كيف تنمي مخ الطفل الإيجابي؟ .. هل تحلم بأن يعيش أبناؤك أفضل حياةٍ، وأن يكونوا ناجحين على الصعيدين الشخصيّ والمهنيّ، وأن يكونوا قادرين على اتخاذ قراراتٍ صحيحةٍ وسليمةٍ في حياتهم؟ هذه الأمنيات لا تأتي بطريقةٍ سهلةٍ ومريحةٍ، وتسبب ضغطًا كبيرًا على الأسر. لذلك يبدأ الجميع بالتساؤل عن أي هذه الأمور هي الأهمّ، وأيّها يجب التركيز عليه تعالي معي لنرى :
كيف تنمي مخ الطفل الإيجابي؟
1- المخ المنفتح يقوي قدرة الأطفال على مواجهة الصعوبات :
سنحاول هنا تعلّم الطرق الصحيحة لمساعدة أبنائنا على أن يكونوا منفتحين أمام التحديات التي تواجههم. ويستطيعون استغلال الفرص التي تأتي إليهم. فالطبيعة البشرية تتفاعل مع المواقف بطرقٍ مختلفةٍ، فمثلًا ما يعرف بحالة “المخّ المنغلق” تجعل الأطفال منغلقين على أنفسهم، لا يتفاعلون مع الآخرين. كما أنه يمنعهم من الفضول المهمّ في استكشاف الحياة، ويخمد شرارة حماسهم. لذلك علينا تجنب هذا النوع مع أطفالنا، في المقابل “المخّ
المنفتح” هي حالةٍ إيجابيةٍ تساعد في جعل الأشخاص منفتحين ومتعاونين مع الآخرين. وهذا ما نريد الوصول إليه ويستخدم العلماء مصطلح “نظام المشاركة الاجتماعية” للدلالة على مجموعة الدوائر العصبية التي تساعد الناس على التواصل بانفتاحٍ مع أنفسهم ومع الآخرين. لذا من الجدير ذكره بأنّ المخّ المنفتح ليس أمرًا تربويًّا فقط، بل هو أمرٌ عصبيٌّ أيضًا. المهمة كالتفكير المعقد، والفضول، والمرونة، والاستبصار، وهذه العمليات يمكن تدريب الأطفال عليها أثناء فترة نموّهم، إن هدف المخّ المنفتح هو الحصول على السعادة الحقيقية والدائمة، والقدرة على التواصل والوصول إلى التوازن بالحياة، وهو ما أسماه الإغريقيون القدامى “اليودايمونيا Eudaimonia”.
2- تساعد المرونة بتعزيز المهارات الحياتية للطفل :
الأساس الثاني من أساسيات المخّ المنفتح هو المرونة، وهي التي ستساعد في توسيع المنطقة الخضراء وتعزيزها، والهدف منها هو تعليم الطفل مهاراتٍ جديدةٍ تمكّنه من مواجهة مخاوفه ومشاكله بدلًا من الهرب منها، أي الانتقال من المنطقة الزرقاء أو الحمراء إلى المنطقة الخضراء بسرعةٍ وسهولةٍ.
وفيما يختصّ بإستراتيجيات المخّ المنفتح التي تعزّز المرونة، فهي: أوّلًا قدّم لأبنائك عناصر الحماية الأربعة وهي: الأمان، والاستماع، والتهدئة، والطمأنينة، فهذه العناصر توسّع المنطقة الخضراء لهم، ثانيًا: نمّي فيهم مهارات
إدراك العقول، أي فهم عقولهم وعقول الآخرين، بحيث يستطيعون فهم ما يشعر به الآخرون ومعرفة ما يريدونه، وهذا الأمر يساعدهم على اتخاذ القرارات الصائبة لمواجهة أي مصاعب تواجههم، قم بالتّحدّث دائمًا مع طفلك وتعرّف على مخاوفه وحاول مساعدته على التخلص منها.
3- الاستبصار يساعد بالتحكم بالقرارات في أصعب الأوقات :
يعدّ الاستبصار الأساس الثالث من أساسيات المخّ المنفتح، والذي يعني القدرة على النظر لأنفسنا وفهمها جيّدًا، وبعدها نستخدم كلّ ما تعلمناه لنتمكن من التحكم بعواطفنا؛ كما أنّه أحد العناصر الأساسية لتكوين الذكاء الاجتماعيّ، والعاطفيّ، والعقليّ، يحثنا الاستبصار على مراقبة عالمنا الداخليّ بشكلٍ دقيقٍ، والانتباه لكلّ ما يحصل فيه، فنحن كثيرًا ما ننفعل ونحدث ردّة فعلٍ حزينةٍ أو غاضبةٍ دون أن ندرك ذلك، وهذا الأمر هو ما يجعلنا نتخذ قراراتٍ خاطئةٍ وضارةٍ، ولحلّ هذه المشكلة يجب تقوية الاستبصار لدينا ولدى أطفالنا؛ لنستطيع التحكم بمشاعرنا، وبالتالي التحكم بقراراتنا سواء كانت خاطئة أم صحيحة.
4- التعاطف يساعد في تقوية علاقة الشخص مع الآخرين :
التعاطف هو الأساس الرابع من أساسيات المخّ المنفتح. والذي يعني فهم الآخرين والانسجام معهم، والتعاطف معهم في بعض المواقف. فالمتعاطفون هم أقلّ الأشخاص انتقادًا للآخرين، والأقلّ غضبًا. ت
وجد نقطةٌ مهمةٌ عليكم معرفتها وهي أن التعاطف لا يعني إرضاء الآخرين على حساب أنفسنا. وهذا ما عليكم تعليمه لأطفالكم، فهم بحاجةٍ إلى الدفاع عن أنفسهم. لإدراك مفهوم التعاطف عليك معرفة أوجهٍ للتعاطف الخمسة المسمّاة بـ “معين التعاطف” وهي:
أولًا: تبنّي منظور الآخر، أي وضع نفسك مكان الطرف الآخر.
ثانيًا: التجاوب العاطفيّ أي الشعور بمشاعر الطرف الآخر.
ثالثًا: التعاطف الواعي، أي فهم تجربة الطرف الآخر واستيعابها.
رابعًا: الحزن التعاطفيّ، أي الشعور بألم الطرف الآخر ومحاولة تخفيفه.
خامسًا: الفرح التعاطفيّ، أي الفرح بإنجازات الطرف الآخر، ولنساعد في تطوير أوجه التعاطف لأطفالنا علينا تحفيز خلاياهم العصبية المتعلقة بمنطقة التعاطف،
ويتمّ ذلك من خلال منحهم بعض التجارب العملية كمساعدة الآخرين.
في نهاية الأمر يجب معرفة انه : “دعنا نكن واضحين منذ البداية حول ما لا تعنيه حالة المخّ المنفتح، إنها لا تعني أن نقول نعم للطفل طوال الوقت. ولا تعني التساهل أو الاستسلام أو حمايتهم من خيبة الأمل أو إنقاذهم من المواقف الصعبة. ولا تعني تربية طفلٍ يطيع والديه دون تفكيرٍ . بل تعني أن نساعد الأطفال على البدء في إدراك من هم الآن ومن سيصبحون، بحيث يستطيعون التغلب على خيبات الأمل والهزائم، واختيار حياةٍ مليئةٍ بالتواصل والقيمة الحقيقية”.
إقرأ أيضاً:
كيف نربي أطفالًا واثقين من أنفسهم؟
اللعب البيداغوجي وتنمية مهارات الطفل
ست علامات تدل على أن لديك عبقريّ صغير
كيف أزيد من معدل ذكاء طفلي بطرق جوهرية