يعتبر فيلم واحد من الناس من أفضل افلام النجم السينمائي كريم عبد العزيز والذى نتاج ثنائية ناجحة جدا مع الكاتب بلال فضل والمخرج أحمد جلال وقد عرض عام ٢٠٠٦ وحقق نجاح كبير في شباك التذاكر فى ذلك الوقت فقد حقق إيرادات تخطت الستة مليون جنيه فى أول عشر ايام عرض ولكن الفيلم الذى كان رجوع بثنائية بلال فضل ككاتب سيناريو مع كريم عبد العزيز بعد نجاحهم معا فى فيلم حرامية فى كى جى تو وفيلم ابو على والباشا تلميذ لم يمضي تلك المرة مرور الكرام.
فقد لاقى الفيلم هجوم واسع بعد أن اعتبره كاتب السيناريو عباس ابو الحسن سرقة أدبية من فيلمه شد أجزاء الذى كان يسعى فى إنتاجه لسنوات مع اسعاد يونس واراد أن يكون بطل العمل فيه كريم عبد العزيز لكنه مثلما صرح فيما بعد أنه رفض ذلك الفيلم اربع مرات لكن عباس ابو الحسن أتهم كاتب العمل بلال فضل بسرقة الفيلم بالكامل منه بعد أن عرض الفيلم من قبل على المخرج أحمد جلال وكريم عبد العزيز.
وهو ما أثار غضب بلال فضل فى ذلك الوقت جدا وسعى كما أكد هو فى أحد البرامج أن يرد الهجوم بهجوم اخر ولكن فى النهاية كان عليه أن يحتكم إلى نقابة الفنانين لتكون الفيصل النهائي فى تلك الادعاءات خاصه أن معالجة وفكرة الفيلم كان قد كتبها منذ سنوات طويلة وقدمها للعرض على عدد من المخرجين قبل أن يجد بلال رغبة من اسعاد يونس وكريم عبد العزيز وأحمد جلال فى تحويل تلك المعالجة السينمائية لفكرة الانتقام إلى سيناريو فيلم واحد من الناس.
وبالفعل تقوم مجموعة من الأساتذة من نقابة الفنانين على رأسهم رافت الميهى السيناريست الشهير ورؤوف توفيق أيضا بالاطلاع على سيناريو العملين ليتضح أن فيلم شد أجزاء مختلف تمام عن واحد من الناس ولا يتفق معه سوى فى خط الانتقام وهى فكرة متاحة للجميع وتمت فى جميع افلام العالم أما الأحداث المحركة وشخصيات العمل والمعالجة والنهاية مختلفة كليا.
وتم عقد مؤتمر صحفي في النقابة اكد فيه المتخصصين أن فيلم واحد من الناس مختلف تماما عن الفيلم الاخر ولا يوجد حتى شبه اقتباس فيه وهو ما كان انتصار للكاتب بلال فضل حينها ورفعت أسهمه ككاتب للسيناريو وأصبحت هناك أعمال أخرى جمعت بين بلال فضل وكريم عبد العزيز مثل فيلم خارج عن القانون ومحطة مصر ومسلسل الهروب قبل أن تحدث بينهم القطيعة.
أحداث فيلم واحد من الناس
تدور أحداث الفيلم حول البطل محمود الذى يتأرجح بين شخص حاصل على شهادة عليا من كلية خدمة اجتماعية واخر بلا هوية أو سعى فى مستقبل واضح ولذلك يعمل فى جراج سيارات كحارس أمن ويتزوج من فتاة مثله وتقريبا ليس لديها طموح قامت بدورها منه شلبي ولم تكن قد حصلت على فرصتها الكبرى بعد لإثبات موهبتها وتألقها فى افلام لاحقة مثل ويجا وهى فوضى.
اما البطل محمود فبعد الزواج لا يجد أمامه سوى أن يعيش مع والده فى البيت وتمر الايام بلا أحداث أو طموح فى تغيير اى شىء حتى يبدل كل هذا فى ليلة بينما كان محمود فى مناوبة لأجل عمله فيشهد شجار بين شابين على فتاة تنتهى بأن قام واحد منهم بإطلاق النار على الاخر وقتله.
ولكن محمود يعثر على هويته بعد أن يذهب ويقرر بكل صدق أن يذهب إلى الشرطة ويخبر ضابط الشرطة بكل شىء ولكن مع الأسف فذلك الضابط غير شريف فعندما يعلم أن القاتل هو ابن رجل الأعمال كمال ابو العزم يقرر أن يستغل منصبه ويحصل على قيمة رشوة ضخمة لإخفاء دليل الإدانة وهو ما يجعل محمود فى حيرة من أمره لا يدرى ماذا يفعل وعليه أن يقرر وفى حيرته يجد والده محمود الجندي فى ذات الحيرة والمخاوف من المجهول.
لكن الشاب الساذج الذى لا يفهم حقيقية الأمور من حوله ويتفاخر كونه مدير أمن الجراج ويظن أن ابن رجل الأعمال سوف يحاسب لكنه يفاجأ بعد شهادته فيما بعد بمحاولات رجل الأعمال كمال أن يقدم له رشوة هو و موظف أمن فى السفارة المجاورة ليتهم نفسه أنه من أطلق الرصاص بطريقة خاطئة فى مقابل أخذ خمسين ألف جنية وليس هذا فحسب بل إن زوجته التى أصبحت حامل فى ولد ورغم أنه اضطر أن يفعل الكثير حتى تلد الولد وقرر أن يخلص نفسه من فساد كاد أن يمس به يتم اختطافها وفى اللحظة فى المحكمة التى يقسم فيها أن يقول الحق ولا شيء سوى الحق يتم ذبحها بوحشية وتموت ويجد نفسه أصبح جانى فى قضية بعد أن كان شاهد فيه.
وعندما تموت زوجته ويتم الاعتداء عليه فى فيلا رجل الأعمال ويتم سجنه ظلما يموت محمود البريء ليدخل شخص جديد إلى السجن ليبحث عن الانتقام ليتعرف على رجال أعمال لهم ثار مع رجل الأعمال كمال الذى قام بدوره عزت ابو عوف فيتحد معهم من أجل الانتقام لذلك عندما يخرج من السجن ويجد ابنه قد كبر يشعر بالتوتر تجاه فهو لم يعد محمود القديم بل منتقم ومجرم بعد أن كان شخص متعلم وحاصل على شهادة جامعية من أجل مستقبل أفضل لأسرته.
وعندما يخرج يشعر أبوه بالحزن عليه بعد ما حدث له فهو يريد الانتقام لكن والده لا يزال يؤمن بالعدل فى النهاية لكن محمود ينجرف مع عالم العصابات الجديدة ويتعرف على ابنة رجل الأعمال كمال ويحاول أن يجعلها تقع فى حبه لينتقم منها بالقتل مثلما حدث مع زوجته.
لكنه يتراجع لأن لديه فى داخله بعض من محمود القديم فلا يقتلها وهى تعلم بالحقيقة وما فعله والدها به فتشعر بالحزن لكن محمود يكمل فى انتقامه من ضابط الشرطة الفاسد الذى دمر حياته من أجل الحصول على الرشوة.
وايضا يجعل يدخل السجن بعد اكتشاف فساده أما الضلع الثاني وهو المحامى الذى استغل القانون لتدمير حياة محمود فقد جعل نهايته على يد رجل الأعمال كمال بعد أن شك في أنه يقوم بخيانته ثم يقوم محمود بتفجير مخازن رجل الأعمال وفى طريقه للانتقام يصبح هو نفسه متهما لكنه فى النهاية يتمكن من الخروج من تلك المشكلة ليعود إلى ابنه من جديد ولكن من المؤكد أنه لم يعد محمود الإنسان البسيط فقد تلوث وفسد مثل كل الاشياء الجيدة.
ويذكر أن تلك النهاية لم تكن النهاية الأصلية للعمل كما ذكر المؤلف بل كانت من المفترض أن تكون نهاية واقعية من وجهة نظره بأن لا يعود محمود إلى ابنه بعد ان أختار طريق الانتقام لكن المخرج رأى خلاف ذلك فقد أراد صنع نهاية سعيدة لبطل شعبى يمثل احلام البسطاء والطبقات الوسطى وليصبح من بعدها كريم عبد العزيز نجم الشباك الاول فى السينما وهو ما يستمر بعدها لسنوات طويلة.
وقد حصد الفيلم وكاتبه العديد من الجوائز التى أقيمت من خلال استفتاء الجرائد والمجلات والجمهور.
إقرأ أيضاً:
قصة فيلم الإرهاب والكباب أحد أفضل أعمال الزعيم