لماذا نكتب؟ هل سأل أحدكم الآخر لماذا نكتب. هل نحن مرضى نفسيين لكي نعتزل في أركان غرفنا. ونعتصر أدمغتنا. ونتحامل على ذواتنا. لكي يأتي إلينا الإلهام مقبلًا فنخط بضع كلمات على الوريقات بأقلامنا. ترى ما حقيقة الأمر؟ لماذا نلجأ لمثل تلك الوسيلة؟ لم تحدثنا أنفسنا وتحثنا على مثل ذلك الفعل؟ أقول لكم الامر بسيط. نعم هو بسيط كثيرًا من وجهة نظري المتواضعة.
هل نكتب من فراغ
من خلال تجربتي أستطيع أن أجزم لكم أننا لا نكتب من فراغ. لكننا قد نكتب أحيانًا لملء الفراغ. هل صادفتم يومًا رجلًا على مشارف الموت وما يزال متمسكًا بالحياة. بالطبع لا وإن حدث فذلك نادر. هل علمتم السبب وراء ذلك أو فكرتم في السؤال عنه. هو قد أفنى حياته في العمل واللهو خلف الشهوات. هو قد ملء كل فراغات حياته. ولم يعد هناك متسع لشيء. لم يعد هناك أمل في شيء. لقد نال كل ما طمحت نفسه إليه.
هل يشبع المرء من الحياة
نعم يشبع المرء من الحياة عندما تعدو السنوات خلف بعضها. عندما لا يتبقى لديه أحد من صحبته. متى ما يرحل الجميع ولا يبقى أحد يعرفه في تلك الحياة. حينما يذهب كل أبناء جيله واحدًا تلو الآخر. بالطبع يشبع من الحياة بل ولا يريدها أيضًا. هل سأل أحدكم عن شعور المرء الذي يقبع في دار المسنين. إنه لأسوأ شعور أن تغادر المنزل. وتحيا بقية أيامك في مكان جديد تمامًا تحاول التأقلم عليه. كل ذلك فقط لأنه لم يعد لديك أحد بالخارج. حينها تكبل يديك وقدميك بسلاسل من حديد وتقبع داخل زنزانتك جريحًا.
هل أخذت الحياة أحد على هواه
الحياة لم تأخذ أحدًا على هواه يومًا. لكن هذا الأحد لكي يحيا ويستمتع بها يجب عليه أن ياخذها على هواه. تبًا الأمر صعب. ويحتاج منا إيمانًا بالنفس. يحتاج أشياء كثيرة ومقومات أكثر. لم تنجبنا تلك الحياة لنتمرد عليها. لكنها أنجبتنا لنكن لها الولاء والطاعة. نحن كعبيد لظروفها. لكن الذكي منا هو الذي يتعايش معها كما تريد دون أن ينبهها لذلك. أو يوجهها إلى ما يفعله بها.
إقرأ أيضاً:
عبرة عن الحياة وكيف تكون سعيداً دائماً
طرق عملية لتنمية ثقتك في نفسك وتعزيزها