تعتبر المرأة المطلقة في المنطقة العربية أجمع ، أنها إمرأة فاشلة . إمرأة ضعيفة نفسيا، أو إمرأة فاسدة، نظرة المجتمع لهاته الإنسانة كنظرتهم للمجرمين القتلة، كل أصناف و أبشع الكلمات تقال في حقها. كونها لم تحافظ حسب قولهم على أسرتها ،و لم تطع زوجها ، و لم تكن له السند ،و تصبر لكل المآسي في حياتها معه.
النظرة الصلبة للمرأة المطلقة 
مع الاسف يرونها من زاوية العين الواحدة، و لا يرون المعانات التي عاشتها ،مع الرجل الذي هربت بقلبها إليه و أسكنته فيه أخيرا ،حتى اطمأن لضمانها له . ثم بدأ في قهرها نفسيا ،و دمرها ،حتى اضطرت نهائيا التخلي عن حبها . وهنا تبدأ حكاية غرس كل أنواع الأذى اللفظي، و الإهانات ،و قد تصل حتى إلى الأذى المعنوي، و تحطيم قلبها المكسور.
من هي تلك المرأة
المرأة قبل أن تكون تلك الزوجة ، فهي الأم ، هي الاخت ، هي من ولدت ،و ربت ،و كابدت الحياة من اجل الرجل ،و من أجل بناء المجتمع من قريب أو من بعيد، كرمها الله ،و إذ بمجتمع لا يرحم ضعفها ،إلا من رحم ربي يحبطها ،و يجعل منها إنسانة بلا قيمة و لا حياة .
المطلقة أحبت نفسها ،و صانت كرامتها ،و هربت من واقع أليم شردها فكريا ، خرجت للكفاح ،والمثابرة بعيدا عن زوج متسلط غير متفهم ، رجل أناني و متعصب . أضاعت سنين من عمرها في كنف زوج ،ظنت أنه سيكون السند الأول في الحياة ،بعد حب مجنون لها، و إذ العكس ما وقع.
رحلة التحدي الأكبر
و عليه تبدأ رحلة الطلاق المبهم و الأليم و الصعب، تبدأ معركة النظرة الدونية لها في المجتمع ، و إن كانت إمرأة ذو شخصية منهزمة فقد تهزمها الحياة بسهولة، و إن كانت بشخصية قوية و كاريزما حادة ،فقد تصمد أمام كل الضغوطات ،التي قد تعيق استمرارها بالشكل الصحيح في الحياة.
تبدأ من الصفر، إن كانت بأبناء حضنتهم ،و كونتهم و ربتهم و خافت عليهم من ذئاب المجتمع ،و من مصير مجهول كمصيرها، تصبح بشخصية مزدوجة أمامهم، هي الام و هي الأب ، حتى تكاد تنسى أنها إمرأة و خلقت ضعيفة، تقوم بمهام أسرية محضة غير مكترثة لتعبها ، فقط تضع نصب عينيها أنه عليه الوصول لما هو مطلوب ،و أساسي في الحياة، تتحد مع نفسها لتشكل فولاذا صلبا، يزيح عنها شتات الفكر ، لتركز على مستقبل أبنائها و كيف يمكن إسعادهم، ناسية أن أيضا لنفسها عليها حقا، و تجبر بخاطر فلذاتي أكبادها لتصنع من ابنتها امرأة قوية ، و من ابنها الرجل رجلا …..
إقرأ أيضاً:
الطلاق والخطوات التي يجب علي المراه اتباعها