تمر الأيام و الشهور و تمر الأعوام و السنين
تنقضي الساعات و يسكننا طيف الحنين
تزورنا الذكريات و نكتم صوت الأنين
نشاهد الصور بين كل حين و حين
نشم رائحة الماضي تحت زهر الياسمين
يوم كنا نلعب بالورق الأخضر و الطين
ثم ننام في أحضان أمهاتنا آمنين
ونستيقظ صباح اليوم الآخر غير آبهين
بما كان و ما سيحصل و بما يقول القائلين
وبكل احداث الأرض غير مكترثين
لا أدري لم كنا لهذه الدرجة مطمئنين
لا أدري أنا ولم يعطى جواب للسائلين
لن أقول ليتنا للماضي من العائدين
ولكن أدعو أن تعود قلوبنا كصغار البنين
لنكون في عروش السلام من الخالدين
الحنين إلى الماضي
هذا هو حالنا تسكننا الذكريات و تتغلغل في قلوبنا آلاف الكلمات وتسيطر علينا الاحلام ، أحلام الزمن الجميل زمن الطفولة البريئة
فنتمنى أن نعود صغارا لا نحمل هماً و لا نكترث لحزناً و لكن في نفس الوقت نحن نحب أشياء في حاضرنا و لا نريد مغادرتها ، فلا نعود و نرتاح و لا نبقى فنسعد ،الحل ليس بالسفر إلى الماضي و لكن بأن نتجمل بقلب نقي لا يشوبه سواد و لا يتوسطه حقد و لا يخزن كل سوء العالم مثل قلوب الأطفال تماماً ، الحل أن نجعل قلبنا لا يكترث و لا يبالي و يختار من أحداث الكون اجملها و من كلمات الناس الطفها و يصم أذناه عن ما تبقى
الحل في أن نفتح عيوننا و نسلط أنظارنا على مواطن الجمال في هذا الكون الواسع ،الحل في أن نجعل من قلبنا مخزن الجمال و الحب و الرضا و التفاؤل ،أن نضع على مدخل قلبنا مصفاة لتحجب كل ما يؤذي نفوسنا
و يعكر صفونا و يورث في كياننا الحزن ، الحياة جميلة و الناس كلهم يملكون بذرة الصفاء و لكن بعض السوء حجب أجمل ما فيهم ليطغى على ما تبقى ، لنأخذ من هذا العالم ما يسعدنا و نتخلص من ما تبقى فالحياة قصيرة جدا وستمضي سريعاً وستنقضي كل الأيام بكل ما تحمل من فرح أو ترح فلنحسن الإختيار و لنجعل من قلوبنا مأوى للجمال و النقاء و السعادة و من عقولنا ألواح خطّت فيها أروع الذكريات و أروع الكلمات.
إقرأ أيضاً:
كيف تتصرف عندما تشعر بالضيق بدون أسباب؟