تجري أحداث رواية بيريرا يدعي في لشبونة المدينة البرتغالية في فترة الحكم الديكتاتوري تحت قيادة “سلازارو” في أثناء الحرب الأهلية الإسبانية بعد الانقلاب العسكري “لفرانكو”، و الذي كانت تدعمه الحكومة البرتغالية آنداك، وصور أنطونيو تابوكي كاتب هذه الرواية في عدة مشاهد الرقابة الشديدة على الصحافة في تلك الفترة، فمثلا لم يكونوا رؤساء التحرير يحبون أن ينشرون القصص الفرنسية، لأن الحكومة كانت لا تحبهم وهي إلى صف ألمانيا أقرب، نهيك على نشر المقالات المعارضة للحكم الديكتاتوري، وكانت الوسيلة الوحيدة لمعرفة مايجري هي تناقل الخبر بين ألسنة الناس.
ملخص رواية بيريرا يدعي
بطل قصتنا بريريرا كان جزءا من منظومة العمل الصحفي لكن في قسمها الثقافي، كان مديرا لصفحة ثقافية في جريدة لشبونة، وكان بعيدا كل البعد عن السياسة أو هكذا كان يدعي، عاش حياة رتيبة بعد وفاة زوجته التي لم يرزق منها بولد بسبب مرضها، وكان يتحدث إلى صورها في كل شؤونه، كان كاتوليكيا لكن لا يؤمن بقيامة الجسد و إذا به شدته مقالة وقع عليها حول تأملات في الموت كتبها رجل اسمه “فرانسيسكوا منتيروروسي” هذا الرجل كان نقطة تحول في حياة بيريرا لاحقا.
قرر بيريرا أن يتصل بروسي ليعرض عليه وظيفة في الجربدة؛ كان روسي من داعمي المعارضة للحكم الديكتاتوري ما تبين لبيريرا ذلك و إن كان قد لحظه في أول الأمر من خلال المقالات التي كان روسي يسلمها للجريدة لكن لم يستطع نشرها لأنها كانت تخالف سياسة الصحيفة، لكنه أيضا كان يحتفظ بها و كان لا يدري ما سر احتفاظه بمقالاته إن لم يكن ستنشر، هنا يمهد الكاتب لظهور أنا مخبوئة في نفس بيريرا، في خضم هذه الأحداث كان بيريرا يزور مصحة للعلاج، التقى بطبيبه “كاردوزو” والذي شرح له فكرة كانت تفسر لماذا كان يحتفظ بمقالات روسي على الرغم من حساسيته ضدها و عدم رضاه عنها.
ولماذا لم يفصل روسي من عمله وظل كلما احتاج المال أعطاه له على الرغم من مايمكن أن يسببه له من متاعب و مشاكل؛ هذه النظرية تدعى بكنفيدرالية الأرواح و تقوم النظرية على أن الإيمان بروح واحدة مكتملة بحد ذاتها هو محض وهم و أن الشخصية تشبه الدولة الفدرالية بين أرواح متعددة،
نحن نملك في داخلنا أرواح متعددة تتحد فيما بينها ضمن فدرالية تحت سيطرة الآنا الأعلى المهيمن هذه الآنا ليست كل الأرواح أو كل الأنوات و قد يحدث تظهر أنا آخرى تبرز و تكون أكثر قوة من الآنا السابقة فتسيطر على حكومة الدولة الفدرالية، هل يعني أن هذه الآنا جديدة؟ لا هي كانت في داخلنا لكنها كانت خاضعة تحت سلطة الآنا القديمة، قد تطيح أنا بآخرى سريعا أو قد يأخد الإنقلاب وقتا طويلا، و أحيانا تبرز عند الإلتقاء بأشخاص يحملون نفس هذه الآنا أو التعرض لمواقف، لذالك لا يمكن للإنسان أحيانا أن يكتشف نفسه مالم يعرضها للمواقف و الناس.
رواية بيريرا يدعي عموما لا تحمل مفاجأت أو تفاصيل مثيرة بدأت برتم بطيء استمرت حتى الحوار الذي دار بين بيريرا و الطبيب و لا تحمل فلسفة كثيرة باستثناء هذه الآخيرة.
إقرأ أيضاً:
مدن الملح للكاتب عبد الرحمن منيف