السمنة والانترنيت… هكذا قال الغريب على عالم الفايسبوك : نعم انه شبيه البحر في زرقته واتساع رقعته. في رحلة استجمام وترفيه واستمتاع بزرقة البحر و النورس الطائرة وصوت البواخر . لمجرد نقرة واحدة تبحر في عالم ازرق لامتناهي من المنشورات المتنوعة والفيديوهات والصور التعبيرية والشخصية… سفر بلا تأشيرة ولا وسيلة نقل، بمجرد ربط الحاسوب بالانترنيت او شحن هاتفك تضع العالم بين ايديك على شاشة صغيرة .
هذا هو حال الغريب تائه بين الصفحات الزرقاء لا يدري السبيل الى النجاة، يبدأ نهاره بكوب قهوة سوداء،يرتشف منها كل هنيهة عندما عندما يتثاقل تدفق الانترنيت ؛انه من الجيل الثالت؛ فيسترق النظر ويجول في سقف غرفته من ركن الى اخر لعله يواسي نفسه المدمنة على التصفح والابحال في العالم الازرق. سرعان ما يعود التدفق الى حالته العادية ويد الغريب على الفأرة نقرة هنا ونقرة هناك مزال تائها بين الصفحات الدينية والفنية والثقافية و بل حتى الصفحات المحظورة وصفحات الالعاب بكل انواعها …
السمنة والانترنيت
ساعة تليها ساعة اخرى والغريب غير مبال بتبذير الوقت ، انه لا يؤمن بتتا بمقولة -الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك-انه عالم مغري اقحم الغريب في متاهات التيه اعوام تليها اعوام. والعالم معه ينتقل الى الجيل الرابع في الانترنيت. وفي بعض الدول هناك تجارب اطلاق الجيل الخامس. اما الغريب فمازال على كرسيه المتهالك من الوزن الزائد الذي اكتسبه في الاعوام الاخيرة من كثرة ادمانه على الاكلات السريعة والمشروبات، متناسيا تمام دور الرياضة والمطالعة في تطوير الذات والبدن معا. لكن الرياح تجري بما لا تشتهيه السفن فقط اصيب الغريب بالسمنة المفرطة مما انعكس سلبا على عدة وظائف عضوية كالقلب …
وشاءت الاقدار ان تأخد الغريب الى متواه الاخير محمولة على ألة الحدباء ،وحضر جنازته من عرفه في الواقع و العالم الافتراضي داعين له بالمغفرة والثبات
صحيح لكل تطور ايجابياته وسلبياته فلا يجب الانجراف مع التطور الى ابعاد النقط بل وجب على الغريب وعلينا تدارك الموقف واعطاء لكل جانب حقه فلا يجب علينا التخافل عن الجانب الروحي او عن الجانب الترفيه ،بل يجب علينا ان نعدل بينهما ايمانا منا بمقولة عامية عندنا في المغرب في ما معناها ؛ حق لله وحق لك …
ورحل عنا غريب وازداد غريب اخر وهي سنة الله في خلقه. فلا افراط وتفريط