قراءة لرواية “إذْمَا” .. تسعة كنوز وتسعة أوامر حتى تجدني
قراءة لرواية “إذْمَا”
إذما رواية تأخذ بيدك في رحلة للبحث عن الذات، عن نفسك التي قد تفقدها وسط تفاصيل الحياة اليومية، في خضم صراعات الحياة، وربما في صحبة الأشخاص الخطأ، فنحن نصدق نسخة نفسنا التي نراها في عيون من نصحبهم؛ فإذا ما كانت الرفقة سامة ماتت نفسك الحقيقية وتبدلت بالنسخة المشوهة التي تراها في أعينهم، حتى انك تصدق ان تلك النسخة انت وتتعامل على هذا الأساس..
متى تسترد نفسك؟
إجابة هذا السؤال تحملها رواية “إذْمَا”، للكاتب محمد صادق،هو روائي مصري، من مواليد القاهرة ١٩٨٧م، صدرت له خمسة أعمال روائية وحققت نجاحا كبيرا وتصدرت قوائم الأكثر مبيعا في المكتبات: “طه الغريب”، “بضع ساعات في يوم ما”، و”هيبتا”، و”انستا حياة”، و “انت”..
تم تحويل رواية هيبتا إلى فيلم سينمائي يحمل الاسم نفسه وتحويل رواية انت لعمل درامي..
شخصيات الرواية
_ عيسى عبد الآخر العسال، الشهير ب”عيسى الشواف” :
البطل الذي تاه عن نفسه وأحلامه في عمر ٣٦..
_ سيرا البندارب: النجمة والفنانة المشهورة، صديقة الدراسة التي تصغره بعامين ، التي تعود له لتنفذ وعد قطعته له منذ ١٨ عاما..
_ آن وياسين وهيثم وشمس ودرية :اصدقاء عيسى وشركاء رحلة البحث.
_ أسماء : طليقة عيسى، شخصية سامة نجحت أن تُفقد عيسى القديم نفسه..
حكاية”إذما”
يبدو الاسم غير مألوف إِذْمَا، وهي كما يخبرنا الكاتب في الرواية على لسان عيسى؛ وهو يشرح سر تسمية لعبته بهذا الإسم:أداة شرط جازمة لكنها نادرة الإستخدام وهي ببساطة دمج”إذا”، “ما”، تجزم فعلين مضارعين بعدها..
إذا.. ما.. ماذا بعد؟
تبدأ الحكاية مع عيسى ذو ٣٦ عاما مطلق، محبط، وحيد، في شقة شبه فارغة، مع الكثير من الذكريات السيئة بين تلك الجدران..
وفجأة يأتيه صوت سيرا الصديقة القديمة، التي تطلب مقابلته، وتذكره بعهد قطعه عليها منذ ١٨ عاما، حافظت هي عليه رغم نسيانه هو شخصيا له..
هناك من يحافظ علينا حتى لو فرطنا نحن في نفسنا
سيرا نموذج الصديق الإيجابي في حياة عيسى، آمنت بكل آحلامه وصدقت كل الوعود، معها يبدأ عيسى بتلقى أوامر “إذما” لعبته التي أعدها منذ ١٨ عاما ووجه فيها رسائل من عيسى الصغير لعيسى الكبير، واضعا إحتمالين: ان عيسى حقق آحلامه وأصبح كما يريد، أو أنه فقد نفسه وعليه أن يستعيدها ويعمل ليصحح مسار حياته.
أوامر إذما
يبدأ عيسى في تلقى أوامر إذما من عيسى الصغير، فيتذكر نفسه القديمة شيئا فشيئا، كمن يزيل الغبار عن روحه وحياته وأحلامه، وكلما كاد يقع أو يتراجع وجد سيرا مرآة ينعكس فيه عيسى الذي فقده، تؤمن به، تهتم بتفاصيله مهما كانت صغيره، تؤكد له انها كانت أكثر من يؤتمن على نفسه التي خبأها كآمانة معها..
رحلة للتعافي
رواية إذما هي رحلة للتعافي من أثر شخصية سامة، وحياة سامة، رحلة إيجاد نفسك الحقيقية تلك النسخة السعيدة منك لأنها تُشبهك حقاً، مع عيسى ستجد نفسك تسأل نفسك تلك الاسئلة التي طرحها عيسى الصغير على عيسى الكبير، تجاوب معه، وتتحرك معه في رحلة البحث، وما أن تنتهي من قراءة الرواية حتى تشعر انك أفضل، اسعد، وتلك بصمة”إذما” على القارئ..
الكاتبة /
شيماء أحمد
إقرأ أيضًا
رواية ثاني أكسيد الحب ” ملخصة “