لآلئ لغوية .. اللغة العربية بحر كبير مَن دخله ، فعليه أن يعرف اتجاهاته كيلا يصاب بالحيرة من كثرة لآلئه الجميلة .
لنبدأ سويا رحلة جميلة ، عنوانها : حب اللغة والحفاظ عليها .
لآلئ لغوية
والذي ينبعث من الحرص على القرآن ، وهذا السبب الذي ذكرناه من قبل، حينما تحدثنا عن أسباب جمع اللغة العربية ، لكنني أردت الاقتصار على هذا السبب ؛ لنسرد سويا بعضًا من اللآلئ اللغوية ، التي أضاءت طريق الباحثين في اللغة إلى الآن .
أولها : وضع قواعد النحو .
بدأ وضع قواعد النحو في القرن الأول الهجري ، والذي أسس له أبو الأسود الدؤلي ، وتلاه علماء العربية بعد ذلك ، فلقد وضعوا أُسسا لتقعيد النحو ألا وهي :
( أ ) النقل : ويعني ما ورد في القرآن وكلام العرب (شعرا ، نثرا )
(ب) القياس : ونعني بذلك قياس الكلام على ما جاء في القرآن وكلام العرب .
نستنتج من ذلك أنَّ النحو لم يُوضَع في يوم وليلة ، بل وضع في أعوام كثيرة .
ومنذ أواخر القرن الأول وجدنا مدرستين بارزتين في النحو العربي ، وقعت بينهما خلافات نحوية ، كان الغرض منها الوصول إلى أصح الأقوال لتقعيد النحو .
ومن هنا نقرأ عن علماء كثيرين برزوا في هذا العلم الجليل ، الذي لولا الانتباه إليه ، والحرص على تقعيده ؛ لازداد اللحن بين متكلمي العربية .
من علماء البصرة :
– سيبويه صاحب ( الكتاب )
– المبرِد صاحب ( الكامل )
– الخليل بن أحمد الفراهيدي صاحب ( معجم العين )
من علماء الكوفة :
أبو حمزة الكسائي وهو أحد القراء السبع صاحب كتاب ( المختصر في النحو )
يحيى بن زياد الفراء صاحب ( معاني القرآن )
أحمد يحيى ثعلب صاحب ( الأمالي )
علماء النحو كثيرون فلم أذكر منهم إلا القليل ، وليس معنى ذكري لكتاب واحد لكل عالم أنه لم يؤلف غيره ، لكني أردت ذكر أشهر الكتب لهم .
وللنحو قيمة كبيرة بين علوم العربية ، فهو أحد أهم الأنظمة التي تقوم عليها اللغة .
ولقد وُضِع علم النحو تحت مظلة الإسلام ، ولذلك نلحظ وجود مصطلحات فقية مثل : النسخ ، الحُكم ، وغيرها من المصطلحات .
أشهر الكتب في النحو
( الكتاب ) لسيبويه الذي جمع فيه قواعد النحو العربي
( المقتضب ) لأبي العباس المبرد
( أوضح المسالك إلى شرح ألفية ابن مالك ) لابن هشام الأنصاري
( شرح ابن عقيل )( فتح الأقفال وحل الإشكال بشرح لامية الأفعال) لجمال الدين محمد بن مبارك اليمني الحضرمي المعروف ببحرق
( النحو الوافي ) لعباس حسن
فلقد أخبرتنا اللغة اليوم عن بعض لآلئها الخلابة التي أفنى علماء كثيرون أعمارهم من أجلها حبًا لها ، وحفاظ عليها من الضياع .
فلا بد من الحفاظ عليها ، والتوسع في دراستها ؛ لفهم خصائصها .
ومن هنا بدأنا الرحلة أملًا في الوصول .
اللغة العربية بحر فسيح ، في جوفه الكثير من اللآلئ الجميلة ، معًا سنعلمها حبا لها .
فحبها إن سكن القلب ظل فيه مقيمًا.
إقرأ أيضًا
أسماء الإشارة للبعيد في اللغة العربية
1 comment
أحسنت مقال مفيد جدا أحسنت مقال غني ومعلومات قيمة حول اللغه العربيه وقواعدها أحسنت النشر بالتوفيق الدائم إن شاء الله