مدينة الأشباح ووهان فيروس قاتل ومناظر تقشعر لها الأبدان، وأناس يسقطون أرضًا، لا سائرًا يسير ولا طائرًا يطير، هكذا بدأت الأيام تذبل مع كوفيد – 19 الذي دخل لحياتنا بدون سابق إنذار غير لنا كل شيء، في رمشة عين كل الأحاسيس صارت مرتعشة، ومليئة بالخوف والحزن، كل المفاهيم والأفكار أصبحت مشوشة هل نتقدم إلى الأمام أم نرجع إلى الوراء ونختبئ وراء الجدران، خوفًا من فيروس يتربص بنا أينما ذهبنا.
لم يعد لنا الحق في العيش أو في التلذذ بطعم أوقات نقضيها مع الأصحاب والأحباب، بل كل واحد منا صار يخاف من الآخر، حرمنا أنفسنا من اقتناء ما اعتدنا عليه نفكر في كل مبلغ ولو بسيط، لأننا نخاف من المستقبل، ونخاف مما ينتظرنا فهذا هو فيروس كورونا.
ما فيروس كورونا (كوفيد -19)
هو مجموعة من الفيروسات الكثيرة، التي تشكل خطر على الجهاز التنفسي، وخطورتها تتفاوت كنزلات البرد والحمى والسعال والعياء وتصل درجة الخطورة إلى ضيق التنفس والموت.
ظهر فيروس كورونا في ووهان، سنة 2019 أواخر ديسمبر كان فيروسًا غامضًا إلى أن بدأت تظهر خطورته بسرعة انتشاره الكبيرة، ليس هذا فحسب بل إن الشخص المصاب، يحمل الفيروس بدون ظهور أي أعراض عليه لمدة 12 أو 14 يوم، وينشر العدوى في محيطه بسرعة خطيرة.
تنتقل العدوى بكوفيد – 19 عبر ملامسة الأسطح الحاملة للفيروس، أو المصافحة أو الاتصال المباشر، ولكن هناك طريقتين فعالتين للوقاية منه وهما الكمامة والتعقيم بالمعقمات الكحولية أو الماء والصابون.
رغم كورونا فالحياة تستمر
حرمنا من أشياء وفقدنا أحباب وأصحاب، وتولدت لدينا أحاسيس جديدة، ومشاعر مركبة ممزوجة بالخوف من المستقبل، وقوة الإيمان بأننا لم يصيبنا إلا ما كتب الله علينا.
منذ عام 2019 تغيرت فينا الكثير في عاداتنا وعلاقاتنا، ومع مرور الأيام أصبحنا نفتقد بريق الحياة، كأننا فقط نريد أن نمر مرور الكرام، هذا ما خلفته لنا كورونا هذا ما صرنا مبرمجين عليه، وهنا بدأت تظهر لنا العديد من الظواهر الغريبة والمرعبة منها الانتحار أو جرائم قتل، أشياء لا يقبلها العقل هنا تظهر لنا أنها فعلًا حرب خفية، تجعل الإنسان يكره نفسه ويمقت حياته ويدخل في صراع قوي بين نفسه والحياة اليومية ومتطلباتها.
الحياة قبل كوفيد – 19

أيام تذبل مع كوفيد – 19
قبل عام 2019 أي قبل ظهور كوفيد – 19 كانت العلاقات الأسرية لا تنقطع، والسهرات العائلية بين الأصدقاء والخروجات الترفيهية ولكن في ذاك الحين لم نكن نعرف وزن الحياة، إلى أن صرنا نعشق ونتمنى أن تعود الحياة كما كانت في السابق.
من منا لا يردد في نفسه في كل لحظة وفي كل دقيقة يا ليت الحياة يلمع بريقها من جديد ويا ليت الأضواء تلمع في ثنايا أيامنا ولحظاتنا، لم يبقى لنا سوى الذكريات ولكن لن ننهزم بل سنستمر، سنداوي جروحنا ونتضامن من جديد لأن لأنفسنا علينا حق ولأن حياتنا أمانة بين أيدينا، يلزم علينا الحفاظ عليها.
كوفيد – 19 فعلًا أخذ منا الكثير ولكن علمنا الكثير، علمنا الصبر والتضامن وكيف ندبر حياتنا، وأحسسنا بقيمة من حولنا وتعلمنا أيضًا أن نضع دائمًا أمام أعيننا كل الاعتبارات وأن ننتظر كل شيء من الحياة، لأننا لا نعلم ما هو مخبئ لنا غدًا أو بعد غد.
وأخيرًا ما دام إيمانك قوي ونيتك صافية على قدر النوايا تكون العطايا، لا تسمح لأي شيء أن يهزمك ويكسر إرادتك، فالمعجزات وليدة الرجال المتحدين.
اقرأ أيضًا:
مواقع التواصل الإجتماعي في مواجهة كورونا
الآثار الجانبية الناجمة عن لقاحات كورونا