كلنا نمر بمواقف متشابهة تجعلنا نتعلم من الحياة اشياء كنا نجهلها او لا نعطي لها اهمية مثلا. واليوم أسطري ستتكلم عن اهم شيء تعلمته من الحياة.
التعلم من الحياة
كلنا عندما نرى أهالينا يهتمون بأخواتنا نشعر بالغيرة. او دعنا لا نقول غيرة نقول نقص اهتمام اتجاهنا. فأنا عندما تزوجت اختي وسافرت لمكان بعيد اصبح البيت وكأنه جحيم امي تحتضن وسادتها وتبكي ابي لا يستطيع الجلوس في البيت ويقضي كل يومه في الخارج لكي لايشتاق لاختي اكثر، واخواتي لا يكفون عن الكلام عنها وكانها ماتت ، لكن انا من ناحيتي فقد كنت سعيدة لأن اختي ارتبطت بالشخص الذي تحبه لتقضي ايامها في سعادة معه. ولكن عندما رأيت اهلي هكذا, قلت في نفسي: هل اذا ذهبت انا سيعطوني نفس الاهتمام ؟ فقلت: نعم بالتأكيد فإنهم اهلي .
وبعدها بشهور وبعد ان تأقلمنا على ذهاب اختي. مرضت اختي الاخرى وانا كسرت يدي، فرأيت امي تعطي اهتمام لا ختي اكثر مني، وابي لا يعود الا في الليل، وكل ما يقوله هو:هل نامت ام لا ،فهذا كان يحزنني ،وبعد حديث عميق مع نفسي قلت ان والدي لايحبوني ، لانهم لايعطوني نفس الاهتمام الذي يقدموه لإختوي وبعد شفائي وانتهاء عطلة الصيف ،أتت الدراسة وانا كنت ادرس واعمل من اجل الاعتماد على نفسي، وعدم مضايقة ابي والطلب منه في كل مرة اعطائي للمصروف ،فكنت اعمل لتأمين مصروفي بنفسي .
فكان وقتي ضيق جدا، لم تكن لي فرصة للجلوس مع اهلي، او تكلم معهم وسؤالهم عن احوالهم ،فقد كنت عندما انتهي من الدراسة اذهب للعمل، ومن بعدها أعود للبيت متعبة ،وأول شيء افعله هو النوم ،وفي ايام الراحة كنت اذهب للدروس الخصوصية، فلم يكن لي الوقت الكافي للدردشة والضحك مع اهلي ،فكانت أمي تعمل من اجلي ومن اجل راحتي، ولم تشتكي من التعب ابدا، لانها تعلم انني اتعب انا ايضا ،ولم تعاتبني او تقل ان ابنتي لا تعطني الاهتمام الذي اعطيه إياها ،لانها تعلم ان وقتي ضيق وكل ماافعله هو من اجلي مصلحتي ومصلحتهم .
ومن بعدها أدركت ان كل شيء كنت افكر فيه كان خطأ. وان اهلي كانوا مشغولون جدا. لذلك لم يستطعوا الاهتمام بي. فأمي كانت مع اشغال البيت وكذلك تشتغل في الخارج ، وكان وقتها ضيق لانها تملك مهنة واسرة وبيت للاهتمام بهم. وادركت ان ذلك لم يكن نقص اهتمام وانما انا تعودت على ان اعتمد على نفسي في كل شيء ،حتى في مصروفي وعدم الطلب من ابي في ذلك، رغم اننا عائلة جيدة المعاش ،ولسنا فقراء؛ ومع ذلك لا اطلب منهم اي شيء لاني تعودت من صغري ان اقف وأواجه مشاكلي بنفسي، عكس اخوتي
فعرفت انني كنت مميزة، ولم يكن نقص اهتمام. انما انا اعتدت على ان افعل كل شيء بنفسي ،لذلك كنت ارى ان كل شيء ماتفعله امي بسيط ،وان ماتقدمه لاختي كثير ،لان كل ماكانت تفعله امي من اجلي كنت ارى انني استطيع فعله بنفسي دون حاجة للمساعدة ،و ابي كان يذهب للعمل تحت اشعة الشمس القاسية ، وكان لاينام ويشعر بالتعب ،ورغم ذلك كان له الوقت للسؤال عني ،رغم انني كنت لا أسأل عن حاله وهو لاينزعج لانه يعرف انني اتعب من اجل مستقبلي ومصروفي كما يتعب من اجل توفير الراحة لي ولاخوتي.
وفي النهاية اردت ان اقول ان لانحكم على الاشياء دون ان نجربها وان ننظر لكل شيء باجابية وعدم الحكم عليه بسلبية والتسرع في القرار
إقرأ أيضاً:
ماذا إن كان عدوك الأول هو نفسك؟
عبرة عن الحياة وكيف تكون سعيداً دائماً
طرق عملية لتنمية ثقتك في نفسك وتعزيزها