طلاء الأظافر المجموعة القصصية الثانية في ادب الرعب ..
.(…أراها تنظر الي طوال الليل حتى وان أغلقت عيناي كأنها تقتحمهم بسهام من نار مشتعلة، فأرى نظراتها تخترق كياني وتسري في جسدي ليرتعش وينتفض متيقظا من الرقود، أرتفع بأشلاء جسمي المريض محاولة تشغيل مفتاح الاضاءة هروبا من رؤية عينيها الباسمة صاحبة الضحكة الخبيثة ولكن أرى النيران تشتعل في عينيها وتزداد توهجا كلما تجلى ضوء مصباح الحجرة….
أهبط لفراشي الحجري ثانيا، ابتلع ريقي، أحاول التقاط أنفاسي… أتقلب يمينا ويسارا هروبا من صورتها المعلقة بسقف الغرفة، ولكن أرى عينيها المرعبة تتدلى من كافة أرجاء المكان، وتنطلق منها نظرات البغض والكراهية لتخترق جسدي وتكاد أن تكتم أنفاسي … أغادر فراشي الحجري هاربة نحو باب الحجرة لأنجو بنفسي من تلك النظرات الشيطانية التي تمزق أشلائي بسهام نارية، ولكن لا أجد الأبواب!! .. فالأبواب تتلاشى كلما اقتربت منها وتتحول الى حوائط صماء لا يستطيع أن يخترقها حتى الهواء…ولا أرى النوافذ … فالنوافذ تنكمش وتتحدب لتتحول الى ثقوب سوداء لا تسمح حتى بمرور أناملي النحيفة الهزيلة، فأظل حبيسة جدران الغرفة ونظراتها النارية القاتلة التي تحيط بي من كل مكان…
أعود ثانيا لفراشي الحجري محاولة اخفاء خوفي تحت ملاءتي وستر عيناي تحت وسادتي كي لا أراها، ولكني أشاهد شبحها يسقط من سقف الغرفة ويتجول حولي في كل مكان ، يلعب ويلهو ويتراقص وينسخ مئات النسخ من عينيها على جدران الحجرة، مئات العيون تحاول اغتيالي، أهم بغرس أناملي داخلهم لأفقعهم ولكني أستيقظ لأجد نفسي بمفردي داخل قبو مغلق دون عينيها الباسمة …….)
طلاء الأظافر المجموعة القصصية الثانية في ادب الرعب
بتلك الكلمات الحادة المثيرة افتتحت الكاتبة “رحاب العيسوي” اولى قصصها الابداعية “عينيها الباسمة” في ثاني مجموعة قصصية لها متخصصة في أدب الرعب والتي تصدر عن دار “زهراء الشرق” تلك الدار التي أنشأت منذ ثلاث وثمانون عام في سنة ١٩٣٩ ومازالت على ما يقرب من قرن كامل تحتل الصدار بين دور النشر المصرية والعربية وتشارك في معظم معارض دول الوطن العربي…
وتعد المجموعة القصصية “طلاء أظافر ” هي المجموعة القصصية الثانية التي تصدر للكاتبة “رحاب العيسوي” عن دار “زهراء الشرق” في أدب الرعب، بعد صدور مجموعتها القصصية الأولى “لم يبق لنا سوى النيران” والتي شاركت بها الدار في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثانية والخمسون في يونيو ٢٠٢١، والتي حققت مركز الصدارة في مبيعات الدار أثناء فترة المعرض …
وتشارك مجموعة “طلاء أظافر” في الدورة الثالثة والخمسون لمعرض الكتاب يناير ٢٠٢٢ حيث تحتل الصدارة بين مبيعات الدار….
والمجموعة القصصية تتكون من خمسة وعشرين قصة كل منها تحكي حبكة مختلفة، وان كان اختلفت حكاية كل قصة منها الا أن جميعها تدور حول فكرة واحدة وهي فكرة شخصية الظالم الذي يسيئ الى من حوله دائما هل يكون ذلك الظلم وليد شهواته النفسية و تفكيره النرجسي وحبه الأناني لذاتيته المبالغ فيه الذي يولد معه بفطرته الشريرة.
بالإضافة إلى أن تلك الشخصية قد تولد داخل الأنقياء والأبرياء الذين يأثرون من حولهم دائما على أنفسهم، ولكن تعرضهم للظلم الشديد ممن حولهم قد يدفع لمولد تلك الشخصية الظالمة المنتقمة داخلهم ..
ترتيب هذه المجموعة القصصية للكاتبة
تعد المجموعة القصصية هي المجموعة القصصية الثالثة للكاتبة حيث صدر لها في عام ٢٠٢٠ مجموعة تحت عنوان “لعنة الشهرة والجمال” كما صدر لها في عام ٢٠١٩ كتاب في التنمية البشرية “القيادي الناجح” وديوان شعر باللغة العامية “كان نفسي” وصدر لها ايضا مجموعتين قصصيتين في أدب الأطفال “العصافير الملونة” عام ٢٠٢١ عن دار “واو للنشر والتوزيع”، “ساعة المانديلا” عام ٢٠٢٢ عن دار “محطة مصر للنشر والتوزيع”، وقد حصلت الكاتبة على ماجستير ادارة اعمال ودبلوم تسويق ودبلوم دراسة جدوى بتقدير عام جيد جدا، وقد عملت كمديرة للتنمية البشرية بأحد كبرى الشركات الصناعية كما قامت بتدريب مئات من الموظفين والاداريين وعملت ايضا كمراسلة صحفية لبعض الجرائد والمجلات المحلية والدولية …
تبدأ القصة الأولى مع “العينين الباسمة” تلك القصة التي لا توضح معنى البسمة بداخلها هي عيون الشماتة ام الدهشة ام التشفي والانتقام ولماذا بطلة الرواية ترى تلك العينان حولها في كل مكان وماهي الرسالة التي تود اخبارها بها …
وفي قصة “مذكرات قرين” نقرأ مذكرات لأول مرة بأقلام شيطانية، اقلام استخدمت الدماء في كتابة مذاكرتها لتحكي لنا اربعة حكايات مختلفة في قصة واحدة والتي ربما لا تنتهي او تنتهي بانتحار ذلك الشيطان الذي خالف الجميع بكتابة مذكراته ..
وعن قصة “براءة الذئب ” نواجه قضية بوليسية من الطراز الأول فربما نقابل ضحية هي الجاني ومقتول لم يقتل بعد، او ربما جميع الأطراف كانوا الجناة والضحايا في ذات الوقت ..
“بديعة وحارس المقبرة” هي القصة الرابعة في المجموعة، ربما كافة ابطال القصة ينتحرون حرقا ولكن ما الذي يدفعهم للانتحار هل هو بدافع من “بديعة” ام من “حارس المقبرة” ومن هي “بديعة” التي تبحث عنها بطلة القصة منذ بدايتها هل هي زوجة الحارس ام شخصية نفاجئ بظهورها في نهاية القصة …
وما هي قصة “المرآة” التي تتحطم وتتهشم ثم تتلاشى، ثم تتحدب وتتقعر وتتجمع أطرافها مرة أخرى في جسد ضحية جديدة لتظهر مكتملة بعد أن أخذت روحه ولماذا تترك قرين الضحية يتعذب هل ليحاول ان ينجو بجسد صاحبه من سلاح المرآة ام لتدعه يروى لنا قصة عذابه معها ؟؟؟؟
ومن هي “النداهه” هل هي عفريت من الجان ام انسية من البشر تحولت الى مسخ شياطيني ينده كل من حولها من أحبائها نحو الانحدار في بئر الاغتيال والقتل، وهل ستنجو من ذلك المصير الذي تدعوا اليها أحبائها أم انها ستنجو من تلك النهاية المؤلمة؟؟؟
ولماذا لا تشعر “صافية ” بطلة قصة “طلاء أظافر” بنشوى سعادتها واكتمال أنوثتها الا بعد وضع الطلاء على أظافرها ؟؟؟ وما هي الخطية التي ترتكبها قبل وضع ذلك الطلاء كي تصل لتلك النشوى ؟؟؟؟؟
خمسة وعشرين قصة مختلفة تطرح سؤالا هاما :
هل الشر غريزة انسانية تنمو داخل نفوسنا بالفطرة؟ أم أنها خصال شياطينيه تنسجها الأرواح الشريرة أثناء مسلكنا في الحياة ؟؟؟؟
هل هو نزعة النفس الشهوانية الازمة للبقاء و السيطرة على الآخرين في دنيا سيطرت فيها المادة وحب الذات؟ ام أنه ذلك المارد الجبار الذي يولد داخل النفوس الطيبة ينمو داخلها حين يتزاحم عليها تسليط سياط الظلم والعذاب ممن حولها ؟؟؟
هل هو الفعل أم رد الفعل؟ الاختيار أم الاجبار ؟ الايذاء أم الثأر؟
خمسة وعشرين بطل يرون قصصهم الشريرة وأفعالهم الماجنة التي ارتكبوها نحو أحبائهم ربما بإرادتهم، وربما رغم أنفهم، وربما نتيجة ظلم من حولهم ؟؟
خمسة وعشرين حبكة درامية مختلفة تشعر حين تقرأها أنك تقرأ ملخص خمسة وعشرين رواية مطولة في صورة
قصص قصيرة رسمت أبطال حكايتها من “عرائس الموت، النداهه، جلالتيا، الخالة نوران، وعاء الديدان ….”.
وكتبت صفحاتها حين “اكتملت الدائرة” في “مذكرات قرين”
لن تستطيع أن تحبس أنفاسك حين تقرأها خاصة اذا أطفأت النور وأضأت الشموع وجلست أمام “المرآة”
تردد في سرك أرقام “١٣،١٤،١٥” و تضع أمامك على المنضدة مجموعة من : طلاء الأظافر
إقرأ أيضًا
النهضة الثقافية والأدبية في العصر العباسي
الكاتبة “ولاء نزيه نصار” والحديث عن مسيرتها الأدبية
ساعة المانديلا.. ثاني الأعمال الإبداعية لرحاب العيسوي في أدب الطفل