حكمت المحكمة، مسرحية عن التعليم كتبها أسامة الأديب… هذه مسرحية كتبتها منذ سنوات طويلة. على ما أذكر في نهاية عام 2010 وبداية عام 2011. وقد تم عرض هذه المسرحية في مؤتمر لمشروع تعليمي كبير كان يتم تنفيذه في عدد من محافظات الصعيد المصرية. وهذا المشروع كان اسمه المختصر هو جايلو GILO وهو مشروع كان يختص بالمساهمة في تحسين العملية التعليمية للبنات كفئة مهمشة ومعرضة أكثر للتسرب من التعليم.
وفي هذه المسرحية قمت بنقد وتقييم المشروع وعرض الكثير من أفكاره وأنشطته التي قدمها على مدار 3 سنوات كاملة. كما قدمت النجاحات التي حققها من خلال الشهود الذين ساهموا في إخراجه من قفص الاتهام حاصلاً على البراءة بعد أن ساهم المشروع في تعديل الكثير من المفاهيم التعليمية المغلوطة. كما تم من خلاله رفع قدرات العاملين في المجال التعليمي، ورفع كفاءة المدرسة والإدارة التعليمية.
وها أنا هنا أتشرف بأن أنشر هذه المسرحية هنا في موقع الأمنيات برس بما تحمله من أفكار تعليمية يمكن الاستفادة منها. وذلك في صورة فكاهية/ كوميدية تفاعلية. جدير بالذكر أن من قام بالتمثيل في هذه المسرحية ولعب الأدوار فيها أثناء عرضها الأول والأوحد كانوا زملائي في المشروع الذين شرفت بالعمل معهم. كما كنت أنا أقوم بأداء دور وكيل النيابة الذي يتهم “جايلو” باتهامات كثيرة كتبتها ودافعت عنه في نفس الوقت على لسان زميلي المحامي والشهود.
أتمنى أن تستمتعوا بهذه المسرحية، وأن تكون ذات فائدة لكل من يهتم بالتعليم وبتطويره.
حكمت المحكمة، مسرحية لأسامة الأديب

حكمت المحكمة، مسرحية عن التعليم كتبها أسامة الأديب…
الشخصيات:
- المتهم: جايلو الجايلو أبو جايلو
- قاضي
- مستشار أول
- مستشار ثان
- ممثل الإدعاء (وكيل النيابة- الشكل بشع بشعر كثيف غير ممشط ورداء أسود مع بعض الكحل الذي يلطخ وجهه لبيان السواد الذي ينشره الجهل – من الأخر جاهل)
- الدفاع (يمثل العلم – يرتدي رداءًا فرعونيًا )
الشهود:
شهود الإثبات: (مدرس دروس خصوصية – مقاول له مصلحة مع المدرسة كان عضو مجلس أمناء دون انتخاب يتكسب من فساد مع المدير – تلميذ مأجور ومشاغب ( اللزمة بتاعته صايع ياعم) – ولي أمر مش فاهم حاجة (له لزمة هي: ما هم اللي قالولي) – الانترنت الزوران
شهود النفي: ( مدرس وكادر يمارس التعلم النشط – عضو مجلس أمناء منتخب وفاهم – تلميذ وتلميذة شهود على التحسن – ولي أمر (سيدة) تشارك في الجمعية العمومية وعضو بإحدى الفرق )
- عسكري وتومرجي وقت الطلب
- حاجب المحكمة
مستلزمات:
- قفص مصنوع من الجريد أو مواسير الكهرباء البلاستيك
- رداء فرعوني ممكن صناعته من الورق
- باروكة شعر كبيرة وكثيفة – رديئة المنظر
حكمت المحكمة، مسرحية لأسامة الأديب
يُفتح الستار على منظر المحكمة (منضدة مستطيلة وطويلة خلفها ثلاث كراسي الأوسط أعلاها – علي اليمين القفص – بينهم يقف حاجب المحكمة بالبدلة الصفراء والكاب والشارب)
يدخل عسكري أمامه المتهم (جايلو) وورائه الشهود (شهود النفي يندبون)
مكنش يومك يا جايلو
يا لهوووووووووووي
تلبس حديد بدل النايلو
يا خرااااااااااابيييييي
جوه القفص الهم شايلو
يا ختييييييييييييييي
يوه .. يوه .. يوووووووووه (المعددة تتشلشل)
الحاجب: محكمة (بصوت قوي – يدخل القاضي وبعده المستشارين ويقف كل الموجودين في القاعة)
القاضي: نادي يا بني على القضية
الحاجب: القضية الأولى المتهم جايلو الجايلو أبو جايلو
جايلو: بريء … بريء ( وبصوت عالي يردد معه شهود النفي –أيوه برئ)
القاضي (يخبط بالشاكوش): سكوووووت … اللي هاسمع صوته من غير ما استدعيه هدخله القفص (يصمت الجميع)
السيد ممثل الاتهام يتفضل
وكيل النيابة: سيدي القاضي، حضرات المستشارين … إن المتهم الماثل أمامكم لهو في غنى عن التعريف … نظراً للسمعة السيئة التي نشرها لنفسه داخل مدارسنا المصونة والمتطورة والمحسنة … فقد عاث المتهم قرابة الثلاث سنوات فساداً … صال وجال وخرب في العملية التعليمية … تخيلوا حضراتكم أن في المدارس التلاميذ قال إيه بيعملوا لنفسهم قواعد للعمل… وبعد ما كنا زمان نعدي على الفصول نلاقيها صامتة ونرمي الإبرة فيها ترن من كتر الخوف … دلوقتي العيار فلت بسببه والأطفال بيتكلموا ويغششوا بعضيهم تحت ستار العمل التعاوني … هو التعليم باظ من قليل
سيدي القاضي … أنا لن أطيل على سيادتكم … لكني أود قبل أن أستدعي الشهود على اتهاماتي هذه أن أؤكد أن هذا الجايلو (يشير نحو القفص) قد أضر التعليم من كل جوانبه … فبإسم المشاركة المجتمعية أدخل العاطل والباطل ليتحكموا في المدرسة وإدارتها… وابتدع فرقًا وكيانات .. إشي إرشاد، وإشي فرق تعليم، وتنظيم، وسلام تعظيم وأنا وانت ( يصفق ويرقص على واحدة ونص) – (يزمجر القاضي بسبب التعبير ويخبط بمطرقته بقوة على المنصة)
أعتذر سيدي القاضي لكني لا أعرف ماذا أقول .. و بعد كل ما قيل هل يوجد ما يقال؟ فأنا مرارتي مفقوعة منه ومن كل ما فعله … لذا ومن هذا المزنق، أقصد الموضع، فأني أطالب بتوقيع أقسى عقوبة عليه وهي الإعدام رمياً من الشباك حيث أن الرصاص قد زاد ثمنه في عصر هذا المشروع وأصبحت لقمة العيش بالبطاقة، وبومبة البوتاجاز بالحجز… والعراق والبوسنة والهرسك (لجايلو… ) إن ما وريتك .. إن شاء الله إعدام … والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حكمت المحكمة، مسرحية لأسامة الأديب

حكمت المحكمة، مسرحية عن التعليم كتبها أسامة الأديب…
القاضي: يعني انت قلت ان عندك شهود ومشفناش حد يعني … هو انت رجعت في كلامك زي جايلو ما كان بيعمل ولا إيه؟
وكيل النيابة: لأ لأ يا فندم … سعادتك تؤمر يا قمر .. قصدي يا فندم .. الشهود موجودين وجاهزين
القاضي: نادي يا ابني على الشاهد الأول
الحاجب: الشاهد الأول … السيد الأستاذ مخصوص أبو الخصوص الخصوصي
مخصوص: أفندم … حصة في مجموعة 30 جنيه، حصة مفردة خصوصي ساعة 75 جنيه، حصة مفردة خصوصي ساعة ونص 100 جنيه … كل المواد عربي حساب انجلشت، وعلوم ودراسات… حد بس يقول هات … رقم الحساب والموباين مخصوص زيرو تلات سبعات ستة سبعتين .. وربنا يبعد عنا الحسد والدين.
القاضي: إيه ده يا استاذ… حيلك حيلك … انت جاي هنا تعمل لنفسك دعاية وإعلان؟
مخصوص: أيوه يا فندم .. مش برضه التليفزيون بيصور؟ وأهو برضه الواحد يعمل مصلحة تعوض الحصة اللي فايتاني علشان احضر معاكم هنا زي ما قاللي (يشير لوكيل النيابة) الأستاذ
مش كفاية اللي عامله فينا جايلو
القاضي: طيب خلاص … قول والله العظيم هاقول الحق
مخصوص: والله العظيم هاقول الحق … وما في عندي غير الحق … ما هو أصلي أنا في الأصل خريج حقوق .. أي والله .. وبقلب رزقي زي ما تقول كده في التعليم .. ابتدائي، اعدادي، ثانوي وميهمكش أي حاجة يا باشا .. احنا لا مؤاخذه خدامينك بس انت أأمر
القاضي: طيب .. طيب .. قولنا تعرف إيه عن القضية وخلصنا
مخصوص: والله يا باشا الجدع ده (يشير لجايلو) من ساعة ما دخل المدرسة اللي جنبنا وهو موقف حالنا .. أصل العيال بقت غلباوية ويقولولك قال إيه: احنا خلاص بقينا نتعلم ازاي نجيب المعلومة مش نحفظ معلومات ونستنى اللي يديهالنا، وبقينا قال نعلم بعض والمصيبة أن مدرسينهم بدأوا يشتغلوا ويعلموهم وبطلوا يزوغوا ويتأخروا على الحصص، ضيع مني ابتدائي واعدادي .. ومبقاليش غير الثانوي اللي ملحقهوش، ومش بس المدرسة اللي جنبي ده المصيبة كمان أنه دخل المدارس اللي حواليها وسماها تجمعات .. ميكنش يا بيه ده تبع الجماعات
روح يا شيخ الله يخرب بيتك زي ما خربت بيتي … الله يخرب بيتك زي ما خربت بيتي…
الله يخرب بيتك زي ما خربت بيتي (يرددها كثيراً وهو يخرج)
حكمت المحكمة، مسرحية لأسامة الأديب
القاضي: الله الله يا سي جايلو … أنت طلعت تبع الجماعات
جايلو: برئ .. برئ .. وبعدين ده اسمها تجمعات Cluster بالإنجليزي
القاضي: أسكت واتكلم في دورك … (للحاجب) نادي يابني على الشاهد الثاني
الحاجب: الشاهد الثاني … المعلم حوت التمساح
حوت: تاجر ومقاول وفي الأصل بتاع روبابيكيا … بيكيا بيكيا
القاضي: هو انت واخدها مقاولة انت كمان وجاي تعملك زي اللي كان قبلك إعلان
خلصنا وقول والله العظيم سأقول الحق
حوت: والعشرة دول يا باشا هاقول الحق
القاضي: باقولك احلف بالعظيم .. مش بالعشرة وإلا هاحطك في القفص
حوت: حاضر خدامك يا باشا .. وحياة الأخوة اللي بينا، والعيش والملح اللي مصيرنا ناكله سوا، وحياة أغلى حاجة في حياتي .. والله لأقول الحق .. حاكم أنا راجل حقاني وبحب الحق وأموت ف الحق
الجمهور: بيحب الحق وبيموت في الحق..
حوت: وبحب الحق واموت في الحق
الجمهور: بيحب الحق وبيموت في الحق..
حوت: أصل أنا يا باشا مرشح على الكوتة ..
القاضي: كوتة إيه ياراجل انت؟ الكوتة دي للستات
حوت: أهه .. ياراجل ماتقولش .. للستات؟.. محدش قاللي .. خلاص أنا هاقلب وهابقى مرشح الحزب عمال .. ما هو أنا لازم اترشح .. أيوه .. لازم اشمعنى هما يترشحوا في مجلس المدرسة وأنا لأ .. كلنا نترشح أمال … وبحب الحق وأموت في الحق
الجمهور: بيحب الحق ويموت في الحق
القاضي: طيب خلاص خلاص .. قوللي تعرف إيه عن القضية
حوت: يا رب يا ساتر … قضية إيه لا مؤاخذة ربنا مايجبش بينا قواضي
القاضي: القضية اللي احنا فيها دي … المتهم جايلو
حوت: أيوه .. جايلو .. ما هو ده اللي أنا جايلوه … بقى أنا ما اتاخدش في المجلس علشان التوعوية اللي عملها جايلو افندي في المدرسة… أنا اللي كنت باتاخد بالتزكية على طول ومدير المدرسة يبعتي أجي وامضي واقبض … قصدي واشرف المدرسة واصرف عليها… ده انا اللي مركبلها البلاط والشفاطات والذي منه … أنا
جايلو: وقبضت كام وقسمت مع مين يا حوت؟
القاضي: أنا مش قلت تتكلم في دورك … كمل يا معلم حوت .. وده مجلس إيه ده اللي بتحكي عليه
حوت: مجلس الأمنا … بقى أنا رجل الحق والأمانة ما أدخلش مجلس الأمنا علشان التوعوية اللي عملها جايلو ميكنش يا باشا ده تبع الشيوعية ولا الاشتراكية؟.. أيوه ده بيقول كلام كبير: توعوية وحكم رشيد وتحسين وتقييم وقيافة .. أنا عارف ده عامل تنظيم ومقسمه لفرق .. أنا عارف .. وكمان المجلس الجديد يطفش المدير ويمشيه بحجة أنه مش نافع يدير المدرسة إدارة تربوية… بقى الأستاذ الفاضل اللي كان بيمضيني ونقبض سوا مش تربوي .. حاضر وحياتك لهادخل المجلس الكبير وأوريلك … هاوريلك
وبحب الحق واموت في الحق
الجمهور: بيحب الحق وبيموت في الحق.. (يكررها حتى يخرج)
حكمت المحكمة، مسرحية لأسامة الأديب

حكمت المحكمة، مسرحية عن التعليم كتبها أسامة الأديب…
القاضي: عندك شهود تاني يا نيابة
النيابة: سيادة القاضي .. لا تستقيم شهادتنا إذا كانت بدون شهادة الطفل .. ذلك المسكين الي تأثر بوجود هذا المجرم داخل مدرسته .. لذا ألتمس من عدالتكم أن تسمحوا لأحد الأطفال الأبرياء براءة الذئب من دم بن يعقوب أن يدلو بشهادته ومعه أباه أحد أعضاء الجمعية العمومية بالمدرسة المطورة علشان حضراتكم تبص وتشوف وتقرب قرب قرب على الحقيقة .
القاضي: نادي يا بني على الشاهد الثالث
الحاجب: الشاهد الثالث .. التلموذ خيبان بن نعسان وأبوه
خيبان: والنبي صايع يا عم … هي دي المحكمة … خلوا مدرس العربي اللي خلانا نمثل حكاية الأمانة والزتون ييجي يشوف … قال وأنا كنت واخد دور التاجر … أقولك كمان .. صايع يا باشا صايع ومقطع البضايع .. دوس ولا يهمك هو حد يقدر يلمك .. بس شاور انت وانا أقطعه .. لا والنبي صايع
القاضي: أنت يا ولد .. اتأدب وإلا هاحبس أبوك علشان معرفش يربيك .. قوللي تعرف إيه عن جايلو
خيبان: يا باشا ده جايلو خاربها وسطينا ومضيعنا .. بعد ما كنا بنروح وبنهرب من فوق السور حبسنا، وبعد ما كنا بنغيب براحتنا بقى يعدهم علينا .. أقولك … ده ساوى البنات بينا وخلانا في الفصل نمثل ونتكلم ورجعنا واحنا ف سنة رابعة قال إيه نتعلم الحروف من تاني .. هو بعد ما شاب ودوه الكتاب … ده انا لولا الملامة ولولا أني بحب البت لولة اللي ف سنة أولى كنت قطعته … أمال إيه .. صايع أنا ومقطعهم صايع .. وعلى الفصل موزعهم حكم حكم
القاضي: خلاص يا ولد روح رَوَح
خيبان: أروح .. طيب كده على طول .. مش هتمتحنوني في القراءة زي ما جايلو عمال بيقول .. طيب حتى أقرا اللي وراك ياباشا
القاضي: طيب أقرأ
خيبان: حاكموا النس بالعدل .. مش كده يا باشا؟ … طريقة صوتية بتاعة جايلو خلتني أعرف أفك الخط
القاضي: يا نهار أسود .. هي دي القراية اللي اتعلمتوها .. النس
خيبان: معلهش .. أصل العبارة مفيهاش التشكيل
القاضي( ينظر ورائه): طيب خلاص يا بني روح (للحاجب) أبقى خليهم يحطوا التشكيل
حكمت المحكمة، مسرحية لأسامة الأديب
نعسان: يروح فين يا سعادة الباشا … إيه هو انا مش هاحلل القرشين اللي واخدهم واتكلم ولا إيه؟
القاضي: أنت مين يا راجل أنت؟
نعسان: أنا نعسان (يتثائب) أبو الولا ده … اللي الباشا ده هو والبيه التاني قالولي أجي مع الولا (للحوت والنيابة) مش كده برضه يا باشوات .. ما هما اللي قالولي
القاضي: وأنت عاوز تقول إيه؟
نعسان: أقول بعد قولك يا باشا .. لا طبعاً قال اقول قال .. أنا مقدرش أقول بعد كلمتك طبعاً .. ده هما اللي قالولي .. أنا مستني سيادتك تقول علشان أسقف .. أصل البيه ده هو (يشير على حوت) كان دايماً ياخدني معاه المدرسة على إني ولي أمر وأنا أبني مش في مدرسة أساساً .. ده عجلاتي وزي ما قالك صايع ياعم .. هو يقول ويتكلم وأنا اسقف اسقف .. فأنا هستنى أنا والولا علشان لما يتكلم ولا يقول أسقف أمال إيه دول هما اللي قالولي .. أعمل بالعشرين جنيه .. وهاسقف لسيادتك برضه فوق البيعة بس أنت تقول… مش تقولنا نروح على طول .. دول هما اللي قالولي أيوه … قالوووووولي
القاضي: بقى هو ده اللي أنت عاوز تقوله
نعسان: (يتثائب) أيوه يا باشا هو ده .. أمال… ما هما اللي قالولي .. أيوه (يصفق وهو يبتعد فيضرب القاضي بالمطرقة للفت الانتباه)
القاضي: لسه فيه شهود تاني عندك يا نيابة
النيابة: واحد اخير سيادتك .. بما اننا في عصر التكنولوجيا والنت البت كوانت .. فلدينا شاهد من الداخل ومن الخارج .. فيه هنا الأنترنت بنفسه جاي يشهد على جايلو وعمايله .. هاستأذنك سيادتك أن احنا نناديله
القاضي يشير بملل للحاجب
الحاجب : نعم سعادتك
القاضي: يا بني نادي وخلصنا بقى .. أنت مش بتفهم .. عاوزني ابعتلك يعني إيميل
الأنترنت( صوت زوران وكحة عالي): اهو هو ده اللي أنا جايلوه وهاشكي علشانه المدعو جايلو
القاضي: وإيه شكوتك يا أنترنت … هو جايلو أتدخل فيك كمان
الأنترنت: هو نشرني في المدارس صحيح .. وشغلني على أجهزة حاسب جديدة ومنجهني .. لكن أنا… أنا ييجي علي اليوم بعد ما كنت باوصل البريد بتاعي من جنوب أفريقيا لأمريكا في لحظة عين بعد ما الواحد يدوس علي send أسندده قصدي ابعته وأوصله على طول لأمريكا ولا لأبعد مكان في الدنيا .. بقى أنا ييجي علي يوم… واحد يبعت رسالة تهنئة من الفيوم لواحد اتجوز في المنيا أوصلهاله بعد أربع شهور والناس يتريقوا ويضحكوا علي … طيب ده حتى من امانتي مكنتش قادر ألعب في الرسالة وأهنيه بأي حاجة غير جوازه اللي تم من زمان وكأني لسه فاكر ..
أربع شهور تاخد الرسالة لغاية ما توصل … من كتر شغلهم ورسايلهم علي مش قادر مواسيري انسدت .. وفي إيه بيحكوا ده كله؟ .. والحاجة الواحدة تلاقي عنها ألف إيميل وخمستاشر تمناشر بيبعتوا أيوة .. كلهم لازم يحكوا ويتحاكوا فيها وبدل المرة ألف لغاية ما تعبت وزهقت ومحتاج أروح لدكتور مواسير .. قصدي بواسير … يووووه .. مسالك .. يا منجي من المهالك يا رب .. أنا خلاص صبري نفذ وصبري كمان زهق .. أه يا صبري … يا صبري (يخرج وهو ينادي صبري)
النيابة: سيدي القاضي .. كان معكم شهودي .. قصدي الشهود على افعال جايلو واكرر .. أطالب بأقسى عقوبة .. أقسى عقوبة
حكمت المحكمة، مسرحية لأسامة الأديب

حكمت المحكمة، مسرحية عن التعليم كتبها أسامة الأديب…
القاضي: الدفاع موجود
المحامي: نعم سيدي القاضي
القاضي: اتفضل يا استاذ ولا تطيل .. عايزين نخلص من المسرحية الهم دي .. قصدي القضية ونحكم ونخلص علشان نتعشى .. اتفضل
المحامي: وأنا لن أطيل .. سيدي القاضي .. حضرات المستشارين .. إن المتهم الماثل أمامكم لهو برئ براءة الذئب “من دم ابن يعقوب”.. سيدي القاضي اسمحوا لي عدالتكم أن أتسائل: هل يمكن أن – كما يقولون- يختلط الزيت بالماء؟ أكرر: هل يمكن أن – كما يقولون- يختلط الزيت بالماء؟ .. لا ورب السماء .. فقضيتنا هنا هي قضية رأي عام .. ومن يصنع هذا الرأي ومن الذي جعله عام وليس غريق؟ .. وكنوع من التجديد أريد أن أتسائل أيضاً
القاضي: يا أستاذ خش في الموضوع على طول .. كفاية مقدمات
المحامي: أمرك سيدي الرئيس … فقضيتنا اليوم وباختصار شديد هي قضية كل جديد .. قضية تهم القاصي والداني .. الخارجي والجواني .. العالي وكمان الواطي .. وزي ما حضراتكم عارفين وفاهمين هي قضية تخص الملايين .. وكما أنه كان للنيابة شهود وقبل أن أقوم بتفنيد شهاداتهم كما هو عني معهود .. فأنا كمان عندي شهود .. أمال ما هو أصل مفيش حد أحسن من حد وشهود بشهود .. أسمحوا لي عدالتكم بأن يتحدث الشهود أولاً ثم أقول كلمتي أنا والله الموفق
نعسان يصفق بشدة – الناس تهتف: بيحب الحق ويموت في الحق
القاضي: سكووت .. هنصور ، قصدي هادخل أي واحد يتكلم تاني للقفص (للحاجب) نادي يا بني على الشاهد
الحاجب: الشاهد الأول الأستاذ فاهم الفاهم أبو المفهومية
فاهم: نعم سيدي الرئيس .. والله العظيم هاقول الحق ومش هاتكلم زي اللي قبلي في التهييس
القاضي: ده أنت حافظ أهه
فاهم: لأ يا فندم .. أنا فاهم مش حافظ .. فاهم ومطبق وبحلل وبركب وبقوم كمان .. علشان كده تلاميذي كلهم فاهمين البنات منهم والبنين .. أصلي بساوي بين الاتنين
القاضي: طيب قول لنا إيه هي شهادتك؟
حكمت المحكمة، مسرحية لأسامة الأديب
فاهم: شهادتي لسه ما أخدتهاش .. أصل جايلو في التدر يبات مش بيدي شهادات رغم أنهم في الإدارات بيطلبوها مننا علشان الكادر .. نعمل إيه بقى، بلد شاهدات صحيح .. لكن جايلو في الشغل محدش يقدر يقول .. يوماتي تدريبات أشي تعلم نشط، ومصادر تعلم وتدريب مدربين خلاني كادر معاهم .. مش في تنظيم طليعي ولا شيوعي .. لكن في التعليم باشارك زمايلي الخبرة وبادربهم مع جايلو أو في وحدات التدريب .. ده حتى فيه زمايل لينا كوادر تنمية مهنية للمعلم .. وكوادر مشاركة مجتمعية كمان اللي مكناش نعرف عنها حاجة قبل جايلو زمان .. وده يخليني أقول مع جايلو دايماً على طول أنا وانت وأنتم يا سامعين .. دايمًا .. دايمًا كسبانين.
القاضي: ياااه .. أمال زميلك اللي اتكلم من شوية كان ليه غضبان؟
فاهم: علشان هو مش زميلنا ولا مدرس في مدارسنا .. ده في التعليم خيبان وبيتعالج م التوهان .. وواخدها صنعة مش رسالة ورؤية كمان.
القاضي: طيب .. اتفضل أنت أقعد .. شكلها اتعقدت ولازمنا حد تاني ينورنا .. نادي يا بني على الشاهد اللي بعده
الحاجب: اللي بعده (بطريقة القهوجية) … ومعانا الأستاذ مطاوع مشارك أمين .. عضو مجلس أمناء مدرسة والله العظيم
القاضي: إيه يا بني ده .. هو أنت اتعديت؟
الحاجب: معلهش يا فندم ما هو برضه من عاشر قوم .. وأنا معاشرهم من أول يوم ييجي كده من تلات سنين
القاضي: أمال فين الشاهد .. السيد مطاوع
مطاوع: أنا موجود .. مطاوع مشارك أمين أبو السعود .. اللي محافظ على تراث الجدود .. في التعليم والتنظيم والجد والأجتهاد وفي كل حاجة بنعملها ربنا موجود
القاضي: قول والله العظيم هاقول الحق
مطاوع: والله العظيم هاقول الحق
القاضي: تعرف إيه عن جايلو؟
مطاوع: جايلو .. هو فيه حد طايلو .. ده مشروع وافي وكافي بس ربنا يبعد عنه الشر الخافي
القاضي: يا أستاذ خلينا في المفيد .. أنت من جايلو كنت مستفيد؟
مطاوع: أي نعم .. مستفيد على طول
القاضي: قولنا إزاي … بس بالمختصر وحياة أبوك
حكمت المحكمة، مسرحية لأسامة الأديب
مطاوع: أنا قبل جايلو كانت علاقتي بالمدرسة مفيش.. وكان أي مشكلة أقول لنفسي أهم ناس بياكلوا عيش.. ومكنتش أعرف أني لي دور علي أني أقوم بيه.. ولا أني ممكن أمارس الديمقراطية وأدخل أرشح نفسي في الجلسة الإنتخابية .. وكان دخولي لمجلس الأمناء صعب علي .. لحد ما فهمونا أننا لازم يكون لينا مجلس منتخب، وفيه أعضاء مهتمين، وأدواره كذا، ومسئولياته، وواجباته، وحقوقه كذا وكذا وكذا .. بصراحة عرفنا معاهم إزاي نتعاون بجد ونعلي ونحسن من تعليم أولادنا .. أصل دي من الأول في الأصل مسئوليتنا .. ما هو برضه أحنا جزء من المدرسة
القاضي: هه وعملتم إيه؟
مطاوع: عملنا انتخابات والصالح فينا عدى وفات واللي كان واكلها والعة رمينا وراه مش قلة .. لأ زلعة (يشير للحوت فيصرخ ويقول: بحب الحق وأموت في الحق ويردد ورائه الهتيفة فيخبط القاضي بشدة ليسكت الجمهور)
القاضي: سكوووت .. كمل يا سيدي وبعد الانتخابات عملتم إيه؟
مطاوع: فاز فينا 2 رجالة و3 ستات .. ودي كانت أول مرة ستات تترشح .. المهم عملنا اجتماعات وزي ما قلنا صلحنا اللي فات وقدرنا نمشي المدير ونجيب غيره يقدر يدير .. ده غير المبادرات اللي عملناها واللي أهمها أننا ألحقنا عدد كتير من البنات اللي كانوا متسربات .. وده كله بمساعدة جايلو اللي حسن التعليم … وأنا شاهد على ده والله العظيم، تأمر بحاجة تاني يا باشا؟
القاضي: لأ متشكرين .. (للحاجب) فيه شهود تاني يازفت الطين؟
الحاجب: أيوه فيه.. الست أطاطة وأحفادها .. التلميذ فهيم والتلميذة فهيمة
أطاطة: يا سعادة القاضي .. يا قاضي
القاضي: أيوه يا ست
أطاطة: أنت مش فاكرني يا خوي ولا إيه؟ أنا خالتك قطاطة … بتاعت الريتريت Retreat اللي فات اللي كان في العين الحامية (تقصد العين السخنة)
القاضي: فاكر يا ست فاكر .. هو ده ريتريت يتنسي
أطاطة: طيب يا خوية .. هو القعدة دي ليه … أصل أنا الواد ابن ابن ابن ابني .. والبت بنت بنت بنت بنتي قالولي أني لازم أجي .. أمال إيه .. مش أنا عضوة برضك … في المجلس الصغير .. عقبال الكبير يا خويا
القاضي: أنت تعرفي المتهم ده يا حاجة؟
أطاطة: متهم؟ أستنى كده يا خويا لما أشوف (تذهب وتنظر في القفص) … يه يه يه … هو أنت؟ جايلو الجايلو أبو جايلو؟ إيه اللي عمل فيك كده؟ .. ده أنت طيب وأمير
جايلو(يشير إلى السماء): يا رب .. أظهر الحقيقة .. قوليلهم يا ستي أطاطة .. بقى أنا عملت حاجة وحشة في حد؟
أطاطة: قُطع اللي يقول كده عليك .. هو الدنيا دي جرالها إيه؟ .. يا سيادة القاضي يا بيه
القاضي: أيوه .. طلعتي تعرفيه؟
حكمت المحكمة، مسرحية لأسامة الأديب
أطاطة: طبعاً أعرفه .. إلا أعرفه .. وأنا أتوه عن جايلو .. ده أغلى من ولادي،، ده اللي علم أحفادي وعملهم برنامج لتحسين القرائية،، ده اللي خلا فهيم ابن ابن ابن ابني، وفهيمة بنت بنت بنت بنتي بقم بربنت في القراية .. ده غيري أنا .. أمال مش أنا رشحت نفسي وبقيت عضوة في المجلس .. وبقت الستات تحضر بالميات في الجمعية العمومية .. ستات منهم تزغرد، وستات تصوت .. علشان اللي يفوز في الانتخابات يخدم المدرسة ويساعدها تبقى أحسن .. وكل ده ساعدنا فيه جايلو .. أمال إيه .. ما هي لازم كلمة الحق تتقال .. جايلو ده حبيبي .. ده اللي جندرنا ونصفنا… وعلشانه العيال عملوله أغنية هاسمعهالكم … يا واد يا فهيم .. يا بت يا فهيمة
فهيم وفهيمة: أيوه يا جدتي
يلا أحنا رايحين السيما
التلميذ فهيم .. والتلميذة فهيمة
أطاطة: سيمة إيه يا واد يا بت أنت وهو وهي … يلا سمعوا عمكم القاضي الأغنية اللي كتبتوها عن جايلو
فهيم وفهيمة:
ذهب جايلو … جاء جايلو
في أربع محافظات
يزرع فكرة .. يبني لبكرة
ويلحق بنات
آدي TPD وآدي IT وآدي Community
M&E بيحسب معايا كام بنت يا أختي
ألحقناها وعلمناها ده العلم مرايتي
وأدينا مع جايلو كلنا نبني
وهي دي حكايتي
يردد الأغنية بعدهم كل شهود النفي (وأطاطة والأطفال يخرجون)
حكمت المحكمة، مسرحية لأسامة الأديب
القاضي: اممممممممم … بقى كل ده يطلع منك يا جايلو .. إظاهر انهم ظالمينك .. طيب ليه؟
جايلو: يا فندم .. أنا كنت باحسن، وأطور، أنا كنت بانحت في الصخر علشان بلدنا تبص لنا بفخر، أنا كنت بحاول أزرع الدافع جوه الناس، وأخليهم يشتغلوا بإحساس .. فيه كتير منهم كان مستجيب.. ومنهم لأنه كان مستفيد من الفوضى، والتوهان، كان نعسان وخيبان ومش عايز أي حاجة تطور … أنا كنت بدور عن جوه الناس .. قبل ما اكسبهم المهارات، ولما يكتسبوها .. كنت باتابع وأثابر , وأعلم وأتعلم … تعالوا.. تعالوا كلكم زوروا مدارسنا .. أدخلوا فصولنا .. شوفوا الفرحة في عيون أطفالنا وهي بتتعلم صح، وبحب تقابلنا .. تعالوا كلكم .. تعالوا… هتشعروا بالفخر
القاضي: طيب .. خلاص يا جايلو .. هنيجي ونزور .. فيا ريت تستعد على طول
حكمت المحكمة حضورياً .. على المدعو جايلو الجايلو أبو جايلو بالبراءة
جايلو وأصحابه: يحيا العدل .. يحيا العدل
القاضي: كما حكمت المحكمة على كل من: ممثل الإدعاء، والسيد حوت، وخيبان وأبوه نعسان، وكل اللي مش هيتعلم ولا يعلم وهيعيش في التوهان .. بأن يتم حقنهم بحقنة جايلو علشان يحسوا بالفخر هما كمان
ممثل الدعاء وشهوده: لأاااااااااااااا (يتم حقنهم بالحقنة الكبيرة مع أغنية: ذهب جايلو .. جاء جايلو)
انتهت المسرحية، وأغلق الستار
الكاتب والمؤلف للمسرحية/ أسامة الأديب
استشاري تعليم وتنمية
اقرأ أيضًا
الأدب العالمي وشخصية التاجر اليهودي
حريق بلا مكان، رواية لأسامة الأديب (1)
مسرحية الوالي والبرغوث بقلم أسامة الأديب
حريق بلا مكان، رواية لأسامة الأديب (2)
عن الحب والزواج (بقلم أسامة الأديب
2 تعليقان
مسرحيه حلوة أوووى والشخصيات كلها واقعيه والأسلوب الساخر والحوار ممتع جدا متحسش بملل في القرايه
شكرا لمرورك الكريم ولكلماتك الرقيقة المشجعة
تحياتي