النخالية المبرقشة لا داعٍ للقلقِ مِن ظُهورها.. فجأة وأثناء خلع الثياب يمكن لشخص ما أن يلاحظ ظهور بقعٍ بنيةِ اللون على صدره وعلى عضُديه. وبحكّها بإظفره يثير فزعه ظهور قشور بيضاء دقيقة. وأمام هذا المنظر الغير مقبول جماليّاَ – وكونه لا يترافق بحكة أو أيّ عَرضٍ جلدي – يسارع هذا الشَّخص بأخذ موعد مع طبيبه، والذي بعد انتظارِ مقلقِ يذكرُ له اسم مرض غريب لم يسمع به من قبل يدعى النخالية المبرقشة، وبعد شرح واف من الطبيب يشعر المريض بعدم تناسب الإزعاج النفسي الذي سببته له تلك البقع مع بساطة المرض وسلامته وسهولة معالجته.
لذا تعالوا نتعرف ببساطة على النخالية المبرقشة.
النخاليّة المبرقَشة:
تعتبر النخالية الجلدية من الأمراض الجلدية السطحية، وتنتج عن تكاثر كائن مجهري يدعى الوُبَيغاءُ الدُوَيْريَّةُ.
هذا الكائن الدقيق موجود بشكل طبيعي بين الكائنات الحيّة الطفيليّة المتعايشة على سطح الجلد حيث يتكاثر بطريقة أشدّ عند بعض الأشخاص وبذلك يظهر على شكل بقعٍ ذات لون بنيّ أو أبيض على سطح الجلد.
جاءت تسمية المرض مكونة من كلمة النخاليّة وترجع إلى طبيعة القشور التي تظهر على الآفات الجلديّة حيث تكون قشوراً دقيقة فاتحة اللون تشبه النّخالة، وأما المُبرقَشة ( بفتح القاف من فعل بَرقَشَ ) فتعود إلى شكل البقع المميزة للمرض والتي تبرقش الجلد أي تعطيه ألواناً مختلفة.
تصيب النخالية مختلف الأجناس البشرية، ويشكّل حدوثها 3% من الأمراض الجلديّة وتكثر في المناطق ذات الحرارة المرتفعة والرطبة.
أكثر ما تصيب النخاليّة المبرقشة المراهقين والشباب، وهي نادرة الحدوث عند الأطفال والأشخاص فوق عمر الـ 65، ويمكن أن تصيب أكثر من شخص في العائلة الواحدة.
كيفية التعرف على النخالية المبرقشة:
تظهرالنخالية المبرقشة بشكل رئيسي في المناطق الدهنيّة كالجذع، ويمكن أن نجدها على جذور الأطراف العلويّة والسفلية والرّقبة والفك السفلي.
تظهر الآفات التي تسببها النخاليّة المبرقشة بداية على شكل بقع دائريّة أو بيضاوية صغيرة ( لطاخات )، ثم تلتصق هذه اللطاخات ببعضها لتشكل بقعاً أكبر تدعى اللويحات. تكسو هذه اللويحات قشور رقيقة مثل نخالة القمح. يتغير لون الآفات من اللون الوردي إلى البرتقالي بحسب لون البشرة الأساسي ،ويمكن حتى أن تتحول إلى اللون الأبيض مع التعرض الكبير للشمس. آفات النخالية لا تسبب الحكة إلا نادراً.
العوامل التي تساعد على ظهور النخالية المبرقشة:
فرط الإفراز الدهني وفرط التعرق والعيش في الأماكن مرتفعة الحرارة والرطبة هي عوامل قد تؤهب للإصابة بالنخالية المبرقشة.
أيضا قد يترافق نقص المناعة الناتج عن أسباب عديدة كالإصابة ببعض الأمراض المزمنة، والعلاج بالكورتيكوستيرويد أو العلاج الهرموني، والحمل وغير ذلك من الأسباب إلى ظهور النخالية المبرقشة ومع ذلكفالنخالية المبرقشة لا داع للقلق من ظهورها لأنه يمكن معالجتها في جميع الحالات.
كيفية علاج النخالية المبرقشة؟
هناك علاجات عديدة وسهلة للتعامل مع النخاليّة المبرقشة تعتمد على استخدام مضادات الفطريّات، حيث يمكن للطبيب أن يصف أدوية موضعيّة أوعن طريق الفم بحسب شدّة الإصابة، وهناك معالجات يمكن أن تستخدم لمرة واحدة، وهي كافية ليشفى المصاب من النخاليّة المبرقشة، مع ملاحظة أنّ التغيرات التي تحدث على لون الجلد بسبب الإصابة بالنخاليّة المبرقشة قد تحتاج لعدة أسابيع كي يرجع الجلد إلى لونه الطبيعي، لذلك لا داع للقلق، ويجب الانتباه إلى عدم تكرار المعالجة بشكل تلقائي من قبل المريض بسبب بقاء اختلاف في لون الجلد بعد استخدام العلاج للمرة الأولى.
يمكن أن تظهرالنخاليّة المبرقشة في الأعوام التالية عند بعض الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، ويعود ظهورها إلى استمرار العوامل المؤيدة لظهورها كالتعرق المفرط أو فرط الإفراز الدهني، ولذلك يمكن للطبيب أن يصف للمريض مضادات فطرية على شكل شامبوات يمكن استخدامها على المدى الطويل لمنع النكس.
ما يجب تذكره عن النخاليّة المبرقشة:
النخاليّة المبرقشة لا داع للقلق من ظهورها. فهي من الأمراض الجلدية البسيطة والغير معدية، ويمكن معالجته بسهولة. أما عند الأشخاص الذين تتكرر الإصابه به عندهم فمن المهم محاربة العوامل التي تعزز انتشار العامل المسبب له.
إقرأ أيضاً:
علاج الفطريات بين الأصابع بالأعشاب
كيفية علاج الفطريات بين أصابع القدم