجمة دلالة على بعدها وسحق مسافتها عن الأبصار، ولو أني في حديقة على مقربة من ورد وزهر وما شابهه، الصواب أن أقول هذا ورد وهذه زهرة إذا اقتضى المقام تحديد الموقع الذي أتواجد فيه وقس على ذلك ما شئت.
إعراب أسماء الإشارة
تكون أسماء الإشارة مبنية إلا إذا كانت مثنى فتعرب إعراب المثنى كما في هذان تلميذان مجدان، فاسم الإشارة مبتدأ مرفوع علامة رفعه الألف؛ لأنه مثنى ولو أننا قلنا هذه تلميذة مجدة كان اسم الإشارة مبنيا على الكسر في محل رفع مبتدأ.
أما ما بعد الإشارة فيعرب على خلاف بين علماء اللغة إما نعتًا إذا كان ما بعد الإشارة نكرة، أما إذا كان معرفا بأل فيحمل على البدلية شرط توفر شروط البدلية عندهم وهي القصد بالحكم لذاته وألا تكون هناك واسطة بحرف فقولك هذه التلميذة مجدة يجعل التلميذة بدلا من الإشارة لكن قولك هذه سعاد يحمل العلم على الخبرية رغم أنها معرفة إلا أن تعريفها ليس بأل وإنما بالعلمية ثم إنها ليست مقصودة بالحكم لذاتها كما في البدل وإنما هي الحكم نفسه.
اقرأ أيضًا:
2 تعليقان
أحسنت مقال مفيد جدا أحسنت النشر بالتوفيق الدائم إن شاء الله أحسنت
شكرا لك اختي على مرورك الطيب دمت بخير