خيال علاء في الفضاء “قصة قصيرة” تبين تحديات غزو الفضاء وارتياده والإمكانات العلمية المطلوبة لغزو الفضاء. في البداية ظل علاء ينصح، ثم يرجو؛ ثم يصرخ في رفاقه الثلاثة الذين رافقوه في مركبته الفضائية العربية:
– ابقوا معي؛ لا تلقوا بأنفسكم إلى القاع؛ إنه الموت ولا شك؛ ولن يكون لكم عزاء.
رغم الصراخ استمر رفاق علاء في محاولة تخريب المركبة والقفز؛ لأنه ارتقى في الفضاء بمركبته العربية وتوغل؛ وهم يرون أن في ذلك خطرًا؛ لأنهم سوف يصبحون صيدًا سهلًا وهدفًا معلومًا لكل مرتادي الفضاء؛ ممن تنطبق عليهم الآية الكريمة من سورة “الحجر”﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ ﴾.
قوة دافعة إيمانية
تذكر علاء قول الله عز وجل في سورة النحل: “وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”، فتمسك برحلته رغم جولات الصقور الفضائية ورحلات النسور العالمية، في حين ظل الرفاق في العمل والاجتهاد من أجل الهروب السريع الذي يشبه محاولات الفرار الجماعي خوفًا من مواجهة حتمية تتكرر في كل مكان وزمان؛ والنصر فيها للقادر على الطيران دون أجنحة أو ذيل؛ فلربما استبدل التكنولوجيا بتلك الطرق التقليدية في محاولة لتوظيف الذكاء الاصطناعي.
تحذير
كرر علاء رجاءه وصراخه:
– أنتم ما زلتم تستخدمون الأدوات التقليدية للهروب والقفز … أنا أستطيع إصلاح ما أفسدتموه في لحظات؛ فأنا أمتلك التكنولوجيا وآلية التعامل مع الفضاء. أرجوكم؛ حاولوا أن تؤمنوا بالمجد فقط.
لم يسمع علاء لهم صوتًا مفهومًا؛ فالخوف أضاع أصواتهم، وأعمى أبصارهم، وأخنع قلوبهم ولا شك. أنها دراما السقوط الممحوقة المتعارف عليها في سباق الأمم المباركة.
انبهار بمغامرة علاء
خرج أهل الصحراء يستطلعون ووجَّه سكان البنايات المرتفعة ذات الجذور الراسخة في الأرض كل كاميرات أجهزتهم نحو ذلك الحدث الفضائي المثير، فازداد عدد المتابعين عبر قنوات اليوتيوب إلى أعلى معدل على مستوى العالم؛ حسبما أفادت الإحصاءات الصادرة من الجهات المختصة.
درس وعبرة
“هذا التنافس لن يحسمه سوى الإقناع، وتوليد شحنة من الإيمان بالمجد” هكذا قال علاء لنفسه ورفاقه. فظل يحاور ويناقش وظلوا في محاولات القفز والسقوط؛ فاستطاعوا تخريب المركبة؛ ولم يجد علاء حينها سوى اللجوء إلى تقنية القوى الإيمانية من خلال الدعاء والتوسل إلى الله؛ ثم الأخذ بالأسباب من خلال توظيف القوى التكنولوجية.
قدرات تكنولوجية
خرجت من جنباته فجأة شبكة كبيرة تشبه شبكة صياد حكايات ألف ليلة وليلة التي حكتها شهرزاد لشهريار. نعم تشبهها في الشكل؛ في الشكل فقط. وانبثق من رأسه بالُّون كبير الحجم يشبه المنطاد؛ وما هو بالمنطاد. فاستطاع احتواء الموقف؛ رغم كل المحاولات الثلاثية للقفز والسقوط.
زخم الحدث
وهكذا امتلأت مواقع الميديا والمواقع الإخبارية وصحفها الإلكترونية والورقية بإخبار علاء وأصحابه الثلاثة، وأصبحت “تريند” عالميًّا في كل يوم من ذلك الشهر.
مغامرات وأحلام
أما إنقاذ علاء لأصحابه فكان مصدر الإلهام الأول لكل من يحلم بخوض مغامرات في الفضاء. إنها حياة كان يحلم بها عباس بن فرناس وأشباهه ممن اندثرت أعمارهم وذكراهم؛ وأصبحوا في طي النسيان؛ بحكم آلة الزمن التي لا تستثني سوى أصحاب البصمات العالمية التي تدوّي في الفضاء؛ فيراها من ينظر لأعلى فقط.
بدأ الكثير من أهل الصحراء وسكان البنايات العالية والأكواخ الصغيرة يتطلعون إلى سكنى الفضاء بفضل الحكايات الكثيرة التي تخطت المبالغات العادية، وإنْ زاد البعض في عدد رفاق علاء كما اختلف السابقون في عدد أصحاب الكهف والرقيم. إلا أن أرباب التكنولوجيا لم يختلفوا؛ فكل شيء عندهم محسوب بمقدار وأخذ أحدهم يخطط لبناء فنادق وبنايات سكنية في الفضاء؛ ولما لا؟!
في النهاية
رغم الإصرار الفضائي المُبهر، إلا أن الجدال ظل مستمرًا بين علاء ورفاقه؛ كما حدث بين موسى وقومه. في قصة الخير والشر والحياة الموت والبناء والهدم؛ والتحفيز والتثبيط؛ في قصة هي حياة كاملة يعلمها ويدبرها الله؛ فهذا الإصرار وذلك الثبات طبع الحالمين المتعالين على الواقع والمنطق في صراع الممكن والمستحيل.
للمزيد: