تعتبر رواية صخب البحيرة من أهم أعمال الاديب الراحل محمد البساطى والتى صدرت عام ٩٣ ونالت جائزة أفضل رواية عربية فى معرض القاهرة الدولي للكتاب فى عام ٩٤. وللبساطى الذى بدأ حياته الأدبية فى الستينات عدة أعمال روائية أشهرها الجوع التى نالت جائزة البوكر العربية.
كما حاز قبل وفاته بوقت قصير على جائزة الدولة التقديرية. وقد عانى البساطى مثل جيله من حالة الاغتراب والتى جعلت الكثير منهم يفضل الاهتمام بالأعمال الوظيفية والتجارية من أجل حياة أكثر استقرارا من الأدب والكتابة. والتى لو تم تقديرها كما يحدث فى الغرب لشهد الادب العربي نقله أخرى.
وتمكنت أعماله التى تستحق من أن تترجم إلى لغات العالم. أما عن رواية صخب البحيرة فقد لاقت انتقادات من البعض لأنها رواية فانتازيا فى المقام الأول رغم أنها مثل اغلب أعماله تتناول النهر والبحيرة والتى شكلت وجدانه الشخصى باعتباره قد عاش طفولته امام بحيرة المنزلة لكن تلك الرواية الغارقة فى الأسطورية تقدم لك السحر تارة وفى أحيان أخرى تقدم شخصيات بسيطة تعيش فى الفقر ولا تمتلك سوى الخيال والحلم حتى الموت أمام البحر.
أحداث رواية صخب البحيرة:
تدور أحداث الرواية التى تقع فى ١٤٥صفحة من القطع المتوسط فى إطار من الأسطورية المقسمة فى عدد من الفصول وكل فصل يحكى قصة مختلفة عن الأخرى فى الأحداث والأبطال ولا رابط بينهم سوى البحيرة وما تجلبه لهم سواء من طعام أو بشر بينما هم على حالتهم دون أى تغيير.
الفصل الاول
فنرى فى الفصل الاول بعنوان الصياد العجوز عن ظهور صياد غامض فى القرية ولا احد يعرف اى شىء عن أصله مثل الباقين. ولديه قارب صيد اسود اللون. ثم يصبح له علاقة مع امرأة فقيرة تقوم ببيع السمك ولديها طفلين تؤام . ويقدمهم الراوى وكأنهم اول من قدم وسكن وكأنهم بداية التكوين السكاني فيما بعد لأهل القرية. وهو تفسير أسطوري لنشأة القرية من الناحية الشعبية والتى لا تنتهى حكايتهم بنهايات واضحة.
الفصل الثاني
ثم ننتقل إلى الفصل الثاني وعنوانه النوة. وهنا تظهر شخصية جديدة تدعى جمعة المتزوج وهو ينتظر حدوث النوة من أجل التقاط ما تقذف به المياه إليه هو و زوجته. ويعتقد أن ما يحصل عليه فجرا قبل أهل القرية هو كنز يفرز منه ما يريد ثم يذهب إلى سوق القرية من أجل بيعه. وكأنه كنز حتى يحصل فى يوم على صندوق موسيقى بلغة أجنبية. وهنا ينقلب حاله فهو لا يفهم هذا الشىء ويختفى تاركا زوجته. وقيل إنه أصبح مجنونا أو ربما ذهب ليكتشف العالم الخارجي بعيدا عن القرية والبحيرة ليعلم ما يجهله وكان يظن أنه عليم به.
الفصل الثالث
ثم يأتي الجزء الثالث وكأنه قصة قصيرة أخرى. فتختفى قصة جمعة لتظهر قصة جديدة تلك المرة بعنوان البراري وهنا يظهر بطلين مختلفين ربما فى زمن لاحق لأهل قرية البحيرة عفيفي وصديقه صاحب المقهى ومعاناتهم فالعواصف لم تعد تلقى بكنوز كالسابق يمكن بيعها بل أصبح هناك بشر شعوب قادمة من البحر.
لكنهم من المنبوذين والمعدمين أيضا قدموا للبحث عن مصدر للرزق واحيانا النهب والسلب وهو ما يضر بعفيفي صاحب الدكان وصديقه صاحب المقهى وفى محاولاتهم الوصول إلى حل مع هؤلاء الغرباء يختفون ولا نعلم ما حل بهم سوى شائعات أهل القرية بأنهم أصبحوا جزء منهم يستغلون العواصف التى تهب على القرى على البحيرة للسرقة والنهب.
لذا فكل ابطال الرواية اختفوا فجأة دون تفسير ربما لم نعلم سوى أنهم قد ماتوا مثل الصياد العجوز الذى تم دفنه وتبحث المرأة وأبنائها عن صندوقه فالصندوق والبحر هما العاملان اللذان تشاركهم ابطال العمل الغامضين.
إقرأ أيضاً:
قصة مدينتين اشهر كتابات تشارلز ديكنز ملخص
ملخص كتاب الابتكار المجهول للكاتب آدم ريتشاردسون