هوس الفلاتر ومساحيق التجميل.. جميل أن يهتم الإنسان بشكله، ويسعى أن يظهر بمظهر أنيق أمام محيطه فهذا سيؤثر إيجابًا سواء على حياته أو علاقاته أو نفسيته فالله نفسه يهوى الجمال ويحبه … ولكن حين يصل لدرجة الهوس يغدو الأمر خطيرًا جدًا ويلزمه تدخل طبي نفسي سريع.
مع تطور مستحضرات التجميل والتكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي جميع الفتيات اليوم أصبحن جميلات ولكن بالمقابل أصبحن متشابهات، فإذا ألقيت نظرة على مؤثرات الإنستغرام تجدهن بنفس الملامح تقريبًا، نفس الرموش، نفس الشفاه، نفس العيون والشعر والقوام إذ أصبحن يتسابقن على عمليات التجميل لدرجة الهوس، كمية التسابق وراء عمليات الجمال أصبحت مرعبة.
بداية… قبل أن أباشر في تحليلي لهذه الظاهرة أود أن أعود قليلًا إلى الوراء أي إلى التاريخ وكيف كانت معايير الجمال قديمًا في الحضارات السابقة.
معايير الجمال قديمًا

هوس الفلاتر ومساحيق التجميل
عند العرب كانت معايير الجمال أن تكون المرأة ممتلئة … فكلما كانت المرأة سمينة ازدادت فرصة أن تحظى بإعجابٍ وقبول أكثر وقد كان الشعراء العرب في العصر الجاهلي يتغنون كثيرًا بالبنت السمينة ويذكرون أوصافها ويصفونها بشتى أنواع الغزل إذ كانوا يلقبونها بخرساء الأساور وذلك لأن الأساور لم تكن تتحرك من أياديها السمينة.
أما في أوروبا حين كانت تحت حكم وسيطرة الكنيسة فلم يكن هناك اهتمام بجمال المرأة أساسًا، بالعكس كانت المرأة دومًا ما ترمز للعار والخطيئة لأنها تغري الرجل فتحاول أن تظهر بوجه شاحب وثياب متسخة فذلك علامة الطهر والاحتشام عندهم.
ومع مرور الوقت حين تغير حال أوروبا للأحسن بدأت تظهر مساحيق التجميل فكانت الملابس التي يتم ارتداؤها فساتين طويلة ضيقة جهة الخصر وبعض المساحيق كالحمرة والكحل.
هذه المعلومات المذكورة الآن تجعلنا نستنتج أن الجمال كان وسيظل نسبيًا ومعايير الجمال تختلف من مجتمع لآخر ومن حقبة لأخرى حسب مصالحها وعاداتها ومبادئها.
كثيرات حاولن الانتحار أو أصبن بالاكتئاب جراء عملية تجميل فاشلة أو عدم تصالحهن مع شكلهن أو تعرضهن للتنمر .. أعرف شخصيًا فتاة تخجل من شكلها ومهووسة بفلتر سنابشات ولا تستطيع حتى أن تفتح كاميرا عادية وتواجه شكلها الحقيقي، فتحاول أن تهرب إلى تلك الفلاتر لعلّها ترتاح قليلًا من فكرة شكلها القبيح “في زعمها” … رغم أن هذا غير صحيح!
أقول لأي فتاة تعيش معركة الجمال .. تحرري من هذه المعركة فهي معركة فاشلة سلفًا وستدمر نفسيتك وتحرري من الفلاتر .. ليست الفلاتر ما تجعلك جميلة .. بل شخصيتك وثقافتك تواضعك وأخلاقك غير ذلك فأنتِ تركضين وراء سراب.
اقرأ أيضًا: