هل الاكتئاب دافع للعنف والعدوانية؟ الاكتئاب هو مرض نفسي، عبارة عن اضطراب مزاجي. يتجلى في هيمنة المشاعر السلبية ،الحزن الدائم ،فقدان الشغف و الأمل، والشعور بعدم قيمة الحياة.
نعرف جميعا الاكتئاب. مررنا به من قبل، أو مر به أحد المقربين منا. و يُلاحظ أحيانا بشكل كبير تأثيره على سلوك الفرد في حياته اليومية. فهل يتضمن هذا التأثير سلوكيات عنيفة؟ و هل يشكل المكتئب خطرا على من حوله ؟ و هل لديه دوافع للأذية والضرب؟
أعراض الاكتئاب
للاكتئاب أعراض عديدة، منها على سبيل المثال اليأس، صعوبات التركيز و النوم ،اضطرابات الطعام و المزاج، فقدان مختلف الرغبات..
كل هذا بشكل طبيعي يجعل المصاب بهذا المرض قلقا و عصبيا وأقل قيمة من الآخرين، مما قد يسبب شعور الحقد و الرغبة في ممارسة العنف لدى بعض الاشخاص على الآخرين.
ومن الجدير بالذكر هنا أن مريض الاكتئاب، قد يرغب في تعنيف نفسه، أو تتكون لديه ميول مازوخية مع مرور الزمن وتفاقم المرض بدون اللجوء إلى مختص.
في دراسة تم القيام بها في دورية للطب النفسي بالسويد، تبين أن المصاب بهذا الاضطراب، يكون أكثر ميلا للعنف و السلوكات العدوانية بواقع ثلاث مرات مقارنة بغير المصاب به.
هل الاكتئاب دافع للعنف والعدوانية؟
لكن هذا لا يعني أن مريض الاكتئاب عنيف حد الخطر، تجاه نفسه أو تجاه الآخرين. ففي دراسة أخرى، تمت من طرف سينا فاضل، بجامعة اكسفورد تبين أن الجرائم العنيفة التي يرتكبها مرضى الاكتئاب هي أقل عددا بكثير مما يتم من طرف ذوي انفصام الشخصية أو المصابين بالذهان ، أو مدمني الكحول و المخدرات..
أما الجمعية الألمانية للطب و العلاج النفسي، فقد صرحت في دراسة سنة 2015 بأن السلوك العدواني و الضرب والتعنيف قد يكونون مؤشرات قوية على الاكتئاب لدى الرجال، أما لدى النساء فهو جد مستبعد.
و يؤكد ذلك الدكتور انور سالم العواودة باجابته لتساؤل أحدهم على أحد المنتديات، بأن المصاب بالاكتئاب قد يحول غضبه و حزنه لسلوك عدواني مع مرور الوقت، لكن ذلك أساسا يعتمد على نوع الاضطراب النفسي الذي قد يكون الاكتئاب جزء منه أو أحد أعراضه، لا المرض النفسي بالأساس.
من المهم جدا ختاما الإشارة إلى أن ما يحتاجه مريض الاكتئاب أو أي مريض نفسي هو ليس أن نخشاه ، بل أن يتم احتواؤه، فهمه و علاجه. و من الضروري التأكيد على أهمية زيارة مختص نفسي أو طلب المساعدة عند بزوغ شك عن اضراب نفسي يخصك أو يخص قريبا منك.