سنعرض في هذه المقالة أهم وأنفع العلاجات المأخوذ بها في علاج الوسواس القهري. أو مرض الوسواس القهري بمختلف أنواعها الدوائي والنفسي والنبوي مع علاجات أخرى.
الوسواس القهري هو اضطراب مرتبط بالقلق يتميز بأفكار ومخاوف ليست منطقية. تتوارد إلى الذهن بشكل قهري ولا تتوقف فتؤدي إلى سلوكيات قهرية.
كما أن المصابين بهذا الوسواس يكونوا واعين بهاته التصرفات أحيانًا. لكنهم يقومون بها للتقليل من توارد الأفكار القهرية إلى الذهن.
على الرغم من القيام بطرق عديدة من أجل علاج الوسواس القهري إلا أنها لا تجدي نفعًا. ويتفاقم الأمر ليصل أحيانًا إلى القيام بطقوس داخل حلقة قاسية ومؤلمة.
أعراض الوسواس القهري
تختلف أعراض الوسواس المرضي أو الوسواس القهري حسب حدته ونوعه. لذلك سنذكر أهم أنواع الوسواس القهري مع الأعراض المصاحبة لها.
يبدأ علاج الوسواس القهري بمعرفة النوع المصاب به الشخص، قبل معرفة كيفية التخلص من الوسواس القهري. وإليك أهم الأنواع مع الأعراض:
- وسواس التماثل والترتيب: يمضي المصابون به ساعات في ترتيب الأشياء بشكل متناسق ومتماثل.
- وسواس التلوث: يمضي المريض وقت طويل في غسل وفرك يديه، وذلك لشعوره بوجود أوساخ وميكروبات على يديه.
- التلوث العقلي: هو غير مرتبط بالأوساخ أو الميكروبات، بل مرتبط بما يتعرض له المريض من إساءة وأذى من الناس.
- وسواس الشك والتفقد: يشعر أصحاب هذا النوع من الوسواس بالحاجة إلى التأكد من إغلاقهم للأبواب واطفاءهم للأضواء، والتفقد المستمر للأشياء الخاصة.
- وسواس الأذى: يخاف المصابون به من أذية من حولهم بالقيام بأفعال عنيفة ضدهم, إلا أنهم بعيدين كل البعد عن القيام بها، لكن إلحاح هاته الأفكار هو ما يؤرقهم.
- الوسواس القهري الجن*سي: يعاني المصاب به من أفكار جن*سية حول الزنا بالمحارم والأطفال والعجائز وغيرها من الانحرافات الجن*سية.
- الوسواس القهري الديني: تأتي إلى صاحبه أفكار حول الذات الإلهية ومن خلق الله وسب وشتم الله عز وجل ووساوس كثيرة من هذا القبيل، كما تأتيه وساوس حول انتقاضه للوضوء، فتجعله يعيد الوضوء مرات عديدة للصلاة الواحدة.
أسباب الوسواس القهري
إن ما يصعب علاج الوسواس القهري هو العجز الطبي عن معرفة الأسباب أو السبب الدقيق البيولوجي وراء هذا المرض. إلا أن هناك أسباب محتملة تؤدي إلى اضطراب الوسواس القهري ونذكر منها:
- حدوث تغيرات كيميائية في الجسم أو في وظائف الدماغ.
- الوراثة: قد يكون سبب الوسواس المرضي أو القهري وراثيًا، لكن لم يتم تحديد ما إذا كان هناك جينات معينة لها دور في الإصابة به.
- السلوك: يمكن للوسواس القهري أن ينتقل من خلال تعلمه من أحد أفراد الأسرة إذا كان مصابًا به، بمجرد مشاهدته وهو يقوم بالسلوكيات القهرية.
ما علاج الوسواس القهري؟
قد يمكن التخلص من الوسواس القهري نهائيًا في بعض الحالات. وذلك يكون حسب المريض نفسه وتفضيلاته ووضعه الشخصي. وفي حالات أخرى قد تطول مدة علاج الوسواس القهري أو تستمر مدى الحياة؛ لأن عملية العلاج معقدة وغير مضمونة النجاح في كل الحالات. إلا أنها تفيد المريض في التعامل مع الأعراض ومنعها من السيطرة على حياته.
يبدأ علاج الوسواس بدمج العلاج الدوائي عبر أخذ أدوية الوسواس القهري من طبيب الأعصاب. مع العلاج النفسي عند معالج نفسي عن طريق جلسات علاج. كما أنه هناك علاجات أخرى سنذكرها.
العلاج النفسي:
تبين أن العلاج المعرفي السلوكي أكثر نفعًا من العلاج بالأدوية في علاج الوسواس القهري، ويتم هذا العلاج عن طريق التعرض ومنع الاستجابة، من خلال تعريض المريض إلى المواقف أو المسببات للأفكار القاهرة دون القيام بالعادات أو الطقوس القاهرة، بتعريفه بوسائل مقاومة الرغبة في القيام بتلك العادات.
إن التعرض ومنع الاستجابة هو من أفضل وسائل العلاج السلوكي المعرفي، لكنه يتطلب جهد ووقتًا؛ لأن التوقف عن الاستجابة للوساوس القهرية يحتاج للتعرض التدريجي المستمر لمسبباتها، حتى يستطيع تحمل الانزعاج والقلق من عدم الاستجابة لها.
مثال: يبدأ التعرض بأن يدعي شخص مصاب بوسواس التلوث، ويعطى شيء متوسط التلوث ويطلب منه لمسه، ويأتي بعدها منع الاستجابة بالإلحاح عليه بعدم غسل يديه، وهكذا يتم هذا العلاج مع باقي الوساوس الأخرى.
العلاج بالأدوية:
غالبًا ما تكون مضادات الاكتئاب دواء الوسواس القهري، والتي بدورها ترفع من نسبة السيروتونين المسمى بهرمون السعادة؛ لأن المرضى بالوسواس يعانون من انخفاضه في أغلب الحالات، لذا يجب استشارة الطبيب قبل أخذ أي نوع من مضادات الاكتئاب مع مراقبة الآثار الجانبية الناتجة عن تناولها.
علاجات أخرى
هناك طرق لم يتم اختبارها في علاج الوسواس القهري، لكن تستعمل كداعم للعلاج الدوائي، لكن يجب فهم المخاطر المترتبة عنها قبل استعمالها، وهي:
- الجراحة النفسية.
- العلاج بالصدمة الكهربائية.
- إدخال المريض قسم الأمراض النفسية.
- التحفيز العميق للدماغ.
- التحفيز المغناطيسي داخل الجمجمة.
العلاج النبوي:
العلاج النبوي للوسواس القهري هو عن تجربة من أنجع الطرق في علاج الوسواس القهري المتعلق بالطهارة والوسواس الديني، خاصة المتعلق بالذات الإلهية، وقد أتى من يشكو ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد قال عن الوسواس القهري الديني في معنى الحديث أنه محض إيمان، أي خالص الإيمان، وقال لمن تأتيه تلك الوساوس أن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ويقول آمنت بالله.
أما فيما يتعلق بالوضوء كان النبي – صلى الله عله وسلم – يرش ثوبه من فوق في موضع ذكره بعد الوضوء أحيانًا، وفعل ذلك فقط ليعلم من عنده وسوسة من الناس؛ لأن الشيطان كان يأتي إلى من يصلي ويمس ذكره حتى يظن المصلي أنه مبلل من البول، لذا فإن رش ثوبه في موضع ذكره بعد الوضوء وأتاه الشيطان في صلاته قال المصلي في نفسه أن هذا فقط الماء الذي رششته.
فهنا نرى علاج الوسواس القهري بحيلة بسيطة لكنها نافعة، وتجنب المصاب بالوسواس من هذا النوع معاناة قطع صلاته كل مرة والعودة للوضوء مجددًا.
من العلاج النبوي أيضًا قراءة المعوذات وخاصة سورة الناس كلما جاء الوسواس، والالتزام بالأذكار كلها وذكر الله كل وقت وحين.
أعشاب تخفف من أعراض الوسواس القهري
- نبتة الكافا.
- عشبة العرن المثقوب.
- الخرفيش.
- لسان الثور.
اقرأ أيضًا:
2 تعليقان
من اصعب الامراض النفسية التي قد يبتلى بها الانسان
بارك الله فيك على المقال الذي تضمن كل المعلومات عن الوسواس القهري ولاسيما علاجه .
مقال جميل ونافع ومفيد أحسنت النشر بالتوفيق الدائم إن شاء الله