مفهوم الاستثناء في اللغة العربية
الإستثناء إخراج إسم من حكم ما قلبه بواسطة أداة هي تفيد الإستثناء مثل قولك حضر الضيوف إلا زيداً ، فيكون زيد الوحيد الذي لم يحضر مع الضيوف فيدخل في عداد المخرجين من حكم الحضور ، ويتألف تركيب الإستثنَاء من عناصر تركيبية هي أداة الإستثناء والمستثنى الذي يأتي بعدها والمستثنى منه الذي قد يرد قبلها .
أحكام المستثنى الإعرابية
يكون المستثنى بعدا إلا منصوبا وجوبا إذا كان الكلام تاما موجبا أي مثبتا والمستثنى منه مذكور في الكلام. مثل جاء التلاميذ إلا خالدا ، فوجب نصب المستثنى خالد هنا لأن الكلام مثبت غير منفي والمستثنى منه مذكور وهو التلاميذ .
يكون المستثى منصوبا جوازا أو تابعا للمستثنى منه على البدلية إذا كان الكلام منفيا وكان المستثنى منه مذكورا. مثل لم يبق في الصحراء شيء إلا منبسط ٌ سحيقٌ / منبسطا سحيقا ، فالكلام منفي بلم والمستثنى منه مذكور هو كلمة شيء المرفوعة على الفاعلية ولذا جاز نصب المستثنى بعد إلا وجاز رفعه على التبعية البدلية لكلمة شيء المرفوعة .
يكون المستثنى بعد إلا متغير الإعراب حسب التركيب إذا كان الكلام منفيا والمستثنى منه غير مذكور ، فيعرب المستثنى حينها حسب الموقع كما لو أن إلا غير موجودة ، مثل ماجاء إلا خالدٌ وما رأيت إلا خالداً وما مررت إلا بخالدٍ ، فالمستثنى في الأولى فاعل مرفوع وفي الثانية مفعول به منصوب وفي الثالثة اسم مجرور ، فإعرابه حسب موقعه ولا تأثير لإلا عليه ، إذ إن إزالتها من التركيب غير ذي أثر في الإعراب فتقول : ما جاء خالدٌ ، وما رأيت خالدا وما مررت بخالدٍ ، فيظهر أن إعراب ما كان مستثنى يتغير حسب الموقع سواء كانت إلا موجودة أو غير موجودة ، وهذا النوع الثالث من الاستثناء في العربية هو ما نصطلح عليه باسم الإستثناء المفرغ وهو موضوع هذا المقال .
الإستثناء المُفَرَّغ
ويسمى كذلك بالاستثناء الناقص ، لغياب المستثنى منه في تركيبه وسمي بالمُفَرّغ لأن ما قبل إلا يتفرغ للعمل فيما بعدها أي المستثنى وكأن إلا تخرج من دائرة الإستثناء ولهذا النوع من الإستثناء شروط تركيبية يتحقق بها وهي :
ـ أن يكون مسبوقا بنفي
لابد أن يتصدر النفي بأدواته المعروفة التركيب الجملي للاستثناء ، مثل لم يحضر إلا سعيد وليس يعنينا إلا أمر واحد وما فتح الباب إلا كريم
ـ أن يكون مسبوقا بما يشبه النفي
وذكر في ذلك أهل اللغة أن ما يشبه النفي كالنهي محصورا في جملة الاستثناء واستشهدوا عليه بقوله تعالى :
” ولا تقولوا على الله إلا الحق “
وقد يكون الكلام متضمنا معنى النفي دون ذكر للأداة مثل قوله تعالى :
” يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون “
ـ أن يكون مسبوقا باستفهام
ويكون هذا الاستفهام متضمنا معنى النفي أي انه يخرج عن دلالته المألوفة إلى معنى بلاغي جديد ، كعادة الأساليب الإنشائية ومثال ذلك :
” هل يهلك إلا القوم الظالمون “
أي ما يهلك إلا القوم الظالمون فهل متضمنة معنى النفي في الآية .
دلالات الإستثناء المفرغ
الاصل في هذا التركيب حقيقة ليس هو الاستثناء وإنما التوكيد والقصر في المعنى ، وهذا أمر بلاغي صرف يقتضي تخصيص شيء بشيء معين دون أن يشاركه شيء آخر فقولك لا يصنع المعروف إلا كريم دليل على أن أهل الكرم هم صناع المعروف دون غيرهم فلا يشاركهم في هذا غيرهم ، فيجعلهم متخصصين في هذا الفعل ، ويمنح الكلام تقوية وتثبيتا فيتأكد القول بالقصر .
أدوات الإستثناء
أشهر الأدوات وأكثرها استعمالا هي إلاَّ ، وهناك أدوات أخرى هي غير وسوى وسُوىً وسواء وعدا وخلا وحاشا وقد تسبق خلا وعدا بما بينما حاشا أجمع الجمهور على عدم اتصالها بما مع خلاف في المسألة ، ولكل من هذه الأدوات أحكام في الإعراب ولمستثناها أحكام يرد عليها ، سنعمد إلى تخصيص مقال آخر لها بالتفصيل .
إقرأ أيضاً:
تعلم المشتقات في اللغة العربية
الحال في اللغة العربية: مفهومه وأنواعه
حروف العلة في اللغة العربية: تعريفها، استخداماتها، وإعرابها