التغلب على الاكتئاب النفسي.. أحيانًا نصاب ببوادر اكتئاب يصيب النفس البشرية ويتوغل داخلها ويوقف الطاقة الإيجابية داخل النفس، ولا يجد الإنسان رغبة في مواصلة مشوار حياته، فتبدأ النفس في الزهد في الحياة والذبول والانطواء والبعد عن الأصدقاء والأهل والمعارف، ويجد نفسه لا تريد النزول إلى محراب الحياة أو العودة مرة أخرى إلى ممارسة واجباته الحياتية والخروج للعمل مرة أخرى.
وتحدث صدمة الاكتئاب النفسي عندما نفقد أحد الأصدقاء أو الأب أو الأم أو الزوج أو الزوجة أو الأخ أو الأخت، فتبدأ المشاعر النفسية في استعادة ذاكرة الذكريات التي كانت مع هذا الشخص الذي تم فقده ولا يستطيع أن يرجع له مرة أخرى، وقد تكون هناك عدم الرغبة في الظهور والخنوع، وتخاذل الجسد عن القيام بواجباته الحياتية.
يكون ذلك نتيجة لمقومات كثيرة حدثت مع هذه النفس وارتباطها بمن فقدته، وقد لا يستطيع قضاء يومه فيذهب للنوم هاربًا من الحياة وما ألم بها منها من فواجع أثرت فيه وقطعت الرباط والخيوط التي تربط النفس بالجسد أو الروح بالجسد.
تتقطع المشاعر من أماكن ربطها بالنفس وتذبل مشاعر الأمل والحماس والابتهاج والضحك والشجاعة، وتختفي تدريجيًا، لا تصدر أي إشارات لهذه الروابط لكي تعمل مرة أخرى في فترة الاكتئاب النفسي، وتحل محلها إشارات الحزن وفقد الأمل والتفكير في الرحيل، وسواد النفس.
خلق الإنسان في كبد

التغلب على الاكتئاب النفسي
كذلك الهروب من الواقع الذي يعيشه إلى واقع افتراضي يتخيل فيه وجوده مع من يحب، وتمنيه أن يذهب إليه في الحياة البرزخية التي سبقه إليها، ناسيًا قوانين الحياة الدنيا وما كتبه الله على البشر فيها بأن الإنسان خلق في كبد، فقد قال تعالى:
{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ}
والكبد هنا أي في مشقة وتعب، ولا يستطيع الخروج من هذا الاكتئاب إلا إذا كان متواصل مع المولى سبحانه وتعالى، لكي يشحن الطاقة الروحية والنفسية مرة أخرى من خلال الدين، والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يفك الله ما به من كرب.
والمداومة على قراءة القرآن لكي تعمل روابط المشاعر النفسية التي تربط بينها وبين النفس مرة أخرى، وتقوم الطاقة الموجودة بها وتتحول من روابط نفسية سلبية إلى روابط نفسية إيجابية، وتحل روابط الفرح والسعادة بدلًا من روابط الحزن والانكسار والتي تسبب الاكتئاب، وروابط الأمل والتطلع إلى تحقيق الذات واستكمال الحياة
اقرأ أيضًا:
التحفيز المغناطيسي لمعالجة الاكتئاب