ملخص رواية الورم للكاتب إبراهيم الكوني، وهو كاتب وروائي ولد عام 1948 بغدامس الليبية.
ويذكر أن إبراهيم الكوني له مؤلفات بلغت 81 كتابًا، كما أنه أشادت به دول الغرب أمريكا واليابان.
وقد ورد أنه رشح لجائزة نوبل في الأدب عدة مرات، كما ذكر اسمه من خلال السويسريين في كتاب خلد ذكراه.
وقد اختير عضو الشرف عن طريق الرئيس السويسري، في أبرز المحطات الثقافية التي أقيمت عام 1998.
واصطحبه الرئيس السويسري معه في معرض فرانكفورت، كما أنه ترجمت كتبه إلى لغات العالم بنحو 40 لغة.
وتدرس كتبه في مناهج العديد من البلدان الآن، وخصوصًا في السوربون بالإضافة إلى جامعة جورج تاون، وجامعة طوكيو.
الوظائف والمناصب التي شغلها مؤلفها:
قبل الخوض في ملخص رواية الورم، علي أن أذكر المناصب التي شغلها مؤلفها إبراهيم الكوني. قيل بأن الكوني شغل عدة وظائف منها الصحفية ومنها الدبلوماسية، كما أنه كان مستشارًا دبلوماسيًا في سفارات ليبيا.
ويتضح أن الكوني كان مستشارًا في دول بولندا، وروسيا، وسويسرا، كما تولى رئاسة التحرير لمجلة تدعى الصداقة، وهي ذات جنسية ليبية بولندية.
وعن أسلوبه الأدبي
كان الكوني ممن درسوا في معهد غوركي للآداب، وقد حدث ذلك في السبعينيات.
الرواية عمل مديني، كانت تلك النظرية السائدة وقتما التحق الكوني بمعهد غوركي، كما أنها كانت النظرية المثلى لجورج لوكاتش.
ملخص رواية الورم:
ربما حان الآن بعد التعريف بالكاتب، والمؤلف أن نخوض في الحديث عن ملخص رواية الورم التي صدرت عام 2008.
ابتدأت الرواية الصادرة عن دار الفارس للنشر والتوزيع بآية كريمة من كتاب الله تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة) سورة البقرة آية 30.
أتبعها بقوله (لا تحبوا العالم ولا الأشياء في العالم، إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الرب) رسالة يوحنا الأولى.
بعد ذلك ابتدأت الرواية بعنوان الخلعة وفيه قص الكاتب حكاية أساناي، الذي استيقظ فوجد الخلعة قد تلبست جسده.
عندما استيقظ أساناي ووجد الخلعة قد تلبست بدنه، حينها تذكر أنه خلد للنوم بها ولم ينزعها عنه، فقد غفا بالجبة المهيبة.
أساناي وقصة الجبة:
لطالما حرص أساناي على خلع الجبة ولفها بعناية إذا ما أراد النوم، لكنه غفا وهي على جسده.
كان من عادته أن ينفخ عنها التراب، كما أنه كان يلحسه بلسانه أحيانًا ثم يضعها في منسوج من الخز.
وهنا بعد أن استيقظ بدأ يفكر ماذا دهاه ليستسلم للنوم، وهو يرتدي الجبة الرهيبة، كما أنه قد أصابه من العرق ما أصابه ولا بد من الماء.
صاح في الخدم مع بعض من اللعنات المكالة لذاك النوم الذي أفسد جل نظامه، وعلى الفور لبى مارده ودخل عليه يحني الرأس متسائلًا نعم مولاي، لم يكن من أساناي إلا أن نهره بحزم.
أساناي وخادمه المطيع:
قال أساناي لخادمه الذي كان محنيًا الرأس ألم أقل لك مرات لا تعد، ولا تحصى أن لا مولى في هذه الدنيا غير مولاي، ومولاك وولي نعمتي وولي نعمتك.
طلب الخادم الأمين الغفران قائلًا الغفران أساناي، وهنا أمره بإحضار الماء فقد أفسد العرق الكريه خلعة مولاهما.
سأل أساناي إن كان العبد يستطيع تحريره من الجبة دون ماء، فاقترب العبد محاولًا نزع الجبة من كتفيه وقد كانت شبيهة بفراء الثعالب.
لكن بعد برهة نهره أساناي وقال ابتعد أيها الشقي هل تود نزع كتفي، ألا ترى أنني سيغمى علي من رائحة إبطيك ابتعد المارد سريعًا وعيناه حمراوان.
اعتذار العبد لسيده:
اعتذر العبد من سيده موضحًا أنه لن يستطيع مساعدته. كما أن الجبة قد التصقت بالجلدة هنا تفحص أساناي ساعديه، ووجد أنهما حقًا التصقتا.
تحسس صدره فوجدها التصقت بصدره أيضًا، حاول أن ينتزع الأزرار فخرجت منه صرخة ألم.
لقد توغلت الجبة بعمق في لحمه، ولم يعد أمامه للتخلص من تلك المعضلة سوى استدعاء السحرة.
استدعى ساحرًا لكي يخلصه مما أوقع نفسه به، وأقبل الساحر ملفوفًا بالسواد من رأسه حتى أسفل قدميه.
بعد أن طاف حوله قليلًا وتفحص امر الجبة الغائرة حتى اللحم. جلس ونظر أساناي في عينيه فقرأ أعترف أنه سحر من جنس فريد، فسأل أساناي ماذا أستطيع أن أفهم من اعترافك؟.
الساحر وأساناي والسحر الفريد:
اعترف الساحر بلا مبالاة أنه لم يعرف لمثل هذا السحر الذي أصابه مثيلًا من قبل. وربما أنه لم يمر عليه حتى.
تساءل أساناي هل يعقل أن يكون الأمر مكيدة من مكائد الخلق؟.
تبعه حديث الساحر أكاد أجزم أنها مكيدة، لكن لا استطيع أن أجزم أنها كيدًا من الخلق، وبالطبع تساءل أساناي عن ذاك الغموض.
أجاب أعني أن المكائد أجناس، والمكيدة التي يدبرها الخلق أهون من تلك المكيدة، مكيدة خالق الخلق أسوأ ألف ألف مرة من مكيدة الخلق.
تساءل الساحر قائلًا لأساناي هل نلت الخفاء بسوء، قال له أساناي وإن نلت الخفاء بسوء فليس عن قصد.
محاصرة الساحر لأساناي:
كان الساحر يتربص بأساناي كمن ينتظر القصاص، أما هو فكان يؤكد أنه لم يرتكب إثمًا يعاقب عليه.
لم يرحمه الساحر لكنه أصر على قوله أن الجميع يرتكب آثامًا في كل خطوة، وليس منا من لا يرتكب إثمًا. أصر أساناي قائلًا أنه لا يتذكر إثمًا اقترفه بأي حال من الأحوال، إلا إذا كانت سعادة النساء في المخدع تعد إثمًا.
دعك من معانقة النساء، وحدثني عن الحب أفلتت من فم أساناي ضحكة حينها، وقال أليست معانقة النساء حبًا؟.
أجاب الساحر قائلًا معانقة النساء في عرف السحرة ليست حبًا، وقد تطلع إليه أساناي بدهشة وذهول.
الكلام يسير في طريق آخر بين الساحر وأساناي:
استحضر أساناي ذهنه وقال سريعًا للساحر ذلك تسمونه شهوة. هتف الساحر حينها أحسنت مشجعًا أساناي ثم سأله هل أحببت مرة يا ولي الأمر.
سكت أساناي لحظة قبل أن يتمتم بلسانه أحببت خلعة الزعيم كما لم أحب شيئًا في دنياي، عقب ذلك أطلق ضحكة جلجلت المكان.
عندما ضحك ولي الأمر هرع إليه خدمه، أشار إليهم أن يعاودوا من حيث أتوا، ثم مسح الدموع من عينيه بسبابته.
حينئذ قال الساحر من أحب شيئًا صار منه.
وعاد يكرر الجملة بعد أن أدخل عليها تعديلًا من أحب شيئًا أكثر مما ينبغي صار جزءًا منه.
الساحر كما رآه أساناي:
نظر أساناي للساحر فوجده رجلًا نحاسيًا طويلًا، نحيلًا، عجوزًا. تكاد العظام تفز من كل طرف من أطراف بدنه. يغزو البياض عينيه كما أنه تشبه المقلة عيون العميان، حينما تأمله هكذا قال لا أريد أن يشمت بي الأعداء.
حينئذ نصحه الساحر بأن يجود بالنذر إذا كان لا يرغب لأحد أن يشمت به، استفهم أساناي أجود بالنذر؟.
ابتسم الساحر قائلًا لا نتحرر إذا لم نقدم ما نريده أكثر مما ينبغي قربانًا للخفاء، سأله ثانية مستفهمًا عما يقول.
استفهم منه الساحر قائلًا ألا تستطيع أن تتنازل عن السترة؟.
حينها أوضح له الساحر أن نتخلى عما امتلكنا طوعًا أهون من أن ينزع منا انتزاعًا.
حينها تساءل أساناي قائلًا هل أسمع ساحرًا أم أسمع عرافًا.
ذلك كان ملخص رواية الورم في سطور قليلة.
إقرأ أيضاً:
حريق بلا مكان، رواية لأسامة الأديب (2)
عن الحب والزواج (2)… بقلم أسامة الأديب
مسرحية الوالي والبرغوث، بقلم أسامة الأديب