الأهلي والنفق المظلم…التحكيم، وموسيماني، واللاعبون كلهم في قفص الاتهام… من نجاحات أفريقية إلى إخفاقات محلية، التحكيم وبيتسو يدخلان الأهلي في المتاهة!… أخفق فريق النادي الأهلي امس في تحقيق الفوز محليًا في بطولة الدوري العام المصري للمباراة الثالثة على التوالي. وذلك بعد أن خسر مباراته أمام فريق النادي المصري بنتيجة (0/ 1) قبل أن يدخل المعترك الأفريقي مباشرةً. وبعدها تعادل أمام الفريق العنيد فريق طلائع الجيش بنتيجة (0/ 0)، وأخيرًا تعادل أمس في مباراة دراماتيكية أمام فريق سيراميكا كليوباترا بنتيجة (1/ 1). وذلك بهدف أحرزه محمد مجدي أفشة من ركلة جزاء احتسبها الحكم بعد مراجعة دقيقة للفيديو استغرقت حوالي 4 دقائق من أجل التأكد من صحة ركلة الجزاء. وكأن النية المبيتة والواضحة أن الأهلي ليس من المفروض أن يتم احتساب ركلات جزاء له حتى ولو تم إصابة لاعبوه من لاعبي الفريق المنافس داخل منطقة جزائهم.
الأهلي والنفق المظلم
فلماذا وصل الحال لأن يقدم الأهلي أسوأ أداءاته في المباريات المحلية ولا يحقق الفوز في أي منها خلال الجولات الثلاث الأخيرة؟ ما دور التحكيم والتنظيم فيما يحدث؟ وما دور المدير الفني الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني؟
التحكيم والأهلي
قد يقول قارئ أن التحكيم شماعة يتم بها مداراة الإخفاق المحلي الذي يعاني منه فريق الأهلي حاليًا. ولكن كيف لمتابع ومشاهد لمباريات البطولات المحلية في أن ينفي أن الاتجاه التحكيمي منذ عدة مواسم. وهو يصب في مصلحة فريق واحد من فرق الدوري جميعها وهو الفريق الأبيض. بينما في مباريات الأهلي نجد عراقيل وأخطاء تكون كلها ضد فريق المارد الأحمر من أجل تحجيمه. حتى أن كل فرق الدوري قد باتت تعرف انها إذا ما مارس لاعبوها العنف ضد لاعبي الأهلي لن ينالهم أي عقوبة. وسوف يتم التغاضي عن أخطائهم في حين أن شبهة أي خطأ لصالحهم ضد اي لاعب من فريق النادي الأهلي. سوف يتم الإسراع في احتساب الخطأ وربما معه تكون هناك عقوبة إدارية مغلظة.
والحال هكذا، كيف يمكنك أن تتوقع أن يلعب فريق الأهلي ولاعبوه بدون شد عصبي؟ بدون خوف وقلق؟ خوف وقلق من العنف الزائد ضدهم ومن الإصابات؟ وقلق وخوف من التحكيم المتربص للأخطاء؟ فتجدهم مضطرين للعب بشكل هادئ غير شرس كما هو من المفترض أن يكون متوقع منهم.

الأهلي والنفق المظلم…التحكيم، وموسيماني، واللاعبون كلهم في قفص الاتهام…
زد على ذلك الأخطاء التحكيمية المقصودة بالفعل. ركلات جزاء لا يتم احتسابها إلا بعد فحص وتمحيص ومحاولة إيجاد أي سبب لإلغائها من حكم الفيديو وحكم الساحة. كروت حمراء مستحقة لأي من لاعبي دفاع الفرق المنافسة لا يتم إشهارها بينما أفعال أقل من التي يتعرض لها فريق الأهلي ولاعبوه. يتم القرار فيها بدون تردد بالطرد ضد الفرق التي تلعب أمام المنافس. والعجيب،،، أن كل هذا يحدث وفي نفس الوقت يدعي إعلام المنافس ان التحكيم يجامل الأهلي.
الأهلي وطلب الحكام الأجانب
نتيجة كل ما سبق سرده وأكثر من معاناة ضد التحكيم المصري. ارسل الأهلي لاتحاد الكرة يطلب حكامًا أجانب من الدول الخمس الكبرى الأوروبية. على أن يكونوا من الحكام الدوليين، حكام الصفوة في بلادهم وفي أوروبا. وللجدية أرسل الأهلي يطلب ذلك بشكل مبدي لمباراتيه الأخيرتين أمام فريقي طلائع الجيش وسيراميكا كليوباترا. وقد أرسل مع طلبه هذا شيك بالمبالغ المطلوبة لاستقدام حكام أجانب يشمل طاقم تحكيم الفيديو أيضًا وليس فقط حكام الساحة.
ولكن، وفي غير مفاجئة وفي رد “معروف” أعلن اتحاد الكرة عدم مقدرته على استقدام الحكام الأجانب لأسباب غير واقعية. ولم ينشر الاتحاد ولجنة الحكام المخاطبات التي حدثت مع اتحادات الدوريات الأوروبية وردودهم كما طلب الأهلي ذلك. واضطر الأهلي أن يخوض مواجهتيه الأخيرتين تحت صافرة تحكيمية مصرية متربصة أثرت بشكل مباشر وغير مباشر في التعثرات التي عانى منها الأهلي.
ماذا قال الإعلام الأبيض عن طلب الأهلي للحكام الأجانب؟
وأعجب ما حدث في هذا الأمر، أن إعلام النادي المنافس الذي يتهم الأهلي بالاستفادة من المجاملات التحكيمية على غير الحقيقة. خرج هذا الإعلام الأبيض ينتقد طلب الأهلي لحكام أجانب بحجج مثل أن هذا إهدار للعملة الصعبة في ظل اقتصادر يعاني. وأن الحكام الأجانب الذين سيحضرون سيقبضون مستحقاتهم من الأهلي فطبيعي أن يجاملوه. (والأصل أن الاتحاد هو من سيجلبهم وهو من سيصرف لهم مكافآتهم وأن الأهلي يطلبهم من أجل العدالة التحكيمية بدلاً من الظلم الذي يعانيه). وحجج وعلل كان أكثرها فكاهة أنه “يجب دعم الحكام المصريين والوقوف بجوارهم”. وهذا كلام يوضح بالأكثر أنه لولا الخدمات المباشرة وغير المباشرة التي يقدمها هؤلاء الحكام للفريق الأبيض. لما دافعوا عنهم ولما رفضوا وبقوة استقدام حكام أجانب أكثر احترافية وأكثر عدالة وحيادية للنادي المنافس حتى لا يحصل على حقوقه.
شاهد ما قاله أحمد حسام ميدو الإعلامي الزملكاوي حول طلب الأهلي للاستعانة بحكام أجانب في مبارياته
موسيماني والأهلي وخطايا فنية
لا ينفي أحد عن موسيماني، المدير الفني الجنوب أفريقي لفريق النادي الأهلي، المسئولية عن نتائج الفريق. ففريق النادي الأهل مع موسيماني صار يعاني من الكثير من المشاكل الفنية يأتي على راسها التالي:
- أصبح فريق الأهلي بلا هوية كروية، فلا يعلم أحد بأي تشكيلة سوف تبدأ أي مباراة وبأي طريقة لعب. هل سوف يلعب الأهلي بطريقة (4 – 2 – 3 – 1) أم (3 – 4 – 3) أم (4- 3 – 3). ولا يعرف أحمد من هو رأس الحربة الأساسي ومن البديل فضاعت هوية الفريق وضاع الانسجام ولا يتم توظيف اللعبين بشكل جيد في الأماكن التي يجيدون فيها داخل الملعب.
- كثرة التبديلات والتعديلات في المباريات عملت على إحباط كثير من اللاعبين وتراجع مستواهم. وعملت على أن يقتنع كل لاعب بأنه مهما كان جيدًا فهو غير ضامن لمكانه في التشكيلة الأاساسية للفريق فضاعت الرغبة وضاع الحافز من أجل الاجتهاد.
- الاعتماد على بعض من اللاعبين غير المجيدين والذين يعانون من مشكلات كثيرة بغض النظر عن مستواهم السيئ. هذا جنبًا إلى جنب مع توظيفهم في أحيان كثيرة في الأماكن التي يرتاحون فيها وبما يناسب إمكانياتهم وقدراتهم البدنية والجسمانية والفنية. ويأتي على رأس هؤلاء اللاعبين لويس ميكيسوني وبيرسي تاو ومحمد هاني وطاهر محمد طاهر.
- من الواضح أن هناك مشكلة في الإعداد البدني لاعبي الفريق الأحمر يتحمل مسئوليتها الجهاز الفني والمعد البدني. فاللاعبين يعانون من إرهاق شديد وعدم القدرة على اللعب بنفس الكفاءة والفاعلية في الدقائق الأخيرة من المباريات. والتي غالبًا ما يستقبل فيها الأهلي أهداف نتيجة هذا التراجع البدني والذي يؤثر وبشدة سلبًا على المستوى الفني للفريق.
- موسيماني لا يعرف كيف يقود الفريق أمام الفرق الضعيفة والأقل في المستوى والتي تلجأ إلى التكتل الدفاعي. فهو يبدوا عاجزًا عن إيجاد الحلول.
- مؤخرًا، فإن موسيماني يشكوا من اللاعبين أمام وسائل الإعلام وفي المؤتمرات الصحفية بشكل قد يكون مؤثر على نفسيتهم. ومؤثر على أداء اللاعبين داخل الملعب بسبب الضغط على اللاعبين من الخارج وفي ملعب المباراة.
مسئولية اللاعبين حول خسارة وفقد النقاط
لا ينفي أحد مسئولية اللاعبين أيضًا عما وصل إليه الحال في فقد النقاط. فهناك، وطبقًا لكثير من المحللين والنقاد، لاعبين لا يستحقون ارتداء تيشيرت النادي الأهلي أكثر من ذلك. ومن المعتقد أنه وبنهاية الموسم قد يحدث غربلة لجميع اللاعبين واختيار فقط الأفضل منهم والاستغناء عن الكثيرين.
ولكن الأمر قد لا يقتصر على اللاعبين فقط أيضًا. بل قد يطال الأمر الجهاز الفني بالكامل وعلى رأسه بيتسو موسيماني الذي يشعر الكثيرون أنه ومنذ تجديد تعاقده مع النادي الأهلي لمدة موسمين وأنه أصبح مهملاً في عمله. وأن تركيزه الأول والأكبر منصب بالأكثر على البطولة الأفريقية. في تكرار للموسم الماضي السيئ الذي خسر فيه الأهلي كل البطولات المحلية التي شارك فيها من دوري وسوبر محلي.
والأيام في الفترة القادمة سوف تكشف لنا ما سيحدث خصوصًا بعد الانتهاء من المنافسة على البطولة الأفريقية. تلك البطولة المتبقي منها فقط 3 مباريات، منها مباراتين في دور نصف النهائي أمام فريق وفاق سطيف الجزائري. وإذا نجح الأهلي في الفوز في مجموع المباراتين وتخطي فريق وفاق سطيف. فسوف يلاقي في المباراة النهائية والأخيرة من البطولة الأفريقية للموسم الحالي، أحد فريقي الوداد المغربي أو بيترو أتليتيكو الأنجولي.
وبعدها سوف يتفرغ فريق النادي الأهلي للبطولات المحلية. فهل سيكون قد فات الأوان حينها أم سوف تظل فرص الأهلي قائمة في المنافسة والفوز في البطولة باستحقاق وعن جدارة؟ هذا ما ننتظر لكي نراه ونعرفه.
إقرأ أيضاً:
الأهلي يكتسح فاركو بأربعة أهداف
الأهلي الأفريقي يتخطى عقبة المريخ
الزمالك والمصري وفوز جديد غير مستحق
بالاحتواء التحكيمي، الزمالك يفوز على فيوتشر