الفيسبوك بين المحمود والمذموم .. لقد شكل موقع الفيسبوك باعتباره وسيلة للتواصل الاجتماعي، محط اهتمام كبير من طرف مجموعة من الباحثين المتخصصين في علم الاجتماع، وعلم النفس الاجتماعي؛ إذ إنه أضحى مجالا خصبا لإجراء أبحاث تهم المجتمع وعقلية رواد هذا الموقع. حيث أصبح وسيلة للتعبير عن الذات أو إتباثها. كما يشكل مجال عام لتفريغ المكبوتات والاستهامات والحديث في الطابوهات بكل حرية، لأن الفيسبوك يتيح إمكانية التعبير دون قيد، ودون إظهار الهويات الحقيقية للأفراد المتكلمين.
الفيسبوك بين المحمود والمذموم
لقد تجاوزت الفيسبوك الأساس صنع من أجله، باعتباره موقعا للتواصل الاجتماعي وتقريب المسافات، إلى مجال يعبر من خلال المستعمل على انتماءاته الطبقية، والايديولوجية، والدفاع عنها بعصبية. وقد يتجاوز هذا الموقع الاجتماعي كل ما سبق، ليتحول تارة إلى مجال لتداول السلع؛ يستغله بعض المروجين لعرض بعض المنتوجات، وتارة أخرى يرتاده بعض المتسولين الذين قد تصادف منشوراتهم أو تعاليقهم التي تحث الأفراد على التعاون معهم واستعطافهم بأسلوب يحرك الجانب العاطفي لدى الأفراد، وتارة ثالثة يستغل فيه “النصابون” فرائسهم السهلة المحتاجة إلى قروش من المال باعتماد استراتيجيات الاغراء؛ حيث يعمل “النصاب” على اختيار بعض الصور والفيديوهات التي تجذب مثل هؤلاء الضحايا.
إضافة إلى ذلك، بات موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك مسرحا لعرض الأجساد والتباهي بها، إناثا وذكورا، فالأنثى تستعرض ما جادت به الطبيعة عليها كأنها منتوج يعرض، والذكر هو الأخر يجهد نفسه في القاعات الرياضية كل يوم، ويكلف نفسه عناء الوجبات اليومية لا لشيء وفقط لنشر صورة جسده على موقع فايسبوك، حتى صعب على رائد الفيسبوك العادي التمييز، في بعض الأحيان، بين الذكر والأنثى.
في الاخير، يمكننا القول أن الفيسبوك موقعا للتواصل الاجتماعي حقيقة، وللتعبير الحر في نظرة المرتاد الذي يستحضر أدوات الرقابة العقلية في كل زيارة، وفي الوقت نفسه، ملاذا للمضطهدين والمكبوثين والنصابين، وعلى أرباب الأسر الحذر ثم الحذر في مراقبة أبنائهم وبناتهم كي لا يستهويهم فعل، ولا تؤثر فيهم شخصية افتراضية يحذون حذوها، ويسيرون سيرها فتخرب عقولهم حتى يصعب عليهم التفرقة بين السلوك الحسن المقبول أخلاقيا واجتماعيا، والسلوك المذموم الذي ترفضه كل القيم الانسانية النبيلة.
إقرأ أيضاً:
وسائل التواصل الاجتماعي وحرية التعبير
أهمية مواقع التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأخيرة
1 comment
عندك حق
مقال ممتاز والأسلوب وطريقه السرد جميله جدا