فى البدايه يجب توجيه الشكر والاحترام الكبير لصناع تلك التحفه الفنيه المطلق عليها “جزيره غمام ” وذلك لمصداقيه الصناع فى صنع تلك القنبله الفنيه حيث استطاعو جميعا معا فى دمج خيوط التمثيل والاخراج والكتابه والتصوير الحرفى والانتاج الهادف لينتج لنا قصه خياليه تحاكى الواقع بمنتهى الشفافيه والرؤيه السليمه بكل اختلافاته وطوائفه المعتاده والغير معتاده بدايه من يسرى ومحارب وعرفات تلاميذ الشيخ مدين وبذوره فى الارض وحاملين رسالته من بعده..
جزيرة غمام تحفة فنية بالإجماع
وبمنتهى الديمقراطيه والسماحه الدينيه والحكمه التى تمتع بها لم يفرض تلاميذه على الناس كما كان ظاهر الوصيه بل جعل الناس فى الجزيره مع الوقت يختارون الافضل والاحسن والاكثر ايمانا وتعلقا وحبا لله عز وجل وقد كان عرفات وهو الشخصيه الرئيسيه التى استطاع احمد امين ادخال حبها لقلبى منذ الوهله الاولى دون استئذان حيث مثل الوسطيه والاعتدال والقلب الفطرى السليم المسامح الكريم المعبر عن النسانيه والآدميه كما اوصانا الرسول -صلى الله عليه وسلم –
وقام بدور التشدد الدينى والفكر الخاطئ والميول الارهابيه الفنان العظيم فتحى عبد الوهاب (الشيخ محارب) وقد ابدع فى تجسيد تلك الشخصيه التى لم تكن ابدا مصمته كما جرت العاده ولم تكن ابدا شريره فقط كما قدمها بعض الممثلين فقد استطاع فتحى ان يقدم للمشاهد الجانبين الشر والفطره الطيبه فى شخصيه واحده من لحم ودم تكرهها احيانا وتتعاطف معها احيانا تسبها احيانا وتمدحها احيانا وتتمنى لو تقدم لها النصيحه حتى تهتدى الى الفطره الطيبه التى نشأ عليها حقا انه فتحى عبد الوهاب وانها الشخصيه التى يجب ان تناقش من كل جوارحها العقليه والروحيه .
وبالانتقال الى” الشيخ يسرى” الذى قدمه الفنان محمد جمعه الذى تالق فنيا فى الفتره الاخيره وتدرج فى الخفاء ليضع نفسه على القمه للتمثيل المصرى وختام تالقه فى “الشيخ يسرى” الذى اشفق عليه الجميع بالرغم من عيوب الشخصيه الكثيره واكبر عيوبها التحرش الذى يواجه موجة غضب عارمه وضرورية و تحديثات قانونيه كثيره حتى يتم القضاء عليه نهائيا باذن الله الا ان “يسرى” كان غريبا احيانا رجل متوحش واحيانا طفلا صغيرا ا ؛ احيانا كداب منافق وأحيانا قائل الحقيقه وكأن جمعه يتلاعب بمواهبه الطاغيه حتى يلون تلك الشخصيه الغريبه .
وبالكلام عن الاسطوره طارق لطفى الذى حقا استطاع اداء الشخصيه التى دائما نوصفها فى حياتنا الواقعيه بجملة ” ما شيطان الا بنى ادم ” دون ان نراها بتلك الابداع والعظمه والخيال المحاكى للواقع فى اطار دائرى ابدى يؤكد ويجسد صوره الشيطان الذى تمثل فى صوره بنى ادم لايكل ولايمل عن الوسوسه فى الآذان واستخدام الاسحار والافعال الشيطانيه كما اكد صناع العمل ع محاكاه الواقع بمشاهد البلاى باك الاخيره لتلك الشخصيه على استدامه وجودها مهما ماتت محازيه الاستمرار الدنيوى بمعنى انه مادام الخير وحيث وجد يتواجد الشر والشيطان فى المقابل .
وبالحديث عن مى عز الدين المبدعه فقد استطاعت بخبرتها الفنيه الكبير تمثيل روح التوبه والندم والعوده من اقصى اليسار الى اليمين المعتدل واللجوء الى الله عز وجل وهذا الدليل الابدى الذى لطالما اكده الدين الاسلامى عن امكانيه التوبه والندم فى اى وقت لطالما بقيت الروح بالجسد ولطالما لم تقم الساعه . سبحان الخالق وتجلت عظمته .
وعند الانتقال الى احد الممثلين الذين علمونا معنى التمثيل والابداع الفنى السهل الممتنع وهو الفنان رياض الخولى ” العجمى ” الذى استطاع باداته ان يلمس قلبى كما لو انه يمثل شخصيه ابى الحاكم العادل المخطئ والمصحح لاخطاءه مع الاعتراف بها لمصلحه الشعب وليس للمصلحه الشخصيه كما ان الحكمه والخبره والشباب يجتمعون فى شخصيه واحده وهى ” العجمى ” .
وبالنهايه استطاع الصناع والقائمون على العمل من صياغه تلك الاحداث والشخصيات الى النهايه الابداعيه والتى تمثل انتصار الخير على الشر ل “محارب ” و انتصار الفطره والقلب على متاع وغرور الدنيا ل “يسرى ” وانتصار الندم والتوبه المتمثلين فى “نواره” على “العايقه” وانتصار ” العجمى ” على “البطلان” وانتصار الحق والقلب والدين على الشيطان ويعود كل الفضل والانتصار الى الله اولا ثم الى جندى من جنوده وشيخ من شيوخه متمثلا فى صوره “عرفات ” فى نسخه اثمرت عن تحقيق ما وعدونا به حقا وهو ” قصه خياليه تحاكى الواقع حرفيا ” .
بقلم : احمد شيحه
إقرأ أيضًا
أحداث مسلسل جزيرة غمام الحلقة ٧