الاحباط والقلق .. الإحباط والتوتر المصاحب للقلق هما عنصران مرتبطان مع بعض وتربطهما صداقة عميقة، عاده ما يتضمن التوتر بالشعور بالإحباط والإحباط هو المسبب الرئيسي للتوتر وقهر واحد منهم يؤدي إلى قهر الآخر، ولا يتم التغلب على التوتر إلا من خلال السفر على طريق السريع للوجهة الروحية فقط…
الاحباط والقلق
ولا أعتقد أن هناك حلا آخر ولا ينبغي البحث عن أي حل، البحث عن الراحة في مكان آخر لن يؤدي إلا أطاله الانتظار المرهق على جوانب الطريق وهذا هو الخطأ الذي يرتكبه الكثير من المضطربين والمتوترين في محاولة من التخفيف من الحزن الرهيب لحياه بلا هدف ويبتكرون بشكل مسعور هدفا خاصا، يمكن لكسب المال أو من خلال البحث عن الأمان من خلال الارتباط بحزب أو الهاء العقل بأنشطة غير منطقية أو الاستهلاك أو إقناع نفسه بالاحتياج لرحلة قصيرة هنا او هناك.
العقل المثقل بالقلق والتوتر دائما ما يحاول أن يجد الطريقة السريعة من خلال هذه الطرق ولكن هذا شيء مستحيل مع أن الحل نوعا ما بسيط، ولكن أولا يجب أن يرى بوضوح أن طرق الحل لا تنجح ولن تنجح ولا يمكن أن تنجح يجب أن يتوقف عن محاولة إخراج التفاح من السلة الفارغة، ويجب رؤية المستحيل على أنه مستحيل والتوقف عن محاولة فرض معنى خاص على الحياة، وبهذا الأسلوب والتفكير ممكن إيجاد المعنى الحقيقي في هذه الرحلة الروحية ولكي تشعر بالحرية من الإحباط ضروريا تفهم أن يكون لديك سبب رئيسي واحد لهذا الإحباط وعلاج رئيسي واحد.
الشعور بالإحباط يتكون لما يكون هناك عائق أمام الرغبات الغير الضرورية في الحياة ولو فهمت هذه الجملة واقتنعت ستكتشف أن الحياة ستتدفق مثل النهر ومرة أخرى لما يكون هناك عائق أمام الرغبات الغير الأساسية في حياتك لأن الرغبات الضرورية واضحة بما فيه الكفاية، لدينا الرغبات الجسدية للأكل والمأوى والراحة والاستجمام وغيره، وهناك رغبات نفسية للتواصل الاجتماعي ورغبة بأن يكون لك خصوصية، وأيضا رغبات روحية ضرورية لفهم الذات والحياة، هذه الأشياء التي في النهاية ستنتصر على الإحباط ولهذا ينتج الاحباط لما نكون نريد شيئا ليس فقط لا نحتاجه بل لا نحتاج الى ان نريده انت لست بحتاج الى ان يكون عندك سياره فخمه انت لست بحاجه لكي تريد بيتا ضخما.
إذا الإحباط هي حالة عديمة الفائدة وألم ليس له أي فائدة، هناك آلام وأحزان نحن بحاجة لها لنتعلم منها شيئا إلا هذا النوع من الألم الذي نحن لسنا بحاجته ولا يمكن أن نستثمر فيه بأي شكل من الأشكال .
والآن علينا أن نكتشف لماذا نتوق إلى ما لا قيمة له، بسبب الشخصية المكتسبة الذات الزائفة التي تبكي وتنادي وتصرخ من أجل أشياء غير مجدية وغبية عندها مئات الرغبات الشديدة والبائسة واليائسة التي لا تخدم فقط وجودها الأناني والخطير، وهذه لا يمكن أن تخدمك بالمطلق وهي فقط تسرق منك حياتك الحقيقية لانت ذاتك الحقيقية هي على عكس ذلك تماما ولا يمكن إشباع شهية هذه الذات الخيالية ولن تسمح لك أن ترتاح ولا لحظه، إذا فأنت بحاجة إلى مركبة حتى تنقذك وتحررك وليست مركبة عالقة في الوحل النفسي الذي نحن فيه وهذه المركبة هي الروح.
من الضروري أن يكون هناك تحول كامل لنظرتنا وفهمنا لرغباتنا، كلنا نعتقد أن هناك احتياجات يجب أن نلبيها وهناك شخصية يجب أن توقر وتحترم وتدافع عن حقها في الحصول على هذه الأشياء أو تبرر لك انفعالاتك، وتبقى دائما تعيش في هذا الإعصار وإذا كنت تريد أن تستمتع بهذا الإعصار فعليك أن تطلب أكثر وتتفقد ما ينقصك لتبقى عالق في هذا الكابوس المتجذر في إحساسك في الانفصال عن نفسك، والذي هو السبب في هذا الألم وهذه المعاناة، وهذا واضح بدقة في جميع أنشطتنا البشرية وهذا ما سيحدث إذا كنت تعيش في عالم من الاحتياجات وستحصل على أول احتياج ستبدأ في البحث عن الاحتياج الثاني …
وهناك سلم لا نهائي من الاحتياجات، أريد أن آكل، أريد أن أتحلى، أريد أن أحضر فيلما في السينما، وهكذا تكون حياتنا تتنقل من احتياج إلى آخر وكل هاته الاحتياجات لن تجعلك إلا كحال ذلك الذي يغمرون رأسه في الماء فيقطع نفسه لمدة ثم يصعدونه ثم يعيدونه وهكذا تستمر حياتك، هذا هو بالضبط الذي يحدث معنا وطبيعي كلنا لنا احتياجات ورغبات ولنا أشياءنا .
وبإمكان هذه الرغبات أن تكون في حياتك لكن أنت فيهم ولست فيهم أي لا تكون عالقا ومتعلقا بها لأنك أنت لست هذه الذات الزائفة وأنت لا تحتاج ما تحتاجه هذه الأنا، هذا الفهم والاقتناع وحده بإمكانه أن يعطيك ويزودك بالسلام الذي أنت تحتاجه ومهمتك الأساسية هي فصل طبيعتك الحقيقية عن الطبيعة الزائفة التي استولت مؤقتا على حياتك من خلال مراقبة الرغبة الشديدة في الذات الزائفة لما تبدأ تظهر، كن محقق روحاني ولاحق هذه الرغبات الغير المجدية حتى تراها عديمة الفائدة وتفهم أن الرغبة الشديدة هذه لن تتوقف عن خداعك وستبقى تكذب وتقاوم على أساس أنها رغبات ضرورية للبقاء على قيد الحياة، ولكن في الحقيقة هي لا تصرخ إلا لتبقى هي على قيد الحياة، لكن الرغبة القيمة لا تحتوي على صراع أو شك بل تمتلك بدلا من هذا شعور هائل ومليء بالثقة، هذا الشعور الصحي الذي هو موجود في أي محاولة جادة لتصحيح أي خطأ عقلي أو تضيف شيئا لحكمتك العليا.
لما يواجهنا موقف ما في الحياة عاده ما يحدث شيئان، الأول هو أن الموقف نفسه يتولى المسؤولية، أو أنت من تتولى المسؤولية عن الموقف أو الوضع، واحدا من الخيارين لا يوجد خيار ثالث لهما، ولهذا مهم جدا أن نفحص الاحتمالين.
عندما يتولى الموقف المسؤولية دائما ما يكون مصحوبا بالشعور بالقلق مما يبعث في نفسك صوت يقول انتبه جدا لهذا الانزعاج ويحاول أن يعلمك شيئا ذات قيمة ويحاول أن يجعلك تصدق أن نفسك أنت الذي تسيطر على الموقف، ولكن الحقيقة أن الموقف ما يزال هو المسيطر وهو المهيمن وكأنه يستخدم معك آلية الخداع في هذه الحالة.
ماهو الحل إذن ؟؟؟
الحل هو أنك تفهم نفسك في ما يتعلق بأي موقف، هذا الفهم الذي سيغيرك والذي بدوره سيزيد من سيطرتك العامة على عالم الحياة وأنت بدورك تعرف أن الوضع هو الذي يسيطر لما تشعر أنك مستنزف من الطاقة بسبب الموقف وعندك الكثير من الشكوك حول الموضوع، ولما تبدأ في البحث بقلق عن حلفاء تكون كثير التوتر بخصوص النتيجة النهائية لهذا الموقف، لما يرتفع مستوى الخوف ولما تبدأ بلوم الآخرين عن مشاكلك، تغيير خططك من يوم إلى يوم والرغبة في التهرب من المسؤولية.
إنك تتولى مسؤولية هذا الموقف يعني شيء واحد فقط وهو أن تتولى المسؤولية عن نفسك، لا يوجد أي حدث خارجي له أي نوع من الذكاء أو السلطة هكذا فقط، أنت بإمكانك جعل الموقف أن يكون كما يجب أن يكون بغض النظر عن عدد الأشخاص الآخرين الذين هزمتهم أوضاعهم،أنت ما زلت قادرا على أن تهزم وتخضع أي وضع أو موقف له علاقة في حياتك، والطريقة للبقاء في القيادة ليلا ونهارا اسمها القيادة الكونية، ولما تفهم معناها تصبح هي قوتك، قوتك لما تدعو حقائق أسمى لحياتك ومن خلالها يمكنك القيام بكل ما يلزم القيام به بسهولة.
لما تكون مسؤولا عن الموقف ستلاحظ أن هناك تغيير في نظرتك اتجاه هذا الموقف
- سترى أن هذا الموقف ليس له أي تهديد حقيقي لوجودك.
- ستظل هادئا وفعالا.
- لا تتأثر بالآخرين تشعر بصوابية أفعالك وتتعامل مع كل شيء بنفسك.
- ليس عندك عداء اتجاه الآخرين ولا تهتم بما يعتقده الآخرين عنك وتفعل فقط ما هو صحيح وجيد.
لفهم القلق والإحباط يجب أن تفهم الإيجو معظم مشاكل الداخلية المؤلمة سببها الإيجو بما في ذلك الغضب والغيرة والضعف ورفض تعلم أشياء جديدة وحياة الإيجو في الكثير من الحالات هي حياة بديلة، وجود مصطنع، الإنسان لا يعيش طبيعته الحقيقية وهو يحاول ملء الفراغ بالثناء على الذات وتعزيز نفسه أمام الناس وهذه يمكن أن تكون خيانة للذات لأنه محاولة بناء هذه الشخصية هو نفس الفعل الذي يجعلك متوترا بشأن ذاتك وبشأن هذه الشخصية وبالنهاية لا يمكن للخيال أن يحل محل الواقع، يجب على الفرد أن يعترف أنه عالق في العاصفة حتى يعرف كيفية الخروج والخلاص منها وما هو الذي بإمكانه أن يساعدك في التعرف على هذه الذات دون المحاولة لبنائها.
علينا ان نتعلم أساليب علاج التواصل الكوني، يجب أن نتعلم كيفية التواصل مع القوة الذكية المهيمنة والتي تعرف أكثر مما نعرف، المشاعر الصعبة مثل القلق والتوتر والإحباط لا يمكن أن تجلب حلولا للمشاكل وإذا كنت من أصحاب المزاج السلبي فأنت ستحرم نفسك من الوصول إلى هذا العلاج الذاتي ولهذا كل ما توصلت إلى فهم عقلك كل ما قل قلقك، و هذا شيء ضروري نفهمه.
موضوع تفكيرك ليس هو المهم بل التفكير نفسه هو المهم، ومعظم الناس ضائعين بشكل فضيع بموضوع تفكيرهم، وبدلا من أن تعطي الكثير من القيمة لمحتوى تفكيرك حاول أن تفهم السبب الحقيقي لإعطائك قيمه لهذا المحتوى، إذا كنت تريد أن تكون مليونيرا يجب أن تفهم أولا قيمة لماذا تريد أن تصبح مليونيرا قبل أن تبدأ محاولاتك العبثية في الخارج، إذا خرجت بكل هذه التشوهات المتراكمة عن فكره المال والغنى وكل هواجس الغرور التي ستجعلك تحاول أن تدمر كل من يقف في طريقك حتى عائلتك وكل من تحب ممكن جدا أن تخسرهم لمجرد أنك وضعت هدفا لا تعرف قيمته من الأساس.
لمعرفة القيمة الحقيقية لمادة التفكير علينا أن نتواصل مع قوة ذكية من خارج عالمنا، قد تكون من خلال ذاتك العليا نفسها وعليك محاولة الاتصال والتواصل معها، يمكن من خلال جلسات روحية ويوجد لها الكثير من الطرق والمتنوعة، لأنه الحقيقة الروحية القادمة من الخارج تتجاوز العقل الدفاعي الذاتي وتصل إلى روح الحقيقة بداخل الفرد وبعدها تصل الرسالة التي تريد سماعها، يمكن أن تكون مناما أو حدسا أو في كتاب أو في محاضرة، كل فرد يجب أن يكون له تجربه روحانية أصيلة يعرف فيها ما هو صحيح عن نفسه وعن طبيعته الحقيقية ليس فقط عن عقله، ببساطه يجب أن تكون على استعداد للسماح للرسالة الخارجية للوصول إلى الداخل ولا تترك عقلك المثقل بالعادات يبقى كجدار مانع بينك وبين هذه المكاتب الكونية..
إقرأ أيضًا
نصائح للتخلص من القلق النفسي والخوف بسبب الحرب على أوكرانيا
نصائح التقليل من خطر التدخين الغذائية
1 comment
استفدت من الموضوع