مقدمة
تعتبر الصحّة من أساسيات الحياة. كما أنها من أكبر العوامل التي تكون سببا في سعادة الإنسان و أنها تحميه من الوقوع في الاكتئاب والمشاكل النفسية. و نعلم أن صحة الجسد عندما تكون قوية فإنها تعود على صاحبها بالنفع في كل المجالات وتجعل تفكيره في أحسن حالته مع أنها تساهم بشكل كبير في نجاح العلاقة الزوجية و إنقاصها من المشاكل النفسية. إضافة الى ذلك فإنها تُنتِج ثقةً كبيرة في النفس و تحسين المزاج و استرخاء الأعصاب. لكن عند إهمال الصحة الجسدية و عدم الاعتناء بها فإنها تَتْلُفُ و تَضعُفُ حتى تتلاشى . وعند ضعفها فهذا يعني ظهور الأمراض و المشاكل و العلل التي تسبب إضطرابات نفسية قد تكون حادة عند بعض الناس. و هذا يعني انهيار الشخص و حياته. خاصة عندما يكون الشخص شابا.
إنّ ضعف الصحة عند الأشخاص تجلب كثيرا من الإضطرابات والمشاكل الجسمية التي تعيق صاحبها في كثير من الأمور كالاستقرار في العمل . ومن المشاكل التي تسببها ، ضعف الثقة في النفس ، ضعف شخصية الشخص و ضعف نفسيته و تعكر مزاجه ، مع أنها تأثر سلبيا على سعادته حتى في الأوقات السعيدة.
الوقاية خير من العلاج
الكثير من الناس في هذا العالم لا يهتمّون و لا يكترثون لأمر صحَّتهم سواء كانت في حالة جيدة أو سيئة. بل هم كثيرون الذين لا يكترثون حتى و صحتهم في منطقة خطر . إنّ أحسن الأمور و الحِكَمِ هي الوقاية خير من العلاج . لكن حتى لو وقعنا في عِلَّةٍ أو مرض ما فمن الضروري أن لا نيأس و لا نسأم و لا نكسل على العلاج ، فهناك من الناس من يسأم العلاج في بدايته و هذا بسبب الكسل أو التَلَهُّفِ إلى ظهور نتيجةٍ فورية ، خاصةً من كان يعالج نفسه علاجا طبيعا ، و إنّ أفضل العلاج العلاج الطبيعي. صحيح أنّ نتيجة العلاج الطبيعي يطول ظهورها ، لكن لو ظهرت فإنها ستكون فعالة و مفيدة جدا. نعم لا ننسى الأدوية الموصوفة من عِنْدِ الطبيب لأنها مفيدة هي أيضا ، لكن الأفضل في الطبيعي.
حديثنا اليوم في هذا المقال يدور حول عِلَّةٍ توهِنُ و تتعب صاحبها جسديا و نفسيا ؛ ألا و هي عِلَّةُ الإنزلاق الغضروفي و العصب الوركي و الذي نعرفه باسم عرق النسا . و هو معروف بإحداث ألمٍ كبيرٍ و قويّ لدى المريض . كما أنه مزعج لدرجة أنّ المريض لا يستطيعُ الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة.
مسببات الإنزلاق الغضروفي أو عرق النسا
يحدث الإنزلاق الغضروفي أو عرق النسا عند الأشخاص الذي يجلسون كثيرا و الذين لا يتحركون كما يجب كؤلائك الذين يقعدون في كرسيٍ أمام الحاسوب لفترات طويلة أو الذين يعملون في مكتب يُطِيلُونُ فيه الجلوس و يقلِّلون الحركة ، كما أنه يصيب الذين يقفون لفترات طويلة من دون حركة ، و من أسبابه أيضا الإصابة في أسفل العمود الفقري إثر حادث وقوع أو حركة خاطئة أو تعريضه للضغط لا يحتمل ، و هناك أيضا حلات من الذين يؤخذون الحقن في منطقة الورك ، فقد تصيب إبرة الحقنة العصب الوركي و تسبب عرق النسا.
أعراضه
عند الإصابة بالإنزلاق الغضروفي أو عرق النسا ، هناك أحاسيس تخبرنا أننا أُصِبْنا به . و أنّ هذه الأحاسيس تتمثل في الألم أسفل الظهر عند الإطالة في الجلوس أو الوقوف و يمتد هذا الألم لفترة طويلة. و يُحدِثُ عرق النسا الألم على مستوى القدم ، من الورك إلى أسفل القدم مع وقوع تنميلٍ و وجود صعوبة في حركة القدم . من تصيبه هاته الأعراض فلا خوف عليه لأنه يستطيع أن يشفى و يرجع إلى حالته الطبيعية إذا كان ملتزما لا يسيطر عليه الكسل و الذين هم في حالة حرجةٍ فيجدون صعوبة في إخراج البول و البراز. وأنهم لا يستطيعون أو يصعب عليهم الوقوف على أصابع القدم. وأنّ الألم عندهم يستمر لفترات طويلة. فهؤلاء محتاجون إلى عملية جراحية. وهاته الأعراض قليلة بالكاد تصبح نادرة. فهناك ثلاثة بالمئة من الأشخاص الذين تظهر عندهم أعراض كالصعوبة في إخراج البول و البراز و الصعوبة في الوقوف على أصابع القدم.
ماذا يحدث عندما تصاب بالإنزلاق الغضروفي أو عرق النسا
في العمود الفقري توجد فقرات موضوعة فوق بعضها ، يوجد بين كلّ فقرة و فقرة غضروف و هو حلقة ليفية تتكون من 70% كولاجين و هو أحد أنواع البروتين و 30% بروتيوغليكانات ، و البروتيوغليكانات هي خليط من كلمتين الأولى بروتين و الثانية غليكانات و هو أحد أنواع الكربوهيدرات ، وفي داخل الحلقة الليفية توجد النواة اللبية و هي مادة سائلة تشبه الهلام و تتكون من 65% بروتيوغليكانات و 15% كولاجين .
في أسفل الظهر توجد القطنية و هي تتكون من خمس فقرات ، يبدأ العصب الوركي من بين الفقرة 4 والفقرة 5 و هو أطول الأعصاب و أعرضها ، عند الإصابة ، يتهشّش الغضروف و يَقِلّ سُمكهُ و تسيل المادة السائلة الى الخارج ، فتقع فقرة على أخرى مما يؤدي هذا إلى الضغط على العصب الوركي فيُحدِثُ له اختناق يسبب الإلتهاب و من ثم ظهور الألم على مستوى كلّ العصب فنتحسَّس الألم و التنميل في القدم ، و هناك دراسة تقول أن سبب عرق النسا هو فقدان الإنحناء الطبيعي للقطنية ، إي الإنحناء أسفل الظهر ، فالشكل الطبيعي للعمود الفقري أسفل الظهر يكون منحنيا كالقوس ، عند فقدان هذا الإنحناء يصبح العمود الفقري أسفل الظهر مستقيما فتَنضَغِطَ الفقرات على بعضها ، و بذلك تؤثر على العصب الوركي مما يسبب الألم ، لكن كل هذا له علاج يساعد المصاب على الشفاء ، و إنّ هذا العلاج يعتمد على إرادة و التزام الشخص.
العلاج
نعلم كلنا أنّ الوقاية خير من العلاج ، لكن ماذا لو أصبنا بالعلةّ ما؟ … إنّ خير العلاج هو العلاج الطبيعي ، لأنّه يُذهِبُ الضرر و آثاره كلها ، نعم قد تطول ظهور نتيجة العلاج الطبيعي لكن عند ظهورها فهي مفيدة جداً ، و أيضا العلاج بالأدوية المصنعة التي يصفها الطبيب مفيدة ، لكن ليست فعالة كالعلاج الطبيعي ، و إنّ علاج الإنزلاق الغضروفي و عرق النسا صنفان ، الصنف الأول بممارسة التمارين الرياضية الملائمة ، و الصنف الثاني النظام الغذائي الواجب اتباعه ، أما العلاج بالرياضة فيكون بتمارين الإطالة و التَّمديد كتمرين جيفريسون كيرل .
من الواجب على المريض أن يمارس تمارين التمديد و الإطالة كل يوم ، لأن هاته التمارين تساعد العمود الفقري على تمدد و هذا يعني تمدد الحلقات الليفية ، و من ثم يقوى سمكها ، مما يؤدي إلى رجوع الفقرات إلى مكانها الطبيعي ، و بالتالي يرتاح العصب الوركي الذي يخرج من بين الفقرات التي كانت مصابة. أما العلاج بالنظام الغذائي فيكون بتجنب الأطعمة المسببة للالتهابات ، اي السكر و الكاربوهيدرات المكررة و منتجات الدقيق و الزيوت النباتية التي تحتوي على أحماض الأميغا 6 الذهنية مثل زيت الذرة و الصويا مع الصيام المتقطع ، تناول أحماض الأوميغا 3 الذهنية كزيت السمك و كبد الحوت ، و أخيرا تناول الفيتامين d فهو مضاد إلتهابات طبيعي و يمكن أن يساعد إلى حد كبير عند وجود الألم في أسفل الظهر ، أما نقصه فيسبب الألم و الألم يعبر عن نقص هذا الفيتامين.
إنّ اتباع هاته النصائح و العلاجات بالتزام و بنظام و جدية يُظهِرُ نتيجة جدّ فعالة و مشفية.
إقرأ أيضاً:
علاج الانزلاق الغضروفي بالحجامه
علاج عرق النسا في الرجل اليمنى