جاري العجوز .. كان في حارتي رجل عجوز تعدي عمره الستون خط الزمان علي ملامح وجهه قصة طويلة يرويها هو لأطفال الحارة رجل رغم ما مر به بشوش الوجه معطاء دائم البسمة طيب القلب رجل تستمتع بالإستماع إلي كلماته العذبة يخطف قلبك قبل سمعك أحب الإستماع إلى قصص العجائز لأنها تحمل متعة جميلة حتي إذا كان يحكي عن حزنه و ألمه فهو يكون مبتسم.
جاري العجوز
وكأنه يحكي قصة شخص أخر وفي يوم كأن يحط الأطفال به و يستمعون للقصة التي يرويها لهم قصة من قصص مغامراته الممتعة و بعد أن إنتهي من سرد القصص و بعد أن رحل كل الأطفال جلست بجانبه أستمع له ثم سألته هل كان لديك حلم يا جدي إبتسم لي وقال عزيزي أنا كان لدي أحلام بحجم السماء ولكن لم تسعفني الحياة في تحقيق ما أريد ورغم أنني رأيته يبتسم و رغم أنه مر زمن علي الأشياء التي لم يستطع أن يحققها إلا أنني رأيت في عينيه ألم شديد كأنه يتمني لو يستطيع أن يحقق هذه الأحلام
ثم قال في هذه الحياة أنت لا تأخذ كل ما تريد
لأن كل شئ مقسوم نصيبك في جزء و الباقي في جزء ثم إبتسم و قال وأنا عوضني الله في أشياء أخري كان هذا الرجل العجوز دائم الحمد و الشكر لله تعالي لم ينقم و يسخط أبدا كان هادئ بشوش إذا نظرت إلي بسمته تبتسم له من تلقاء نفسك حقا البسمة معدية ثم سمعت زوجته تنادي علية و تقول له تعال تناول الطعام و عندما رأتني قالت تعال أيضا و شاركنا طعام الغداء إعتذرت منها ولكن مع إصرارها دخلت كانت تسألني عن حياتي و أحوالي و كيف أنا و ماذا أفعل كانت أم حنونه جدا قالت لي ما هي الحكايه التي كان يحكيها لك زوجي و إبتسمت ثم جلست تحكي عن الزمن و عنها و عن الحارة و عن الأيام الجميلة.
ثم قالت لي يكفيك من العمر أن تجد شخص تأنس به و يأنس بك أن تجد شخص يحمل عنك أعباء الحياة أن يكون حنونا
إقرأ أيضًا
حكاية فتاة مع العالم الافتراضي
ملخص رواية يافا حكاية غياب ومطر
الحلقة الاخيرة من مسلسل الا انا (حكاية حلم حياتي)