لا يمكن إحتكار “الأفضل” .. يثبت لنا المجتمع الذي نعيش فيه كل يوم أن أفكاره متناقضة و أن ما يقال عنه جميل بسبب ظاهره البراق هو من الداخل ليس كذلك ، و نعلم جميعنا تلك الحقيقة لكننا ننساق وراء سطحية التفكير المجتمعي..

لا يمكن احتكارُ “الأفضل”

نحن نقارن الأسوأ بالأفضل بالإستعانة بـ معايير ليست دقيقة و خاطئة فـ الأفضل و الأسوأ لا وجود لهما إلا في أهوائنا الضالة.

البشر أذكياء و لا يوجد من لم يفهم :

إن كنت تظن أن النظرات القاسية التي تحمل الكثير من الأحكام على الآخرين لم تلاحظ.. فأنت مخطئ !

و إن كنت تظن أن الكلمات التي تراها بلا معنى لأنك لم تقصد -أو هكذا تظن- مرت مرور الكرام دون آذى..فأنت مخطيء !

تذكر أنه لا يمكن لأحد أن يحتكر “الأفضل” ، فـ لا أحد على الدوام مبهر ، و لا أحد على الدوام غير ذلك ؛ لهذا عليك أن تكف عن منح ظاهر الأمور الأفضلية في كل شيء ؛ لأن جوهر الأشياء هو الأحق بذلك..

فـ ليست كل الأشياء الجميلة ظاهريًا تحمل نفس درجة الجمال في داخلها.. و العكس أهم و صحيح !

لا تكن عونًا لـ شيطان الأغلبية على ضحيته:

لا تقلق لن أقول لك لا تنساق وراء الأغلبية و أعطي لك بعض النصائح المملة..

فـ شئنا أم أبينا الأغلبية مؤثرة و لكن وجهات النظر الخاصة بـهم في كثيرٍ من الأحيان تكون ضالة لا معنى لها و فيها الكثير من الآذى..

لكنني سأقول أني لا أستبعد أن يضعك المجتمع والأغلبية في مقارنة ظالمة محايدة..و المحايدة للعلم تخفي داخلها الإنحياز للباطل ؛ فـ هى كالظلم بل أشدُ قسوة..

فـ المقارنات هدفها الوحيد والرئيسي هو التقليل من شأنك و الإستهانة بك ، و لـ هذا إن كنت ستشعر بالآذى حيال ذلك فـ لا تسمح لـ نفسك بـ نصب الأحكام و وضع الآخرين في مقارنات.. لأنك لن تسلم بعدها أبدًا !

الخاتمة :

كن واثقًا بأن آذية الأنفس و كسر الخواطر..لحظة، بينما آثار ذلك تبقى سنين تؤثر على الروح فإنتبه لكل قولًا و فعل و راقب رضى الله في كل تصرف..و تأكد أن”الأفضل” لا وجود له على أرضنا الفانية و بالتالي لا يوجد من يحتكره ، فقط قم بتطهير قلبك من وساوسه، تصل حينها للسعادة الحقيقية 🤍

إقرأ أيضًا

اللعب البيداغوجي وتنمية مهارات الطفل

تنمية المهارات اللغوية لدى أطفال مرحلة ما قبل المدرسة

فيلم مذكرات مراهقة

ليس مهمًا أبدًا.. كيف يراك الآخرون إن كان داخلك جميل فأنت كذلك

لا تقل لي..

بل أنا شخصٌ فعل الكثير من الآثام التي جعلت من وجهه الجميل مصدر إستياء لا مصدر سرور.. وكذلك يراني الناس وكذلك صرتُ آرى نفسي !

فـ يا صديقي..

أمر الله المؤمنين بقول الكلمات الطيبة والحسنة للناس جميعًا..

حيث قال تعالى في «سورة البقرة»:

«وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً»

فـ هو وحده أعلم بما نكابده في سبيل الإستمرار وما يُقابلنا من تحديات تجعلنا نتنازل عن الصواب ونخطيء

كما يعلم أيضًا عدد المرات التي قُمت فيها بجلد نفسك ولم يراك حينها أحد..ثم هَون عليك و أمدّ قلبك الحزين بـ الصبر والقوة لـ يظل على نبضه يُقاوم..

أستطيعُ تَفهم أن ترميم الله لك سرًا و خروجك لهم بكامل ثباتك يستثيرُ الحمقى لـ الذم والنقد الأبله و يؤلمك !

و لكن جهلهم بذلك ليس بأهمية الذي بينك و بين الله..
فـ لا تُقم لآرائهم وزنًـا و ضع نُصب عينك أنك بحول الله
و قوته فقط تستمدُ شجاعتك..

إن من لا يتقي الله لا يعنيه خاطرُك و ما قد يسببه لك من آذى فـ فى حال إحتار الناس بين شراء خاطرك و لذة الثرثرة ينتصرُ مرضُ قلوبهم حيث يجدون فيه مُتعتهم المُقرفة ..

و من لا يرون فيك إلا ظاهركَ و ذنبك ..
لا يعرفون حقيقتك أيضًا فـ أنت لا تُشبه الصورة
التي قاموا بتكوينها عنك ..بل أنت أجمل !

يكفي أن الله يعرفك، و أن داخلك يرتقي كلما عاودت
مسح دموعك مستعينًا به..

فـ لا تجعل عدم قربهم من الله سببًا في تعاستك، أو سببًا في زيادة مشاق الحياة على كاهلك ؛ حسبك الله فلا تبتأس..

و الدُنيا ليست نهاية المطاف فـ قبل الجنة يوجد ما يُدعى بـ “القنطرة” و هناك تحديدًا يتم شفاء قلبك فلا يعود يؤلمك إلى ما لا نهاية ..

ثم دَعك منهم و قل لي:

أ فاتتك الجنة.. أم بُشرت بالنار ؟!
لا تستحق..أليس كذلك ؟
هيا ابتسم..
فـ لا عتب على آلمٍ تُؤجر عليه..

إقرأ أيضاً:

ما عدت به اليك

خواطر… تلك الحياة القاسية

أنا اليوم علي قيد الحياة ولدي حلم جديد

لم يعد الفراق يصيبني بالألم بل جل ما أخشاه أن أكمل الطريق وحدي

في كل مرة تشعر فيها أنك لا تستطيع، ولا تريد المُقاومة ، و لا ترَ من المحاولة فائدة ، وأن الوصول و الركود سواء ، وأن الإستسلام أصبح واجبًا عليك خاصةً بعد أن خرت قواك أرضًا ؛ فمع كامل الإحترام و التقدير لآلمك ؛ لابد عليك أن تتوكل على الله و تُكمل الطريق .. إبـكِ ثم عُد مرة آخرى للعمل !

الأبطال الحقيقة لا تعترفُ بالثرثرة:

الأشخاص الذين حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم مروا مثلك بالكثير من التعب، و الشقاء ، و الحِرمان مما يحبون. و تحملوا الكثير الكثير من الآلالم..و لكنهم رُغم ذلك واصلوا العمل!

رُغم أن أحلامهم بَدت للفشلة و المُسوفين أحلامًا ساذجة و مبالغًا فيها، و هذا للعلم يُعتبر آلم إضافي في البداية ، لكنهم حَولوه بالإصرار والإستمرار في العمل من آلمٍ إلى إنتصار ، و أخرسوا الآلسنة.

رُبما قلل هؤلاء من شأن الأحلام ؛ لـ عدم إيمانهم بقدرة الإصرار على بث المقاومة في الروح..و التي إثرَ إستغلالها تم إثبات أن الأبطال الحقيقية تُدمن السعي لا الثرثرة و الخمول !

و عليك إستيعاب حقيقة أن البكاء لا يشفع لـ النهاية الفاشلة ، و لا يُحترمُ الندم على حُلمٍ ضائع ، تخلى عنه صاحبه بعد القليل القليل جدًا من العمل عليه، أرأى أحدكم القلب على مدار حياة المرء يتنازلُ عن نبضه بـ حُجة الراحة ؟!

هو فقط يتوقف ساعة الموت.. فـ هل من مُتعظ؟!

ابـكِ..لا أقول لك لا تبكِ:

أعلم جيدًا مرارة الآلم من حُلمٍ صعبُ المنال و أعلمُ مرارة الفشل في البدايات و أعلمُ مرارة السير في الطريق المستقيم دون داعم  لكن الأصعب من ذلك كله هو الإستسلام..و لهذا ابـكِ ثم عُد مرة آخرى للعمل؛ فـ في حالة الإستسلام يضيعُ عليك كل شيء..

الحلم الذي لاطلما تمنيتهَ، و لذة الحديث عن فشل البدايات من بعد الوصولِ، و شعورك بالفخر، و الرضى عن النفس تخسره أيضًا في النهاية.

فـ البكاء و الآلم مؤقتان ، إنما الإستسلام يُذيقُـكَ مرارة الفشل الثابت و الدائم في جميع مراحل حياتك ؛ فأخذُ الإستسلامِ منهجًا بدلًا من الإصرارِ و الإستمرار في العمل، كأنما تتناسى مَعية الله في قوله تعالى:

(و إن ليس للإنسان إلا ما سعى، و إن سعيه سوف يُرى، ثم يجزاه الجزاء الأوفى ) النجم: [38-41]

“ألا يكفيك أن الله لم يكتُب الفشل على أحدٍ من خلقه كما أنه ترك لهم وقت كافٍ للعمل و وعدهم بالمكافئة ؟!”                          أظنُ أن ذلك التذكير بمثابة وقودٍ هائل؛ لـ محو كَلمتي اليأس و الإستسلام  من قواميس التفكير لديك .. أليس كذلك؟!

الأمنية بلا فائدة دون عمل:

قد يلجأ الإنسان الذي أُختبرتْ قدرته على المقاومة و الذي تعرض للإنهيار و الآلم الشديد و الضغوط القاسية في الحياة ، إلى الشرود في آحلام اليقظة دون عمل و بمجرد  إنتهاء مفعول تلك الضغوطات تراه قد نَسي الأمنية بالإضافة إلى العمل عليها !

إن قررت البدء فـ لابد من مواجهة الصعاب و بعض المشكلات لا تبتأس في البداية ولا تتململ ، فـ البداية قاسية و لكن النجاح يصنعُ  بعضًا من الضحكات الساخرة عليها  بـ ثباتٍ و ثقة فـ عندما تُصبح تلك البداية القاسية ذكرى ستكون مصدر فخر لك بالإضافة إلى أنك ستجدُ متعة في سرد تفاصيلها دون خجل.

لذة الوصول مُبهرة للجمهور ، و مُرضية لـ لناجحين و شافية لهم من الجروح و ندبات السعي ، و ممتعة للساعين المُترقبين دورهم ، و خاذلة للحاقدين و الحُساد مثبطي العزيمة..

يُراودُني شعور أنك إكتفيت بالقراءة هنا، و فكرت ماليًا بعدم الإستسلام، و استئنافت العمل مرة آخرى بـ مصاحبة الإصرار    هذه المرة أو.. هكذا أتمنى !

إقرأ أيضاً:

ابدأ مجددا !

اترك بصمتك في الحياة

أمور تفيدك وتجعلك إيجابي

كيف تتخلص من الكسل وتكون إنسان مصلح؟