السلام على قلبي حتى يجد من يحنو عليه.. بعد مرور عامين على محاربتي للاكتئاب الذي حل بي اقترح علي طبيبي النفسي الذهاب في رحلة إلى البحر أو الذهاب إلى مكان يحتوي على مناظر طبيعية حتى أهدأ وأنسى كل شيء وطلب مني ممارسة التأمل فقط.
أعتقد أنه اقتراح لا بأس به ربما أذهب إلى بيت جدتي الريفي فـأنا لم أذهب لزيارتها منذ فترة طويلة ستكون سعيدة.
استيقظت صباحًا وذهبت إلى بيت جدتي رغم التقدم المستمر في القرية إلا أنني لا أحب الذهاب هناك كثيرًا ،وخصوصًا بعد وفاة جدي وجدتي أعتقد أنهما أخذا نكهة الأيام اللذيذة، رغم أن جدتي عبرت عن استيائها كثيرًا بسبب عدم ذهابي لزيارتها لأنها تشتاق لي كثير.
تأملت الطريق من منزلي إلى بيت جدتي كان طويل وشاق والجو لا يطاق، أعتقد أنني تسرعت لكن ما هون علي في النهاية هو نظرة السعادة التي رأيتها في عيون جدتي كأن كنزها الثمين عاد.
لم أفعل شيء أول يوم سوى أنني جلست أتأمل المكان كأني أستكشفه لأول مرة.
هنا بدايتي ونهايتي
تذكرت بداية كل شيء جميل هنا ونهايته، تأتينا الأشياء ثم تنتزع بقسوة، تأملت المروج الخضراء وغروب الشمس والقمر كان محاطًا بثلاث أو خمس نجمات فقط كنت أتساءل متى آخر مرة رأيت فيها القمر وتأملته هكذا.
مر أول يوم بسلام استيقظت في اليوم التالي أشعر بنشاط غريب رغم أنني لم أنم سوى سويعات قليلة، هناك شعور غريب يراودني لكن لم أهتم لن أفكر في أي شيء سأتأمل فقط كما أخبرني طبيبي
قررت أن أتجول في القرية كما كنت أفعل سابقًا كنت أسير وحدي بلا هدف أتأمل وجوه الناس، أسمع تمتماتهم وأرى نظرات الفضول نحوي فهم يريدون معرفة هوية هذه الغريبة لم أهتم لأمرهم.
فجأة رأيته ذلك الشخص الذي كان جزء من حزني لأيام، لقد توعدت له كثيرًا وكتبت عبارة عتابات كثيرة في مذكرتي حتى لا أنسى أي شيء منها، اليوم مر بجانبي ولم أشعر بأي شيء كأنه شخص غريب تساءلت أين ذهب غضبي وأين عبارات العتاب أين كل هذا، حسنًا لن أهتم لقد رحلت كما رحل هو كأن كل شيء يخصه قرر الرحيل معه.
أكملت طريقي قررت الجلوس بجانب شجرة الكافور العملاقة أنا أحبها كثيرًا، فمنذ ولدت وأنا أراها هي قوية وشامخة رغم كل العوامل الجوية التي مرت عليها.
تمنيت أن أكون قوية مثلها كنت تخطيت كل شيء بسهولة

السلام على قلبي
شعرت بجلوس شخص بجانبي اعتقدت أنه أحد المارة يطلب الراحة من طول الطريق، لكن اندهشت لقد رأيته هو هنا يجلس بجانبي أخفيت دهشتي وفضولي ونظرت أمامي ببرود.
سمعت تمتمته وهو يقول “إنها غريبة، الحياة غريبة جدًا تفرقنا عن كل الذين نحبهم، إنها تغير نفوس الناس”
يلوم الحياة ولا يلوم نفسه
لا تزال كما أنت، كنت أنا من يتحدث هذه المرة
أكملت قائلة: أنا أتعجب الناس يلومون الحياة ويشتمونها رغم أن الحياة لم تفعل لهم شيء، كل ما يحدث لنا هو نتيجة قرارات اتخذناها في حق أنفسنا إذا حدث ما نريد مدحنا الحياة وإن حدث عكسه شتمناها.
أنظر تأمل الحياة لم تتغير لا تزال الشمس تشرق صباحًا والقمر يأتي في المساء.
لا يزال الطريق الذي جمعنا مستوي لم يتحول لمثلث، حتي بائع الآيس كريم لا يزال كما هو، السماء التي جمعتنا، والطريق الذي سرنا فيه ليالي كثيرة حتى شجرة الكافور أنظر لها لم تتغير.
لا تلوم الحياة، الحياة لم تتغير، أنا وأنت من تغيرنا بعد أن أدركنا أنه من المستحيل أن تتقاطع دروبنا.
أنت قررت الرحيل وأنا احترمت قرارك، لا أنت بررت ولا أنا سألت.
السلام على قلبي حتى يجد من يحنو عليه ولا يتركه.
اقرأ أيضًا:
1 comment
أسلوب أكثر من رائع بالتوفيق