العقل يدرك الأشياء المحسوسة في عالمنا عبر الحواس وإذا اختفت منك إحدى الحواس لن تشعر بأنك فقدت احدى الحواس بل لن تدرك أنها موجودة إلا حينما تراها عند غيرك أو تدركها أحد حواسك عند الآخرين.
مثلا لو جربت أن تغمض عين وتفتح الاخرى انت لن ترى سوادا بل سترى (اللاشيء).
لن يدرك عقلك ان لك عين اخرى لأنك ترى العالم بعين واحدة فسيصبح تركيزك على العين التي ترى العالم فأنت هنا لن تشعر بنقصانها بل لن تدرك أنها موجودة اصلا.
سيكون نصيب عينك المغطاة كنصيب قدمك من الرؤية
إن مرحلة عدم إدراك الإدراك هي مرحلة معقدة وتعطينا دليل ان العقل لا يدرك شيء إلا بخبرة سابقة.
تماما كما لو حاولت ان تشرح للاعمى ماهية الالوان أو تشرح للأصم عذوبة اللحن..
مهما حاولت معه لن يدرك ماهيتها لأن ليس لديه أي خبرة سابقة فيها.
العالم المحسوس يختلف بطريقتنا باستقباله فالموسيقا تسمعها ولا تفهمها ..والألوان تراها ولاتخيل أو يتوارد لذهنك أن لها صوت مثلا.
إن العقل يعلم أبعاد العالم بما عرف عنها بخبرته السابقة فأنت حين ترى الموز مثلا ستحفظ الموز بشكله ولونه وطعمه لانك جربته.
لكن العالم غير المحسوس والملموس لن تدرك منه شي.
نحن لاندرك إلا أبعاد معينة يستوعبها العقل إذا كانت ضمن إمكانياته.
وإن تحولنا يوما ما لبرامج الكترونية مثلا نحن لن نعي أبدا ماهية البرامج او شفراتها التي تبرمجنا بها ..فقط يمكننا تخيل ذلك.
لذلك لايمكن لإنسان تخيل مخلوق غير موجود أو مصنوع من مواد غير موجودة في كوننا وإلا أنك ربما تتخيل شكل مركب من مواد موجودة لكن عند عملية تفكيك هذا الجسم ستدرك أن عقلك ركب هذا الجسم من مواد موجودة فعلا في كوننا .
مثلا.. لو تخيلت ماء في داخله أنبوب طويل وله عيون في رأسه.
أنت وصفت مخلوق بنظرك غير موجود وبالفعل ربما هو غير موجود كما ركبته في دماغك لكن مع تحليله أنت ركبته من ماء وانبوب وعيون وهي مواد موجودة في كونك ويعيها دماغك.
مما مضى نستنتج أن عقولنا لا يمكنها الاتيان بشيء من العدم. وان كل شيء موجود ماهو الا عمليات تركيب المواد التي هي اصلا موجودة بكوننا وهذا البعد الذي نحن نعيش ونتعايش ضمنه.
إقرأ أيضًا
الفرق بين الادراك الحسى والادراك العقلى
4 تعليقات
مقال مفيد وأسلوب سلس ومعلومات قيمة
العقل زينة الانسان به فضل الله البشر على باقي المخلوقات به يسمو الى اعلى الدرجات به يدرك ويرتقى
طبعا بالعقل يرقئ الانسان ..أنرت
شكرا صديقتي كل الاحترام