تعريف الصَّوم لغةً: الإمساكُ
الصَّوم اصطلاحًا: التعبُّدُ لله سبحانَه وتعالى، بالإمساكِ عن الأكلِ والشُّربِ وسائِرِ المُفَطِّراتِ، مِن طُلوعِ الفَجرِ إلى غُروبِ الشَّمسِ”. والصيام ليس أن تكف عن الطعام و الشراب فحسب بل أن تكون في حالة من الزهد و الورع، حالة تخلو فيها نفسك من حب الدنيا أو فرط التعلق بها، والغضب يعد من مفسدات الصيام ، فأنت تترك كل متع الحياة من أجل ربك، فمن باب أولى أن تكظم غيظك و تهدأ، فالله تعالى يقول :
” للصائم فرحتان يفرحهما، إذا فطر فرح بفطره، وإذا لقى ربه فرح بصومه”
والله تعالى يراك و يعلم أنك تركت الطعام والشراب و سائر الملذات كما أنك هذبت نفسك بالصوم وابتعدت عن النزاع و الغضب والسب والشتم و جعلت قلبك دوما مع الله ، لذا فالله تعالى يقول :
” كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به. “
و هذا لأن الصيام حالة خاصة، فهو عبادة تكون بين العبد و ربه، فلا أحد يعلم من الصائم و من لا الا الله وحده، لذا فقد قال بعض العلماء أن الصيام يجعل العبد يصد بإيمانه إلى مرتبة” الإحسان”، كما جاء في الحديث النبوي الشريف :
“عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه – قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ ذات يومٍ إذ طلع علينا رجلٌ شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يُرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي ﷺ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسولُ الله ﷺ: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعتَ إليه سبيلًا، قال: صدقتَ، فعجبنا له: يسأله ويُصدقه.
قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تُؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقتَ، قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك،”
كيف تتحكم في غضبك و أنت صائم؟
لذا لا يليق بحال انسان مع الله أن يغضب، خاصة ان كان غضبك هذا سينسيك صيامك، وقد يجعلك تتلفظ بلفظ لا يليق، أو تقدم على فعل شيء لا يليق هناك أمور يمكنك أن تفعلها كي تغضب وانت صائم، وكي لا تفسد صومك و تعبدك لله عز وجل وتضيع اجر الصيام، ؛ منها :
– داوم على الذكر و التسبيح، ولا تجعل شيئا يشغلك عن الطمأنينة بالذكر و القرآن، واجعل لنفسك وردا قرآنيا، فالقرآن سيغذي روحك، و ينير قلبك و يمنحك السكينة الدائمة.
– إذا حدث و أغضبك أحدهم، فذكر نفسك أنك إنسان صائم لا يليق به أن ينشغل عن طاعة ربه بالغضب أو السب أو الشتم أو الدخول في منازعات دنيوية لا فائدة منها فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم :
«إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، ولا يجهل، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم»”
– تذكر دوما قول النبي صلى الله عليه وسلم” من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ”
فهل هناك شيء يستحق أن تضيع على نفسك كل هذا الغفران، هل هناك شيء اهم من أن تنال المغفرة و الرضوان من الله تعالى؟
– تدبر دائما ما أعده الله للصائمين، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
” إن في الجنة باب يقال له باب الريان لا يدخل منه إلا الصائمون، فإذا ما دخلوا أغلق دونهم”
فلكي تنال هذه الجائزة لابد أن تجاهد نفسك و تكبح غضبك و تكظم غيظك، واعلم أنه فوق أجر الصوم سيكون لك أجر كظم الغيظ، فالله تعالى يقول :
“۞ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ”
… تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
إقرأ أيضاً:
العفو والتسامح من أهم أسباب نقاء القلوب
سور قرآنية تظهر لك حل المشاكل التي تواجهك