زائرة منتصف الليل .. خطت سعدية جابر خطواتها الاولي لدراسة الطب في منتصف سبعينات القرن الماضي بجامعة الخرطوم التي كانت تضاهي الجامعات العالمية. كانت سعدية جابر من الطالبات المجتهدات. وقد احرزت نسبة نجاح عالية جدا اهلتها للولوج الي كلية الطب التي كانت تستعصي علي الكثيرين. اتت سعدية جابر من قريتها الصغيرة بولاية الجزيرة واستقر بها المقام في داخلية الكلية المرموقة.
كان عدد الطالبات صغير لايتعدي اصابع اليد الواحدة وسرعان ما نشاءت بينهن صداقة فكن يقضين كل الوقت معا في الكلية ويذهبن معا عائدات الي الداخلية. نسبة لكبر الداخلية وقلة الطالبات كانت كل طالبة تسكن في غرفة لوحدها تستذكر فيها دروسها وتجهز احتياجات الدراسة لليوم القادم. ثم تستسلم للنوم وتحلم بالتخرج والعودة الي اهلها وقريتها تحمل شهادة الطب وتستمتع بكلمة يادكتورة..
زائرة منتصف الليل
في هذا المساء كانت سعدية جابر تستذكر دروسها داخل غرفتها كانت الساعة تقترب من منتصف الليل عندما سمعت طرقات خفيفة علي باب غرفتها. نهضت وهي تهتف من ؟سمعت صوت انثوي رقيق ففتحت الباب ظنا بانها احدي زميلاتها بالداخلية ربما احتاجت لشي ما. ولدهشتها لم تكن احدي زميلاتها بل كاتت فتاة طويلة القامة لايخلو وجهها من مسحة من الجمال وقليل من الحزن. رحبت بها سعدية جابر مندهشة فبادرتها الفتاة بانها احدي الطالبات اللاتي يدرسن في كلية الطب ولكنها تسبقها كثيرا فهي في الصف الخامس علي اعتاب التخرج. وقد حضرت للتعرف عليها ومصادقتها.
سعدت بها كثيرا وفرحت بها سعدية جابر فقد وجدت صديقة جديدة والاهم انها تكبرها وتتقدمها في الدراسة كثيرا وهذا يجعلها تستفيد منها في شرح بعض الدروس التي تستعصى عليها وكانت الفتاة التي قالت ان اسمها هو عفاف سراج الدين ولم تخيب الفتاة ظنها بل بالعكس كانت ذكية وموهوبة وشاطرة لدرجة كبيرة وقامت بشرح بعض الدروس لها وهكذا توطدت الصداقة بين بطلة القصة سعدية جابر والزائرة عفاف سراج الدين وظلت تاتي اليها دوما في غرفتها تدردش معها وتشرح لها الدروس المستعصية عليها. كانت الفتاة تاتي في منتصف الليل تقريبا وكانت سعدية جابر لاتري الص ديقة الزائرة الا ليلا فطيلة اليوم تبحث عنها في الكلية في المدرجات وفي الكافتريا وفي المكتبة ولا تجدها
زائرة منتصف الليل
وعندما ينتصف الليل تاتي عفاف وكأنها سندريلا في روايات الف ليلة وليلة. وعندما كانت سعدية جابر تسال صديقتها عن عدم تواجدها بالكلية نهارا واين تكون كانت عفاف سراج الدين تتهرب من الحديث وتقوم بتغير الموضوع. وعندما ضيقت سعدية عليها الخناق اختفت تماما ولم تعد تحضر اليها ولم تراها ليلا او نهارا. كانت سعدية تحكي لصديقتيها اللاتي يدرسن معها عن زائرة منتصف الليل الغامضة وكن يبحث معها عنها ولم يجدنها اقترحت احدي صديقات سعدية ان يذهبن الي مدرج طلاب الصف الخامس حيث تدرس عفاف سراج الدين ويسالن عنها وبالفعل ولجن الي المدرج وكانت بالقاعة ثلاثة من الطالبات ذهبن اليهن وسالنهن عن عفاف سراح الدين ولم تتعرف اي واحدة منهن عليها فكل الطالبات اللاتي يدرسن في الصف الخامس لايزدن عن اربعة ليس بينهن عفاف سراج الدين.
فازدادت حيرة سعدية ورفيقاتها فمن هي عفاف هذة ومن اين تاتي وماعلاقتها بكلية الطب وبالداخلية وشعرن بالدهشة واقترحت سارة الذهاب الي عم عوض مسجل الكلية فهو يعرف كل الطلاب والطالبات وقضي سنوات طويلة كمسجل للكلية وبالفعل ذهبن اليه وحكت له سعدية جابر حكاية عفاف سراج الدين وما ان سمع عم عوض القصة حتي هب واقفا وصاح مستحيل وسط دهشة الفتيات وسال سعدية كم رقم الغرفة التي تقيمين فيها قالت سعدية وقد نشف ريقها غرفة رقم ١٣ همهم عم عوض بصوت غير مفهوم ثم قام من مكانة واخرج عدد من الملفات وسرعان ماوجد ملفا احضرة امام الطالبات اللاتي لم يكن يفهمن ماذا يقصد عم عوض.
وضع الملف امامهن كانت مكتوب علي الغلاف الخارجي الطالبة عفاف سراج الدين عمر وقبل ان تنطق ايا من الفتيات بكلمة فتح الملف كانت في الصفحة الاولي صورة فوتوغرافية للفتاة صاحبة الصورة ما ان راتها حتي صاحت سعدية جابر نعم انها هي الفتاة التي تاتي الي في غرفتي صاح عم عوض منفعلا لايمكن وجلس واضعا يدة علي راسة والفتيات يصحن ماذا هناك يا عم عوض شرب قليلا من الماء ثم قال نعم هذة الفتاة تسمي عفاف سراج الدين وكانت تدرس في الصف الخامس وعلي اعتاب التخرج طبيبة وكانت فتاة ماهرة والاولي علي دفعتها كان الكل يتنبا لها بمستقبل باهر في مجال الطب الا انها صمت قليلا ثم قال كانت تسكن نفس الغرفة التي تسكنينها ياسعدية
صمت قليلا ثم قال كانت تسكن نفس الغرفة التي تسكنينها ياسعدية لكن هذة الفتاة حدث لها حادث مرورى وهي عائدة الي الكلية وتوفت الي رحمه مولاها ساد صمت عنيف لاتسمع الا دقات القلوب الواجفة وصوت المروحة ولم تفق الطالبات الا الي صوت ارتطام جسد بالارض لقد سقطت سعدية جابر مغمي عليها لقد كانت قاب قوسين او ادني بعد منتصف الليل مع فتاة ميتة ….بعد خروجها من المستشفي وعلاجها من الصدمة العصبية ارسلت سعدية من يحضر لها حقيبتها من الغرفة المشئومة وغادرت الي قريتها برفقة شقيقها الذى اتي عندما علم بانها في المستشفي كانت تغادر المدينة ممسكة بيد شقيقها لعله يحميها من عفاف سراج الدين تركت كلية الطب وكل الكليات وعادت الي قريتها وبعد سنوات تزوجت وانجبت ابناءها وبناتها وهي الان تجلس لتروي لبناتها وحفيداتها قصة دراسة طب لم تكتمل وكلما خرجت الي الشارع تبحث فى وجوه الماراة عن عفاف سراج الدين …….. ملحوظة….. الاسماء الواردة في القصة هي من محض خيالي وتاليفي واذا تشابهت مع اسم حقيقي فهو من باب المصادفة ليس الا يونس