قبل التأهب لـ دعم مريض السرطان نفسياً وعاطفياً يجب العلم أن المصاب بالسرطان لا يجب أن يمتلك سيكولوجية المريض، وإنما أن يشعر في قرارة نفسه أنه مُحارب، يواجه مرض خطير يعجز الطب أمام مواجهته، إلا أنه بفضل المعجزات الإلهية وإيمانه بالله وبنفسه، سوف يردع هذا المرض المقيت ليعود لحياته الطبيعية مرة أخرى.
تعريف مرض السرطان؟
هو مرض شرس يتسبب في قتل شخص، ضمن كل ستة أفراد يتوفون حول العالم، حيث يُصيب الفرد من خلال نمو الجذور الحرة والخلايا المنقسمة، التي تتسبب في دحر الأنسجة والخلايا السليمة داخل الجسم.
معلومات عن مرض السرطان
- هو المتسبب رقم اثنين في الوفاة حول العالم بعد أمراض القلب.
- حوالي 9.6 مليون شخص، يلقوا مصرعهم بسبب السرطان سنوياً
- يتم وضع رموز عبارة عن أرقام رومانية، تعبر عن مراحل السرطان من رقم I حتى رقم IV، كلما كان مرض السرطان مستفحل، أخذ رقم أكبر.
- يمكنك الوقاية من ثلث أنواع السرطان من خلال اتباع حياة صحية كممارسة الرياضة وتناول الأطعمة الغنية وتجنب التدخين.
- 22 % من ضحايا السرطان، مُدخنين ومتعاطين للتبغ و معاقرين للخمور.
- معظم حالات وفاة مرض السرطان تكون في الدول النامية، حيث تصل نسبتهم حوالي 70%.
- تكلفة علاج السرطان سنوياً بالعالم تصل إلى 1.16 تريليون دولار.
- يتم إنقاذ حوالي 3.7 مليون مريض بالسرطان حول العالم سنوياً، عن طريق الامتثال للعلاج مبكراً واتباع التعليمات العلاجية والوقائية.
مرض السرطان والصحة النفسية
يجب أن تعلم أن هذا المرض، بمثابة تجربة قاسية في حياة المريض به نفسياً قبل أن يكون جسدياً، فهذا المريض ينتج عنه الكثير من المشاكل الجسدية والتي تسبب ضمور بالمظهر والصحة، مما يجعل المُصاب يشعر بإجهاد نفسي، بالإضافة للخوف والتوتر والإحباط والاكتئاب.
لذا دعم مريض السرطان نفسياً، أهم خطوة في رحلة علاجه، لأن الصحة النفسية ينتج عنها تعزيز مناعته، وتأهيله لخوض رحلة العلاج وتحمل صعابها، فقد نجح الكثيرين في التصدي لخطر هذا المرض، بسبب الحالة النفسية المرتفعة المُحاطة بالتفاؤل وحسن الظن بالله والإيمان.
المشاكل التي يعاني منها مريض السرطان
يشعر مريض السرطان بمجموعة من الأعراض النفسية والجسدية، التي تهدد حياتها وتعرقل مسار العلاج نحو النجاح ومن أهمها:
- الشعور طوال الوقت بالخوف والرهبة من أعراض المرض والموت، خاصة لو كان يعاني من تجارب سابقة لشخص مقرب منه مات بسبب السرطان.
- يشعر أيضاً بمزيج بين الارتباك والاكتئاب، وماذا يفعل بالأيام القادمة.
- البعض منهم يخاف من الامتثال للعلاج الكيميائي، ويقرر عدم الخضوع لهذا العلاج.
- ألم رهيب يُصاحبه الغثيان والإجهاد الجسدي، مع عدم القدرة على تحمله أحياناً.
- حدوث خلل بالقدرات العقلية مثل ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز.
- الإحساس بانعدام الأمل والإحباط، خاصة بعد استقطاع وقت طويل في العلاج بدون تحسن.
- التعرض لـ اضطرابات النوم، وعدم استطاعته النوم حتى أربعة ساعة متواصلة.
- التفكير الدائم في الموت وأن أيامه بالحياة معدودة.
- عدم الرغبة في اتخاذ أي قرارات أو أفكار بشأن المستقبل، والتوقف عن السعي في العمل أو الحياة بكل مفاهيمها.
- فقدان الشهية وخسارة الوزن وتناول الطعام بالإكراه وبدون استساغة للطعم.
- شعور المريض بحساسية مفرطة تجاه من حوله، وأنه أصبح عبء والجميع ينفرون منه.
- من أصعب المراحل النفسية التي قد يصل لها مريض السرطان، هو تمنى الموت حتى يتخلص من أعباء وألم السرطان.
كيف ترفع معنويات مريض السرطان نفسياً؟
نقدم لك عزيزي مُقدم الرعاية لمريض السرطان، سواء كان قريب أو صديق أو حبيب، مجموعة من النصائح الهامة التي ستساعدك في دعم مريض السرطان نفسياً وعاطفياً، ومن أهم تلك النصائح:
- كن بجانب مريض السرطان دائماً، وكن مستعد لتقديم المساعدة له، حتى قبل أن يطلبها.
- لا تجعل المُصاب يشعر بالشفقة والحزن على حاله، بسبب احتياجه لك، بل اجعله يشعر أنك من تحتاج لشفائه حتى يظل بجانبك.
- حاول ابتكار أفكار تُخرج المريض بالسرطان من الوحدة والملل والتفكير في مرضه، من خلال مشاهدة التلفاز أو التسوق أو الخروج في نزهة، ومشاركته كل تلك الأمور.
- إياك أن تجعله يشعر بخوفك أو حزنك على حالته، فأنت من تمده بالأمل والطاقة لكي يصارع الموت ويأمل في الحياة.
- لا تتحدث كثيراً معه عن مرضه وعلاجه، بل أخلق مواضيع مختلفة تتحدثان فيها مثل الحب وذكريات الماضي والمواقف والمفارقات الكوميدية التي تجمعكما.
- قم بوضع نفسك مكان المريض، لكن لا تجعله يشعر بأنك تفعل ذلك، فلا تخبره عن مشاعرك تجاه مرضه، لأن هذا الأمر لا يُجدي نفعاً.
- مشاركة المُصاب بجلسات العلاج الكيميائية أمر هام جداً، فلا تجعله يخوض هذه التجربة بمفرده، أيضاً في حالة حجزه بالمستشفى، كن معه فالوحدة والعزلة بمثابة وحش مؤذي، يقتات صحته النفسية ويجعلها مُضنية.
- قدم له دائماً الدعم الديني، من خلال نصحه بأن يلجأ لله ولا يفقد الأمل في رحمته، وأن يتحلى بالصبر والدعاء للمولى عز وجل أثناء الصلاة بالشفاء، فالتقرب لله وقت المحن من أهم سبل النجاة.
- احرص على أن تكون وجبات المريض كلها صحية، وغنية بالقيم الغذائية والمعادن والفيتامينات كالموجودة في الأسماك والخضروات والفواكه.
- إذا كان المريض بالسرطان صديقك، فكن داعم له من خلال زيارته من فينة لأخرى، وتواصل معه هاتفياً بشكل دائم، ولكن اجعل زيارتك خفيفة ومكالمتك قصيرة، حتى لا ترهقه.
- اجعل المكان المُحاط بالمُصاب نظيف، حيث قم بتجديد أدواته الشخصية كالمناشف وأكواب الشرب وأطباق الطعام، ومفارش السرير وغيرها.
- قم بوضع الورد بجانب سرير المريض، حيث مظاهر البهجة الحياة يجب أن تكون مُفعمة من حوله حتى تعطيه الأمل في الغد.
- من وقت للآخر قم باصطحابه كلما تحسنت حالته، لمشاهدة فيلم بصالات السينما، أو تناول وجبة العشاء بمطعم فاخر.
- يجب أن تحفز المُصاب على مواصلة الحياة، وممارسة هوايته المختلفة في حالة كانت غير مُجهدة كهواية القراءة أو الرسم أو عزف آلة موسيقية.
- اجعل المريض يعبر عن ما يشعر به، بدون أن توقفه أو أن تتجاهل حديثه، فهو يحتاج أن يفرغ الكبت والوجع الداخلي من خلال الكلام، وهذا أمر جيد، فكن مُنصت جيداً له.
كيف تدعم طفل مصاب بالسرطان؟
في حالة كان المريض بالسرطان طفل، فإن المسؤولية تزيد على كاهلك، خصوصاً لو كان الطفل ابنك، وقتها تحتاج إلى اتباع بعد الأمور من أجل دعمه نفسياً.
كما أن مراكز علاج الأطفال المُصابين بالسرطان، مثل مستشفى 57357، يقومون بتطبيق برامج معينة من أجل دعم الطفل المريض، ومن أهم نصائح دعم هذا الطفل:
- التصرف مع الطفل بشكل طبيعي جداً، من خلال اللعب والضحك والخروج معه، وعدم جعله يشعر أنه مقيد بسبب مرضه.
- تشغيل له بعض أغاني الأطفال التي يحبها، أو جلب له قصص الأطفال أو التلوين للاستمتاع بها وقضاء وقته، بينما هو بالمشفى.
- يتم تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطفل، من خلال أخصائيين وممرضين وممرضات بالمشفى.
- الدعم المادي أيضاً قد يكون له دور هام في علاج الأطفال، خاصة لو كان ذويهم من الأسر محدودي ومعدومي الدخل، فمن المفترض أن يكون العلاج بهذه المراكز مجانية.
- مساعدة طفلك في أن يتأقلم مع طرق العلاج، والتصالح مع الآثار التي تتركها تلك العلاجات بالطفل، كتساقط الشعر وشحوب الوجه.
- استمتع إلى الطفل باهتمام، قدم له الاستشارة واحمل عنه ضغوطه الداخلية بشأن المرض، وأعطيه قدر بسيط من المعلومات عن السرطان، بدون أن تخيفه، كأنه مجرد نزلة برد وسينتهي أمره.
- لا بد من التحكم في مشاعرك، خاصة الأمهات وعدم القلق أو البكاء أمام الطفل، حتى لا يشعر بخطورة المرض.
- هناك أمور يخاف منها الطفل، مثل تناول الأدوية والحقن، لذا يجب أن تدعم الطفل وتجعله يعدل من سلوكه، حتى يحصل على استجابة دوائية.
أهم النصائح من أجل الشخص الداعم
كما قدمنا نصائح بشأن دعم مريض السرطان نفسياً، هناك نصائح يجب أن نقدمها للشخص الداعم، لأنه يتحمل جزء كبير من أعباء المرض، وعليه التخفيف عن حاله حتى يمكنه المواصلة، ومن أهم تلك النصائح:
- كن على دراية بالأساليب العلاجية، وأسماء الأدوية ومواعيد تناولها، وتدوين كل ما يشعر به المريض، من أجل اطلاع المعالج على تداعيات المرض أول بأول.
- العناية بنفسك أمر هام، مثل العناية بالمريض، فأنت أيضاً تتعرض لضغوط نفسية وتحتاج إلى الترويح عن حالك حتى لا تنهار.
- حاول أن تخلق أمور مشتركة أو هواية تمارسها مع المريض، وتستمعان بها أنتما الاثنان، مثل لعب الشطرنج أو صيد السمك.
- قم بمشاركة المريض بعض التفاصيل البسيطة عن حياتك، حتى تتوطد العلاقة بينكما، خاصة إذا كنت مقدم رعاية تمتهنها كمهنة، ولست مُقرب للمريض قبل مرضه.
- علاقتك بالمريض ليست فقط هامة بفترة العلاج، بل تمتد حتى بعد الامتثال للعلاج وتحسن حالة المُصاب، لذا يجب التأهب لتطور العلاقة بينكما.
- هناك تغيرات كثيرة يواجهها المريض بعد تحسن حالته، يجب أن تكون على دراية بها حتى يعود لمواصلة حياته بدون الحاجة لمساعدتك.
- بعد فترة العلاج، يحتاج المريض وكذلك الداعم إلى العودة لحياتهما السابقة، لذا حاول الاستمتاع بحياتك مرة أخرى ويمكنك أن تعرض نفسك على معالج نفسي، من أجل التخلص من الأثر النفسي السيئ الذي تعرضت له بسبب تلك الفترة.
بالنهاية مريض السرطان سواء كان طفل أو ناضج أو مُسن، يحتاج لك قبل أن يحتاج للطبيب، لذا يجب أن دعم مريض السرطان نفسياً وعاطفياً، مسؤولية سوف تُسأل عليها أمام الله.
سواء كان المريض ابنك أو زوجك أو صديقك إلخ إلخ، فجميعنا نمر بظروف صعبة ونحتاج إلى من يساندنا تلك اللحظات المؤلمة.
المصادر/
ويب طب ، اليوم السابع
، المرسال
إقرأ أيضًا
كيف أتعامل مع نفسية مريض السرطان؟
العلاج الإشعاعي والعلاج النووي لمرضى السرطان
لفتة إنسانية من تامر حسني و تحقيق حلم ندي المريضة بالسرطان ( فيديو )