حان وقت الاعتماد على النفس

عندما كنت صغيرة لم يلقنني أحد الجملة الشهيرة “حان وقت الاعتماد على النفس”. لكنني بعدما صرت أنثى كبيرة سمعتها كثيرًا. الكثير كان يخبرني أنه قد آن أوان ذلك. الكثير قال لي بأن الأمر فقط يعتمد علي وعلى مدى صبري لنيل النجاح. لكنني وكأي فتاة صغيرة كنت أفتقر لكل شيء وأبسط شيء أفتقر للخبرة. نعم. لا أحد ينجح سريعًا دون المرور بكافة المراحل التي ينبغي عليه المرور بها.

صدقوني كنت صغيرة

عندما قالوا لي حتى ” حان وقت الاعتماد على النفس” أنا حينها أيضًا كنت صغيرة. ولم أفهم جيدًا. لكن الآن أنا كبيرة كفاية. لا أنكر أنني ما زلت أحاول اكتساب الخبرة للوصول إلى نتيجة مرضية. لكنني على الأقل أحاول. هل تدرون معنى أن يعتمد الإنسان على نفسه؟. ليس معنى ذلك أنه لا يتعامل مع أحد لأننا لا يمكن أن نحيا في عزلة دون أن نتعامل مع أحد. ولو حدث ذلك وحيينا في عزلة هكذا فنحن وقتها مرضى نفسيين لسنا أسوياء. لكن معنى الاعتماد على النفس أن نتعامل بكبر عقل.

هل هناك فرق بين الاعتماد على النفس والكِبر

الاعتماد على النفس يفرق كثيرًا. أنا أقول اعتمد على نفسك فقط. لا أقول تكبر وتجبر في الأرض. أنا اقول كن مصلحًا لا مفسدًا. هل نظرت لنفسك في المرآة يومًا. هل رأيت في عينيك نظرات التحدي أمام المرآة لتكن أجمل مما أنت عليه. أما حاولت ولو لمرة أن تواري جرح يديك عن والديك لئلا يقلقا عليك. أو حاولت ولو لمرة ألا تذهب للمدرسة لأن الناظر يطلب أحد والديك. كل ذلك كان محاولات صغيرة للاعتماد على النفس. لكنها لا ينبغي أن تبقى صغيرة. يجب أن تكبر. ينبغي لك أن تسقيها لكي تنمو. لا يجب أن تدفنها أبدًا… أبدًا.

متى يقول المجتمع أنك كبرت

متى ينظر لك المجتمع على أنك كبير. المجتمع لا يقول عنك كبير فجأة. لكن من عدة تصرفات يمكن الحكم عليك بأنك كبير. ترى متى. متى ما فعلت شيئًا كبيرًا يذكر. حينها يبقى الجميع يردد اسمك. فلان فعل وفلان عمل. لكذا يوم يكون ذلك عملهم وشغلهم الشاغل. أن تعتمد على نفسك يعني أنك أصبحت رجلًا. أصبحت ما خلقت لأجله. جميل أن يحس المرء أنه ذو قيمة في مجتمعه. جميل أن تذكر. الأجمل منه أن يبقى ذكرك خالدًا. والآن هل فكرت بينك وبين نفسك كيف تبقي ذكرك خالدًا. أنا لا أستسيغ رجلًا لا يذكر اسمه بين أعيان قومه. أتدرون لماذا لأنه مهما بلغ من عمره يظل بناظري طفلًا. ولربما لم يفعل شيئًا يستحق عليه الذكر. لا أدري.

إقرأ أيضاً:

توبة عاشق

الحب إكسير الحياه

ثأر العشق _ للكاتب والصحفي سجاد حسن عواد