الغضب هو انفعال يحدث لعدة أسباب، أما أسباب الغضب في علم النفس بالخصوص فهي عديدة. وهذا وفق أحوال الشخص الاجتماعية والنفسية …، فالغضب هو شعور يمكن أن يكون إيجابيًا أو سلبيًا. وعليه سنتناول في هذا المقال بالعرض والمناقشة بواعث الاهتياج في علم النفس.
ما هو الغضب؟

علل الغيظ في علم النفس
الغضب هو أحد المشاعر التي تنشأ غالبًا عندما يشعر شخص ما بالظلم أو الإحباط. إذ عادة ما يغضب الناس عندما يشعرون أن حقوقهم قد تعرضت للانتهاك أو الإهانة أو التهديد أو الأذى بطريقة ما.
الغضب هو عاطفة مهمة. حيث قيل أنها تساعد البشر على البقاء على قيد الحياة. كما أنه شعور ينشأ عندما يتعرض الفرد للتهديد أو يحس أنه تعرض للظلم. إضافة إلى أنه يمكن أن يساعد في المواقف التي يحتاج فيها الشخص إلى حماية نفسه أو عندما يحتاج إلى حل مشكلة ما.
يساعد الغضب في الشفاء الذاتي لجميع أنواع الألم والضعف النفسي. إذ أنه عندما تشعر بالإحباط أو عدم القدرة على فعل شيء ما، فإن هذا العجز والضعف يترجم إلى حالة فورية من الغضب. حيث يوفر إحساسًا والشعور بالسيطرة. فالاستعانة بالغضب يدعم الشعور بالقوة الذاتية.
فسيولوجيا الغضب
عند الغضب، تحدث العديد من الأحداث الفسيولوجية المعقدة في الجسم، من بينها إطلاق اللوزة الدماغية إشارات تحذيرية. إذ تعتبر الجزء المسؤول عن تحذير البشر من التهديدات. حيث يؤدي ذلك إلى تفاعل الإنسان قبل أن تتحقق القشرة الدماغية من معقولية الاستجابة.
يتم إفراز مواد كيميائية عصبية داخل الدماغ. ومن بينها مادة الكاتيكولامينات. حيث يتسبب ذلك في تدفق الطاقة في الجسم لبضع دقائق؛ ونتيجة للرغبة في اتخاذ إجراءات وقائية فورية، يتم إطلاق العديد من النواقل العصبية والهرمونات؛ مثل الأدرينالين والنورادرينالينnoradrenalin. مما يؤدي إلى حالة دائمة من الإثارة والاستعداد.
طرق التعبير عن الغضب
غالبًا ما يتم التعبير عن الغضب بطرق مدمرة. إذ إن بعض الطرق التي يمكن أن يكون فيها الغضب مدمرًا، هي عندما يؤدي إلى العنف، أو عندما يقلل من الإنتاجية في ميدان العمل، أو عندما يضر بالعلاقات الاجتماعية بين الأفراد في المجتمع.
من المهم أن تكون على دراية بالعلامات، التي تشير إلى أن شخصًا ما يعبر عن غضبه بطريقة مدمرة. لكي تتخذ الخطوات المناسبة لتقليل الضرر الذي يحدثه الغضب.
تشمل الطرق الفعالة للتعامل مع الغضب، الانخراط في التفكير المدروس. إضافة إلى تهدئة العقل، والاعتراف بالحاجة إلى إعادة بناء العلاقات. كما أنه من المهم أيضًا أن يكون لديك آليات تأقلم صحية في حالة حدوث نوبات الغضب.
الغضب عاطفة مهمة لها فوائد عديدة. ومع ذلك، يمكن أن تكون مدمرة أيضًا إذا لم يتم التحكم فيها. إذ أنه من المهم أن تكون على دراية بالعلامات التي تدل على أن شخصًا ما غاضب وأن تتخذ خطوات لتقليل الضرر الذي يحدثه.
أسباب الغضب
بعض الأسباب التي تدفع الأفراد للتعبير عن الغضب، هي المطالبة بالاحترام أو الانتقام أو لجذب الانتباه. حيث إنه من المهم أن تدرك كيف يعبر المرء عن غضبه من أجل تجنب إيذاء الآخرين أو الإضرار بالممتلكات الخاصة أو العامة.
تختلف أسباب الغضب عند الأفراد في المجتمع باختلاف أعمارهم. إذ أنه في الغالب ما تكون أسباب غضب الأطفال مثلا، هي القواعد والمتطلبات الصارمة واللامبالاة وعدم القيام بمهمة معينة.
بالنسبة للكبار، ينشأ الغضب من الرفض والحرمان والاستغلال والخيانة والإذلال…، إلخ. كما أنه هناك العديد من أسباب الغضب التي تختلف من شخص لآخر. بما في ذلك: اضطرابات مختلفة ؛ مثل إدمان الكحول أو المخدرات.
قد تكون مشاكل الغضب ذات أسباب وراثية. حيث تكون أكثر انتشارًا بين الأشخاص الذين يعيشون مع والديهم الذين يعانون من نفس المرض.
يمكن أن تساهم ظروف حياة الشخص والإجهاد وسوء المعاملة. إضافة إلى الوضع الاجتماعي المتردي والمشاكل العائلية إلى تكوين الغضب. لكن مع ذلك فقد تلعب العوامل الوراثية وقدرة الجسم دورًا في معالجة بعض المواد الكيميائية والهرمونات المسؤولة عن الغضب ، لأنه إذا حدث خطأ ما في الدماغ ، فسيواجه الشخص صعوبة في إدارة عواطفه.
علاقة الغضب بعلم النفس

أسباب الغضب في علم النفس
إن علاقة الغضب بعلم النفس وطيدة. فهذا العلم يعطينا تفسيرات موضوعية وعقلانية عن الغضب كشعور نفسي. رغم أنه يحدث لعدة أسباب. إلا أن أسباب الغضب في علم النفس مهمة، ويجب معرفتها لإيجاد الحلول اللازمة لمثل هذا الانفعال.
الغضب هو شعور، أو عاطفة اجتماعية، تثير العديد من المشاعر الإنسانية، مثل الألم الناتج عن الأفكار الغاضبة؛ لذلك يحمي الناس أنفسهم. حيث يتخذون الاحتياطات، ويغيرونها دون الشعور بالغضب؛ لأنه يفضل أن يفعل ذلك عندما تنفجر عواطفه، ويتشتت انتباهه مؤقتًا عن السبب الرئيسي. إذ يمنعه ذلك من التعامل المباشر مع المشاعر الحقيقية.
أسباب الغضب وفق علم النفس
إن بواعث الاهتياج في علم النفس عديدة، لكن السبب الرئيسي لهذا الشعور هو البيئة البشرية المحيطة بالإنسان. إضافة إلى الأحداث التي يواجهها فيها، مثل:
- تعقد المواقف الأسرية والاجتماعية.
- الشعور بالتزامات مالية مرهقة.
- المعاناة من سوء المعاملة والعنف.
- المطالب والضغوط التي تتجاوز قدرة المرء.
- إدمان الكحول وأمراض أخرى.
- العيش في عائلة مع غضب لا يمكن السيطرة عليه.
- عدم قدرة الجسم على التحكم في التغيرات الكيميائية والهرمونية.
- الشعور بالتهديد أو الرفض أو الخوف من الخسارة.
أسباب أخرى للغضب في علم النفس
ليس من المرجح أن يستجيب جميع الأشخاص لنفس الأحداث بنفس الطريقة. إذ إن بواعث الاهتياج في علم النفس مختلفة، ولكن العديد من الخصائص والعوامل النفسية تتداخل في كيفية حدوث الاستجابات، بما في ذلك:
سمات الشخصية
يميل الأشخاص الذين يتمتعون بسمات معينة مثل النرجسية أو التنافسية، إلى أن يكونوا أكثر عرضة للغضب. كما أن بعض الأشخاص المزعجين هم أكثر عرضة للغضب من الأشخاص الهادئين، الذين يتباطأون في التصرف ولا يغضبون سريعًا، بسبب نفس المنبهات.
الطفولة والنمو
يتعلم الأطفال في سن مبكرة جدًا، كيفية التعبير عن الغضب والتعامل معه. من خلال مراقبة سلوك والديهم ومحيطهم. إذ غالبًا ما يكبرون مع هذه السلوكات، بينما يراقب الأطفال والديهم ويستجيبون للأشياء. يمنحهم ذلك هدوءا ومزيدًا من التحكم والصبر في التعامل مع المواقف المختلفة التي تواجههم خلال مسيرة حياتهم.
تراكم عدة محفزات
قد لا تكون الاستجابات العصبية نتيجة لحدث حالي ظاهر. بل نتيجة لظروف وعوامل فسيولوجية وبيولوجية، ظهرت قبل الحدث المحفز، مثل الإحباط من موقف في العمل.
سوء فهم للمواقف
كيفية تقييم الناس للموقف الذي يواجهونه، هو أحد العوامل الرئيسية، التي تحدد متى يكون الشخص غاضبًا. فعلى سبيل المثال: مقاطعة شخص ما في حركة المرور وعرقلة ذلك. حيث إنه إذا قام بتحليل الموقف، فقد لا يثير غضبه، لأن العرقلة ناتجة عن نقص ما في نظام المرور عامة وليس متعمدا من شخص ما. لكن في المقابل قد يغضب شخص آخر في هذه الحالة. إذ يعتقد أن الانسداد متعمد. وذلك راجع لسوء فهمه لهذا المواقف.
طرق إدارة الغضب
لإدارة الغضب والتحكم فيه، اتبع بعض الاستراتيجيات الأساسية، بما في ذلك:
- حدد الغضب قبل أن يتصاعد.
- العد إلى عشرة.
- تنفس ببطء وعمق.
- ممارسة الرياضة
- الاسترخاء.
- ابحث عن طرق للابتعاد عن المحفزات.
- التحدث مع شخص ما عن الشعور بالغضب.
- من الأفضل المتابعة مع خبير، يوجه الشخص بالطريقة الأنسب للتعامل مع المشكلة.
الغضب شعور طبيعي. لكن التعبير عنه بشكل غير لائق يمكن أن يؤدي إلى سلوك، لا يمكن السيطرة عليه، ولكن هناك العديد من الاستراتيجيات والطرق للمساعدة في تعلم كيفية التحكم في الغضب قبل حدوثه. إذ إن الخطوة الأولى والأكثر أهمية لا تزال هي إدراك أن الغضب هو مشكلة، يجب السيطرة عليها بعناية وفعالية. وللوصول لذلك وجب معرفة مسبباته، خاصة أسباب الغضب في علم النفس، إذ إن هذا العلم يعطينا تفسيرات موضوعية عن هذا الشعور.
اقرأ أيضًا:
هل الشخصية الحدية تختلف عن الشخصية السريعة الغضب ؟ أعرف الإجابة