أبي .. الكل ينعتني بصفاته وكأن من روحه قد حلت بوجداني ♥♥ يا صاحب القلب الكبير والبدن الهزيل الذي عان ولا زال يعاني…
أبي .. الكل ينعتني بصفاته وكأن من روحه قد حلت بوجداني
يا صاحب القلب الكبير والبدن الهزيل الذي عان ولا زال يُعاني
أفنيت في تنشأتي من صلب عودك ومن بحر جودك وما أفناني
ربي أسألك بالرحمات أن تغشى بها عبداً هو والدي الذي ربَّاني
أمسكتُ بقلمي وأرعيته ذهني حتى كتب هذه الأبيات في التو واللحظة، دون تحضير أو تهيئة حال أو تصفية ذهن، هكذا خرجت هذه الكلمات من وحي اللحظة، وكيف لا وقد علم قلمي أنني أوليته مهمة التعبير عما يختلج بقلبي تجاه أبي الذي وهب لقلبي الحياة من الأساس، ووهب لروحي سر الحياة، ووهب لعقلي النضج والتفكير، ووهب لي كلي كلي.
هذا عيد الأم، فأين عيد الأب أو يوم الأب؟
لا أدري لماذا يستحضرني هنا قوله أم كلثوم في إحدى قصائدها: إنني أعطيتُ ما استبقيتُ شيئا .. فهكذا هي طبيعة الحال مع الأباء تجاه الأبناء، لا يدخرون وسعاً ولا يبخلون بعطيةٍ ولا يضنون على أبناءهم بشيء.
ومخطأ من يرى مكانة الأم ولا يعلم مكانة الأب، ففي الوقت الذي تتبارى فيه الأمهات (ولهن كل الحق في ذلك طبعاً) بحديث رسولنا الكريم
حين جائه أحد الصحابة يسأله: يارسول الله أي الناس أحق بحسن صحابتي؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمك، فقال: ثم من؟ فقال: أمك، فقال: ثم من؟ فقال: أمك؟ فقال: ثم من؟ فقال أبوك. أو كما قال رسول الله صل الله عليه وسلم.
هذا ونرى الرسول الكريم في موضع آخر يحثنا على البر بآباءنا وفرض الانصياع لهم بقوله
“أنت ومالك لأبيك”
هذا طبعا بغير اسراف أو تعنت واحتكار وعن طيب نفس من الابن كما قال أهل العلم وأصحاب التفاسير.
ابن يصفع أبيه على وجهه أمام الناس
ومن المآثر والحكايات ما نتخذ منه العبرة والعظة والدروس التي ترسخ وتؤكد مكانة ومنزلة الأب، وتحث على ما قاله أسلافنا القدامى رضا الرب من رضا الأب، ومنها ما رواه لي أحد أصدقائي حيث رأى بأم عينه منظراً من تلك المناظر التي يندى لها الجبين، ويقطر لها القلب حزناً وكمداً، حين كان خارجا يوما من المسجد وبعد انتهاء صلاة الجمعة، ووسط زحمة الشارع، إذ سمع الناس صوت صفعة مدوية استدار لها الناس وقد خيم عليهم الصمت المفاجيء بعد جلبة وهرج، فإذا بشاب قد هوى بكفه على وجه والده المسن بلا رحمة ولا شفقة، والأب وقد وهن جسده وضعفت بنيته وارتعش عوده في وقفته ولا حول له ولا قوة تلقى منه هذه الصفعة المخذية.
أبي الحكمة
عندما كنت صغيراً كثيراً ما كان يخبرني أبي حين أجادله عن جهل وقصور تفكيرٍ: غداً سوف تعلم يا ولي!!
واليوم وقد دارت الأيام والليالي وأتى الغد، وصرت أب وعلمت، علمت أن أقصر طريق إلى الجنة هو توحيد الله وإرضاء الوالدين، فلك مني يا أبي كل تقدير وعرفان، طالباً أن لا يكون بك مني إلا كل عفو وغفران، ولأمي أيضاً كل تقدير واحترام وعرفان.
اقرأ أيضاً
كيف تقوي ثقتك بنفسك وأنت نائم؟
من “الحاكم بأمر الله” إلى “الحاكم بأمره”
لماذا حرم الله صيام يوم الشك في شهر شعبان؟.. اعرف الأسباب