أبني نفسي ثم ابني مجتمع، من خلال ممارسة حياتي العادية والروتين الذي نمر به جميعنا وما يتكرر كل يوم عندما نذهب إلى العمل أو الجامعة أو المدرسة، نرى ونسمع الكثير من الأشياء والأمور السيئة لكن هل لاحظت أنكم لو تحدثتم مع أحد لكان حديثه عن الصلاح والخير والأخلاق .. ربما حتى أنتم لا تتحدثون بشيء آخر وأقصد أن لا أحد منكم ينتقد شخصه أو تصرفاته أو على أقل تقدير ينظر إلى نفسه قبل أن ينتقد الآخرين.
وهكذا أنا أشاهد الجميع يتكلم عن المثالية والأخلاق، إذًا أين هم السفهاء؟ وإذا كنا جميعنا ملائكة فمن أين هؤلاء الشياطين الذين نشاهدهم بكل مكان ..؟
هل اللوم يقع على المجتمع؟
دائمًا أسمع الآخرين يلومون المجتمع، ويطلقون عليه أبشع الكلمات “مجتمع جاهل، مجتمع متخلف، مجتمع قاتل” وغيرها من هذه الأقاويل..
ونسوا هؤلاء أنهم هم جزء من المجتمع. فكل هذه الاتهامات التي يطلقونها على المجتمع عليهم أن يعرضوها على أنفسهم أولًا فإن كانت بهم فلا لوم يقع على المجتمع.
ما المجتمع؟ وكيف نصنع مجتمع مميز؟
يا عزيزي مما يتكون المجتمع؟ أليس المجتمع هو أنا وأنت وصديقي وصديقك، وابني وابنك، وأهلي وأهلك .. لو أردنا أن نذم المجتمع أو نتهمه فعلينا أولًا مراجعة أنفسنا، فنحن المجتمع ونحن من نبنيه ونحن من نرممه ونصلح أخطاءه، لو أردنا أن نصلح المجتمع ونصعد به نحو سلم النجاح والأخلاق والاحترام فعلينا أولًا أن نبدأ بأنفسنا، فلو بدأ كل شخص منا في إصلاح نفسه ومن ثم عائلته وأهله وأصدقائه لخرجنا بمجتمع راقي ومتميز، ولا تستبعد بعد ذلك لو صلح العالم بأسره..
هل فات الأوان؟
قد يسأل البعض هل نستطيع أن نغير شيء الآن أم أن الأوان قد فات..؟
بالطبع الأوان لم يفت فما زال بمقدور كل شخص منا أن يبدأ من الآن بتغيير نفسه ومن ثم من حوله بالعمل والكلمة الطيبة، من الآن علينا ترويض أنفسنا على حب الآخرين، والعطف والمودة، الرحمة، والمثابرة في بذل النفس في مساعدة الأخرين ولو بالشيء البسيط، المهم ألا نبخل بالمساعدة.
أيضًا علينا أن نزكي أنفسنا من الحقد والكره والبغض، وأن نحب بعضنا حتى في حال الاختلاف، فنحن في النهاية بشر ولدينا عقول مختلفة لذلك من الطبيعي أن نجد هذا الاختلاف والتفاوت في الأفكار فيما بيننا؛ ذلك لنعيش ولنتعايش رغم كل شيء ورغم كل الظروف ونبني أنفسنا مع بعضنا لكي ننجح معًا ببناء مجتمع مميز وراقي لنا ولأبنائنا يحفظ لنا حريتنا وكرامتنا ونستطيع أن نحقق فيه كل أحلامنا دون أي رادع أو مانع يقف أمام مستقبلنا، معًا نحو مجتمع محب ومتراحم يبدأ من “أبني نفسي ثم أبني مجتمع”.
اقرأ أيضًا:
مزايا التسامح في بناء المجتمعات الإنسانية