الرهاب الاجتماعي

التخلص من الخجل والرهاب الاجتماعي .. السلام عليكم ورحمه الله  عدم الثقة في النفس مشكلة أصبحت شائعة في عصرنا الحالي ويعاني منه الكثير من الشباب والفتيات ما يسبب الرهاب الاجتماعي ويتسبب في الكثير من المعاناة منها عدم القدرة على مواجهة مصاعب الحياة وعدم القدرة على الدفاع عن نفسه.

ويتقبل رأي الاخرين رغم نزعاجه لكن الخجل يمنعه من التعبير عن رأيه بطلاقة وبثقة.

التخلص من الخجل والرهاب الاجتماعي بطريقى فعالة

بعض الأحيان يصل الأمر للاكتئاب وبعض الحالات للأسف تصل الأمور حتى للانتحار او أذية النفسه بسبب احتقاره لنفسه.وأسباب الخجل كثيرة وليس سبب واحد لكن ما يهمنا الآن هو التخلص من الخجل بصفة نهائية .

في زمن أجدادنا كان يعتبر الشخص الخجول على أنه شخص خلوق ومهذب لكن للأسف في عصرنا الحالي يعتبر الشخص الخجول على أنه شخص ضعيف الشخصية وليس له قرار.ويعتبر ضحية في نظر النرجسي.

فالشخص النرجسي لايرحم الخجول ويعتبره ضحية وهذا نلاحظه كثيرا في تجمعات. حينما تجد شخص يتمسخر ويضحك على شخص خجول بدون ضمير او مراعاة لمشاعره مايسبب لشخص الخجول بي معانات نفسية عندما يكون بمفرده.

اذن الحل

1.التركيز على أخطائك عندم تتكلم مع شخص آخر.

2.النظرة السلبية لداتك وعدم الرضا

3.التفكير في نظرة المحيطين معك في المكان.

اولا / عليك ان تحب نفسك وأن تقدر نفسك يمكنك الوقوف امام المرآة وتدريب على هذه الخطة العلاجية البسيطة.

قف امام المرآة تخيل نفسك تتكلم مع شخص ما. مع التركيز في حركة عينك مثلا.

تكلم نفسك مع النظر في العين لمدة 3 تواني تقريبا تم غير نظرك قليلا تم انظر مرة أخرى في العين. أو عند مشاهدتك التلفاز او نشرات الأخبار تخيله يخاطبك وانظر فقط في عين الشخص الذي في التلفاز بهذه الطريقة تتغلب في نظر من يتحدت معك يمكنك كذالك أن تتدرب مع من في محيطك في المنزل.

تانيا / تنفس الصحيح عند الخجل تتوتر وعند التوتر تزداد سرعة التنفس ويصبح تنفسك غير منتضم امر يسيئ الامر اكتر .

لدالك واجب عليك ضبط طريقة تنفسك أتناء لقاءات أو في المواقف صعبة. فالتنفس يجعل العقل أكتر راحة و فاعلية وعدم توتر.

طريقة بسيطة فقط استعمل طريقة yoga في تنفس كل ماعليك تنفس ببطء استنشق الهواء من الأنف وكتمه قليلا تم زفير من الفم مع تكرار العملية حت تصبح طريقة تنفسك صحيحة عند الكلام أو الانفعال

تالتا. ردد كلمات إيجابية عن نفسك ومجد نفسك.

رابعا / عدم مشاهدة الإباحيات والاقلاع عنها فورا لأنها سبب رئيسي في الاكتئاب وعدم القدرة عن نظر في العين أتناء الكلام والعزلة والكتير من الأمراض التي تسببها الاباحية بدراسات امريكية.

إقرأ ايضًا

كلام مبعثر لتحقيق الذات

لماذا لا يُجدي علم تنمية الذات نفعا؟!

صراع الذات

كيف تتغلب على الرهاب الاجتماعي.. مشكلة عريقة، ونسبة انتشارها بين الشباب والفتيات كبيرة، لهذا نود أن نتطرق اليوم إلى خطوات عملية تعرف من خلالها كيف تتغلب على الرهاب الاجتماعي الذي تعاني منه.

دعونا ننوه أولا إلى أن الرهاب الاجتماعي نوعان: نوعي كلي وهو الأسوء، ونوع جزئي. فالرهاب الاجتماعي الكلي هو أن تخاف من الناس لذاتهم، كأن تراهم وحوشا أو أشباحا، ودائما ما يكون هذا النوع مرتبطا بمشاكل عقلية أخرى. أما النوع الثاني -وهو سنتحدث عنه اليوم بإذن الله- فهو الرهاب الجزئي، ومعناه أنك تخاف مما قد يقدم عليه الناس، بأن تخشى تصرفاتهم، وردود أفعالهم ونتائجها التي قد تتسبب لك بالإحراج، فيؤدي ذلك إلى رغبتك في تجنبهم ومن ثم يتحول ذلك مع مرور الوقت إلى قلق اجتماعي جزئي.

وهنا بداية الحل أن تعترف لنفسك بما تخشاه، وبأنك تعاني من رهاب اجتماعي.. وهذا هو نصف الحل تقريبا.. حتى تبدأ في أولى خطوات التخلص منه بإذن الله.

كيف تتغلب على الرهاب الاجتماعي؟

صديقي المصاب بالرهاب الاجتماعي.. ما تشعر به لا يعني أبدا أنك جبان أو ضعيف الشخصية، إطلاقا. كفاك قوة أنك واجهت نفسك بما تعانيه، الجبناء فقط هم من لا يعترفون بمشاكلهم. قلت لك أنك بالفعل قد أنجزت نصف الحل. لذا لا تشعر بأنك معتل أو أنك أنقص من غيرك، أنت فقط قلق. قلق من المجهول، من ردود فعل الناس التي لا تعرف كيف ستكون. قلق أن تكون محرجا، قلق أن تتم السخرية منك، هذا قلق. والجميع يقلقون.

الجميع يخافون من أن يشعروا بالإحراج، لا أحد يحب أن يتم الاستهزاء به. هذه غريزة في كل بشري، لست وحدك القلق. أذكر أن وزير خارجية إحدى الدول قال يوما: “أنا أشعر بتوتر شديد كلما خرجت إلى الصحافة لألقي خطابا”. تخيل هذا وهو وزير، وحين عدت أنا إلى خطاباته لم يظهر عليه التوتر أبدا، لماذا؟ لأنه تحكم في توتره. لا أقول أنه نزع التوتر بل أقول أنه تحكم فيه. فلا تصعب الأمر على نفسك ولا تضخم مشكلتك. الجميع يتوترون أيضا ولكن ربما بدرجة أقل قليلا منك. أنت ربما قرأت الكثير عن الرهاب الاجتماعي ورأيت مدى تشابه أعراضه مع الأعراض التي لديك كالارتعاش مثلا أو التعرق أو زيادة نبضات القلب وهذا ما ضخم الأمر لديك وجعلك تشعر بأنك تعاني من مرض مزمن، لكن هذا خطأ….

الأمر الأول الذي يجب أن افعله هو أن تتوقف عن قراءة مقالات تتعلق بالرهاب الاجتماعي أو بأي مشاكل نفسية أخرى، لأن هذه المقالات تهدف في الأصل إلى تعريف الناس العاديين عن ما يعانيه أصحاب المشاكل النفسية وإلى تحذير من بدت عليه أمارات بعض هذه المشاكل لكنها لم ولن تكون أبدا موجهة إلى من يحملون المشكلة. هذه المقالات ليس موجهة لك. المكتوب فيها لن يحل مشكلتك.

هذه نقطة. النقطة الأخرى أننا نكتب هذا المقال حتى تعرف نفسك جيدا لتتمكن من بدء مرحلة العلاج من الرهاب الاجتماعي. عليك أن تعرف نفسك بشكل كاف.

أولا ما نوع بيئتك؟

يعني هل أنت طالب جامعي؟ أم أنك خريج؟ إن كنت طالبا ففي أي قسم تدرس؟ هل تدرس مجال الطب الذي يضطرك إلى التعامل مع كم هائل من المرضى؟ أم قسم الإعلام الذي يجعلك تلقي خطابات أمام عدد كبير؟ أم مجال الهندسة مثلا الذي لا غنى فيه عن العمل الجماعي مع زملاءك؟

• هل تذهب إلى العمل؟ هل تعمل بمفردك أم ضمن فريق داخل مكان العمل؟
• ماذا عن أسترك؟ هل تعرف بهذا الأمر؟ أم أنك تريد حل الأمر بمفردك؟
• هل لديك أصدقاء مقربون؟ لا أعني زملاء تعرفهم بل أعني أشخاصًا تهتم بهم ويهتمون بك؟

إجابات هذه الأسئلة مهمة جدا لكي تعرف من أين تبدأ وكيف تبدأ؟ وما إن كان هناك من سيعاونك في  هذا الأمر أم أنك ستخوضه بمفردك أو العقبات التي أنت مضطر لمواجهتها بشكل يومي كالذهاب إلى العمل أو الجامعة مثلا.

لا تخش الإجابة، لا توجد إجابة أفضل من الأخرى، إن لم يكن لديك أصدقاء فقل ذلك، إن لم تعرف أسرتك فلا مشكلة، المهم أن يكون روتين حياتك اليومي واضحا لنتمكن من البدء بأول خطوة عملية إن شاء الله.

مشكلة الرهاب الاجتماعي

مشكلة الرهاب الاجتماعي تنقسم إلى قسمين رئيسيين:
الأول: التوتر الذي يصيبك حين ينظر إليك المارة وأنت تسير (توتر لحظي لأنك تتجاوز نظراتهم وتكمل طريقك).
الثاني: التوتر الذي يصيبك حين تكون جالسا مع أشخاص (توتر طويل لأنك تبقى بجوارهم وترى نظراتهم لمدة أطول).

ولهذا نحن نحتاج إلى عدة خطوات عملية لنتمكن من حل هاتين المشكلتين، كل خطوة منهم قد تبدو تافهة وغير مجدية، ولكن صدقني، في المشاكل النفسية أنت لا تتعامل مع شخص، أو مع عضلة ستدربها لتقوى، إنما أنت تتعامل مع دماغ، وهذا الدماغ أشبه بجهاز الحاسوب الذي يخزن المعلومات على هيئة ملفات، لذا عليك أن تعرف كيف يتعامل دماغك مع هذه المشكلة لتتمكن من حلها.

كيف يتعامل عقلك مع الرهاب الاجتماعي

ما يحدث في عقلك هو الآتي:
أنت تستيقظ صباحا -في العموم- وعقلك صاف، ليس فيه ربما إلا ملفات بسيطة مثل: ماذا سأتناول على الإفطار؟ وماذا سأرتدي عند الخروج؟ وهكذا، وحين تخرج من المنزل يبدأ عقلك في فتح الملف الخاص بالخروج، ويصيبه الارتباك، لأن فيه ملفات كثيرة وغير مرتبة مثل: هذا الرجل ينظر إلي، ملابسي غريبة، طريقة مشيتي مضحكة، لم هذه الفتاة تحدق بي؟، وبناء على ذلك تنشأ ملفات أخرى مثل: التوتر يزداد، يداي ترتعشان، أنا خائف.

هذه كلها معلومات ومشاعر مخزنة داخل عقلك يسترجعها الدماغ فور خروجك، ولا يتمكن من التعامل معها أو ترتيبها، لذلك -ببساطة- أنت ستعمل على إفراغ عقلك من كل هذه الملفات، بالطبع ليس دفعة واحدة ولكن بالتدريج، سنعتبر كل ملف وكأنه قضية كبيرة ونقوم بالتخلص منه تماما ثم ننتقل إلى ما بعده وهكذا.

لذا لا تفكر بأن عليك أن تفعل شيئا كبيرا وعظيما لتحل مشكلتك، كلها تبدأ بأمور صغيرة، وهناك مثل مصري يقول: (خُد م التلّ يختل)، فمهما كانت الأسباب كثيرة وبدا لك أن العمل على سبب واحد هو أمر غير مجد، فلا تقلق، الأسباب ستتناقص واحدا تلو الآخر.

كيف أفعل؟

أنت مثلا إذا سألت أحدهم عن حل مشكلة الرهاب، ربما سيقول لك: “عليك أن ترفع ثقتك بنفسك، ولا تلتفت إلى كلام الناس، لا تجعل مشاعر التوتر تسيطر عليك”.

إذا سمعت ذلك ستقول أن هذا بالفعل ما أحتاج إليه، هذا هو الحل، ولكن إذا قلت لك هذا الكلام الآن بدعوى أنني أريد حل مشكلتك فأنا شخص مجنون حتما، لأنك لا تحتاج فحسب إلى (ماذا أفعل؟) بل أنت تحتاج في الأصل إلى (كيف أفعل؟)، واضح جدا أن التخلص من التوتر هو الحل، أنت نفسك تعرف هذا، السؤال هو كيف أتخلص من التوتر؟ ومعروف أيضا أن عليك أن تزيد ثقتك بنفسك، المطلوب كيف أفعل ذلك؟

والآن بإذن الله سنبدأ بالتأثير على التوتر الخاص بالقسم الأول من مشكلتك -كما ذكرنا- والذي بدوره سينعكس إيجابيا على القسم الثاني.

الخطوة الأولى

هدف الخطوة الأولى هو (كيف لا أهتم لنظرات الناس؟).

أنت تعتقد أنهم ينظرون إليك لأن ملابسك غريبة ومشيتك مثيرة للسخرية وطريقة تحدثك غريبة، أو لأنك غريب عموما. لذا سنبدأ بالتدريج في إقناع عقلك أنك لست غريبا وأنك عادي جدا، وأن نظرات الآخرين إليك هي نظرات طبيعية جدا وغير مقلقة.

الملابس

ملابسك هي أنت ذاتك. الناس أول ما ترى فيك هو ملابسك. لذا المهم هنا هو أن تتأكد من أن ملابسك عادية، تماما كبقية الأشخاص، فالناس لا يعيرون اهتماما ولا يلفت انتباههم إلا الشيء الغريب والخارج عن المألوف. حين تمر بجوارك السيارات مثلا فلا يلفت انتباهك إلا السيارات الغريبة، مثلا سيارة بلون أصفر، وسيارة صغيرة كتلك التي كانوا يقودونها في القرن الثامن عشر، أو سيارة فارهة ذات سقف مفتوح. أما السيارت السوداء والزرقاء والفضية ذات الماركات المنتشرة ستجعلك تنظر إليها دون اهتمام. كذلك الأمر مع ملابسك.

حاول أن تكون عاديا. لا تحاول أن ترتدي ملابس ملفتة. كذلك لا تتأنق أكثر من اللازم كأن ترتدي بذلة وربطة عنق في غير مناسبة لأن الناس سيحدقون بك. لا تهمل أيضا وترتدي شيئا غير أنيق لأن الناس سيحدقون بك أيضا، رغم أن نظراهم في الحالة الثانية هي نظرات استغراب واستنكار، أما في الحالة الأول هي نظرات إعجاب بملابسك، وهذا جيد، ولكنك لن تدرك الفرق بين النظرتين، لأن النظرة عموما تصيبك بالتوتر، لذا لا تخرج عن المألوف.

دقق فيما يرتديه الشباب من حولك، مثلا الغالب هو بنطال أسود أو أزرق، وقميص بألوان غير زاهية كالأبيض والأخضر والبني مثلا، دعك من القمصان الغريبة المنقوشة والتي تبدو كإعلانات لحشائش الساڤانا، قميص عادي بلون واحد أو مخطط مثلا بلونين أو ثلاثة، وحذاء عادي، يمكنك أن تختار لون حذاء داكنا حتى لا يلفت الانتباه، ولكن الحذاء الأبيض منتشر بشكل كبير أيضا.
أعتقد أنك ربما تملك مثل هذه الملابس، المهم أن تكون ملابس عادية.

ثق في ملابسك

الآن أنت تمتلك ملابس مطابقة تماما لما يرتديه زملاؤك ومعارفك وحتى المارة في الشارع، لا اختلاف بينكم، لا شيء ملفت في ملابسك لكي ينظر إليك الناس، إذن أنت ستكون على يقين بأن هؤلاء الذين ينظرون إليك أو حتى الذي تشعر بأنهم قد ينظرون إليك أو يراقبونك فإنهم إنما يفعلون ذلك لسبب غير ملابسك لأن ملابسك عادية وجيدة، وحتى مديرك في العمل أو أحد أعمامك أو بنات خالاتك في الاجتماعات العائلية، أيا يكن، نظراتهم قطعا ليست بسبب ملابسك، ربما هناك سبب آخر. دعك منه، المهم هنا هو أن تثق بأن هذه النظرات ليست لأن ملابسك غريبة. أي أن ملف (ملابسي تبدو مريبة أو غريبة) المخزن في عقلك، هو ملف خاطئ ويجب حذفه.

قد تفكر وتقول: الملابس؟ أشعر أن هذا لن يؤثر كثيرا في تحسين ثقتي. أقول لك، بل سيؤثر قطعا، بإذن الله. لأن الثقة كما تعلم أنت ونعلم جميعا ليست أقراصا أو مشروبا تتناوله. إنما هي شبكة تتكون بنسج خيوط كثيرة معا، وأنت الآن تمسك بأول خيط وتشرع في صنع شبكة ثقتك الخاصة.

إذن اتفقنا على أنك ستتأمل ملابسك قبل أن تخرج من المنزل، خذ رأي أخيك الصغير إذا أردت، ولكن انتبه لا تحاول أن تبدو مميزا وأنيقا لأن هذا سيجذب انتباه الآخرين إليك، نحن نريد منك أن تطمئن إلى أن هذه النظرات ليست بسبب ملابسك، ربما هم ينظرون بشكل عادي، أو يحدقون لأنهم هم الغرباء وليس أنت، أو ربما لأنك في مرمى نظرهم فحسب ولا يقصدونك شخصيا، أي أمر آخر، المهم أنك واثق بأن سبب توترك ليس الملابس.

يمكنك أن تتوقف هنا إن أردت وتعيد قراءة الجزء السابق مرة أخرى.

لا تستسلم

لا أقول أن هذا واجب اليوم أو واجب الأسبوع بل أقول هذا واجب هذه الفترة، لا وقت لانتهاء هذا الواجب، خذ من وقتك ما شئت وحتى إن فشلت مرة واثنتين وعشرا فلا تحزن ولا تيأس، أنت تتعامل مع عقلك القوي الذي لن يسمح لك بسهولة أن تمحي تلك الملفات، عليك أن تقاومه، وتعانده، مثلا خرجت اليوم وشعرت بالتوتر وشعرت -بشكل لا إرادي- أن ملابسك إحدى الأسباب. طبعا أعلم أن هناك أسباب أخرى تدور في عقلك، ولكن لا تنكر أن الملابس إحداها. إذا خرجت وما زالت الملابس جزءً من توترك، لا مشكلة أبدا. عد إلى المنزل وقف أمام المرآة وقل لنفسك: لماذا شعرت بالتوتر اليوم؟ هل كانت ملابسي سببا في ذلك؟ لماذا؟ أنا ملابسي عادية جدا؟ ما الملفت في ما أرتديه؟ الناس قطعا لم يكونوا ينظرون إلى ملابسي. ملابسي عادية جيدة بالتأكيد.

 اخرج في اليوم الثاني، وافعل ذات الأمر، وإن توترت (بسبب ملابسك) فلا مشكلة أيضا. كررها مرة واثنتين وعشرا وعشرين. افعلها كل يوم. اخرج مرة بالنهار ومرة بالليل لأن الرؤية في ضوء الشمس تختلف عن الرؤية في ضوء مصابيح الشارع، وكل مرة فكر وأنت في الطريق. أنا متوتر نعم، ولكن ليس بسبب ملابسي. أنا ملابسي عادية جدا، لذا تحدث بهذا الكلمات ولا تخجل من نفسك، فعقلك يسمع تماما كأذنك، وكلماتك تؤثر عليه بشكل سيبهرك  لا ترفع صوتك كثيرا ولكن حدث نفسك بهذا. كررها حتى تتأكد من أن لتوترك أسبابا ولكن ملابسك قطعا ليست أحد هذه الأسباب.

الآن لنرَ ما سيكون رد فعل عقلك في هذه المدة.
في البداية عقلك لن يبدي أي ردة فعل. سيظل يقاوم ويحافظ على المشاعر والمعلومات المخزنة لديه. حين تكرر هذا الأمر، سيبدأ عقلك بأخذه بعين الاعتبار، وسيعرف أن هناك خطرا يحيط بنوع من الملفات التي لديه والمخزنة ضمن جزء (فقدان الثقة) والتي هي جزء أيضا من (أسباب التوتر والخوف الاجتماعي). بعدها ستهتز ثقة عقلك بهذه الملفات وسيبدأ في التفكير بأنه ربما يجب مسحه. هذا سيحدث بشكل لا إرادي ودون أن تدرك، ثم سيقوم بجمع كل الملفات (المشاعر) التي تدور حول (الناس تنظر إلى ملابسي الغريبة، ملابسي تصيبني بالتوتر، أشعر أن ملابسي مثيرة للسخرية). وسيبدأ بالتدريج في حذفها واحدا تلو الآخر. ببطء ربما، لكنها ستحذف تماما.

هنا ستبدأ أنت جزئيا بالاطمئنان إلى ملابسك. عند هذه النقطة، احذر من أن تتوقف. احذر من أن تقول: الآن أثق بملابسي دعنا ننتقل للخطوة التالية. لا، تذكر أن عقلك محى الملفات فحسب، أي أن مكانها فارغ، تحتاج أن تملأها بـ(ملابسي عادية وجميلة وطبيعية). إذا تحمست وتركت عقلك فارغا من هذه الملفات، سيرتبك ويحاول ملأ الفراغ بأقرب ملف كان لديه ثم يعمل على استعادة هذه الملفات مرة أخرى وهذا ما يسمى بـ (الانتكاس). تماما كما يحدث للمريض الذي يصف له الطبيب دواء لمدة أسبوع مثلا. فإذا شعر بالتحسن بعد أربعة أيام توقف عن أخذ الدواء، هذا خطأ جسيم.

هذه الخطوة الأولى، هناك خطوة ثانية، ولكن تأكد أولا من أن تقرأ الجزء السابق بشكل جيد وترتب المطلوب فيها لتقوم به.

الخطوة الثانية

الخطوة الثانية هامة جدا، وهي أيضا تندرج تحت بند رفع الثقة الذي سيؤدي إلى التخلص بإذن الله من التوتر.

من أسباب توترك، هي عدم ثقتك في طريقة مشيتك. إليك هذا الحل البسيط. حاول أن ترتدي قبعة (الكاب)، ذلك النوع الذي يرتديه معظم الشباب. ربما الأسود سيكون أفضل، لا أدري إن كان ارتداء القبعات من ما تفضل ارتداءه أم لا ولكن حاول، حاول أن تخرج به،

لماذا؟

أولا لأنك لن ترى عيون جميع الناس. القبعة ستعمل كحاجز بين عينك وبين رؤوس بعض المارين من حولك. لذا لن ترى عيونهم التي قد تنظر إليك. وسيخفف هذا من توترك، والمارة الذي ربما كانوا يستغربون من نظرتك القلقة والمتوترة ونظرتك إلى الأسفل لن يشعروا بذلك لأنك ترتدي قبعة عادية كالتي يرتديها أكثر من ستين في المئة من الرجال حول العالم. الأمر الثاني والأهم، هو أنك ستتمكن من ملاحظة طريقة مشيتك بشكل جيد ودون أن يلاحظ أحد أنك تسير مطأطأ الرأس.

ستسير وعينك على قدميك، لترى أن مشيتك عادية، وأنك تسير بشكل طبيعي. (لا تهمل أيضا النظر إلى ما أمامك حتى لا تتعثر قدماك لا سمح الله)، كما يتسنى لك أيضا رؤية طريقة مشية الأشخاص المارين بجانبك دون أن تنظر إلى عينهم ودون حتى أن يعرفوا أنك تنظر إليهم. قارن بين مشيتهم ومشيتك، هل تسير مثلهم؟ أم في مشيتك غرابة؟ كأن تسير مثلا وقدماك متقاربات جدا، أو هل تسير بسرعة شديدة؟ أو بطء شديد؟ غالبا ستجد نفسك طبيعا. أنت تسير مثل أي أحد، مثل زميلك، ومثل البائع المتجول، ومثل المعلم، ومثل الوزير، ومثل الممثل، (لستَ كعارض الأزياء بالطبع، احرص على أن لا تسير مثلهم،  فمشية عارضي الأزياء مريبة إن لم تكن على منصة العرض) كلكم تسيرون بشكل طبيعي. لا فرق.

جرب أنت بنفسك. انظر  -وأنت ترتدي القبعة- إلى أقدام من يسيرون حولك. (لا تجرب أن تحدق في أقدام من حولك دون أن ترتدي قبعة، لأنك إذا جعلت ذلك واضحا ورأى أحدهم أنك تحدق بطريقة مشيته، سيجدك غريبا وسيشعر بعدم الراحة). انظر إليهم وراقب. هل مشيتهم غريبة؟ (دعك من النساء اللواتي يرتدين الكعب العالي فلا شأن لنا بمشيتهم هنا) هل يسير من حولك بشكل مريب؟ هل تشعر أنهم مثيرون للسخرية؟ لا. ثم انظر إلى نفسك، هل تسير مثلهم؟ نعم. إذن أنت أيضا غير مثير للسخرية. وطريقة مشيتك عادية، والناس لا ينظرون إلى مشيتك. أخبر نفسك بذلك. قل لعقلك أن مشيتي عادية. توتري ليس بسبب ذلك. أنا أمشي كما يمشي الناس. ليس في مشية الناس شيء غريب يجعلني أحدق بهم، وكذلك ليس في مشيتي شيء يجعل الآخرين يحدقون بي. إذن سبب توتري -كما قلنا سابقا- ليست ملابسي وأيضا ليست مشيتي.

افعل ذلك كلما خرجت، وانظر دائما إلى طريقة مشيتك، واسأل المقربين منك: هل أسير بشكل غريب؟ هل تلفت طريقة مشيتي انتباهك؟ إذا كررت ذلك سيتعامل عقلك مع ذلك الملف تماما كما تعامل مع الملف السابق. سيقاومك في البداية، ثم يتردد، ثم يمحو الملفات، وبعدها يثبت الملفات الجديدة في مكان مختلف تماما عن ملف (فقدان الثقة) وستقل الملفات المخزنة في عقلك المندرجة تحت بند (فقدان الثقة).

أريد أخبرك أمرا آخر بخصوص نظرات الفتيات، لا تقلق أبدا حول هذا، خصوصا إذا ارتديت الملابس الطبيعية. كما أن ارتداء الـ(الكاب) بالذات يضفي لمسة وسامة على الرجل. هذا لأن النساء ينظرون إلى الرجال نظرة عاطفية. هذه فطرة الله. خلق الله الرجال منجذبين للنساء بطبعهم، وخلق النساء منجذبين للرجال بطبعهم، ولهذا أمرنا الله بغض البصر، لذا لن ترى -غالبا- سخرية من نظرات الفتيات.السخرية عادة ما تكون بين أبناء الجنس الواحد.

ودعني أخبرك أيضا أنك محظوظ لأن السخرية بين الرجال حول الملابس والمشية وطريقة التحدث وغير ذلك تكون في العادة أقل بكثير مما بين النساء. ولهذا قال الله تعالى:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ)

أي جماعة، رجالا كانوا أو نساء، ثم خصص وقال:

(وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ)

ولم يقل: لا رجال من رجال ولا نساء من نساء. بل أكد فحسب على سخرية النساء من بعضهم، فالرجل مثلا إذا رأى رجلا آخر يرتدي مثل ملابسه ربما يجد الأمر لطيفا أو عاديا، أو ربما لا ينتبه أصلا. أما النساء فلعمري لهم أشد سخرية على بعضهم من غيرهم. أسأل الله أن يعافينا من ذلك. المهم، لا تشعر بأن العبء أكثر إذا مرت بجوارك فتاة. الأمر عادي، إذا كررت الخطوتين السابقتين لفترة سترى أن الفرق أيضا سيقلل من توترك تجاه النساء والرجال على حد سواء بإذن الله.

افعلها وصدقني خطوة بعد خطوة ستشعر بالتغيير بإذن الله. المهم أن تبتعد -كما قلنا- عن أي مقالات تثير مشاعرك حول الرهاب أو عن الأشخاص الذين دائما ما يقولون لك: أنت تخاف الناس، أنت تتصرف بشكل مريب، أنت لديك رهاب، وهكذا. سمِّ الله وخذ نفسا عميقا قبل أن تخرج، ثم غادر وأنت تضع ذلك الهدف في عقلك. سيأخذ الله بيدك ويعينك على ذلك إن شاء الله.

النحافة الزائدة والرهاب الاجتماعي

هناك سبب شهير جدا لمشاكل الرهاب، وهو عدم التناسق الجسدي، سواء كان السمنة الزائدة أوالنحافة الزائدة. دعونا نتحدث عن النحافة الزائدة مثلا.

إذا كنت تمتلك جسما نحيفا جدا يجعلك تبدو أصغر وأقل شأنا فأنت غالبا تشعر بالإحباط ليس بسبب مظهرك الذي يبدو أصغر. بل لأن بعض الناس ربما يعاملونك  كصغير. يُشعرونك أحيانا أنك ما زلت فتى غير ناضج، وهذا ليس محببا بالنسبة للكثيرين، لأنه يسبب مشاكل لهم في كثير من الأحيان. فإذا بحث عن عمل ما رُفض لأنه يبدو صغيرا. وإذا جلس في أحد المجالس تجاهلوا رأيه لأنه صغير، هذا منطقي، ولكن هل تعلم أن فكرة أن تبدو أصغر من سنك هي حلم الجميع؟ لا أقول حلم الكثير من الناس، بل أقول هو حلم الناس جميعا تقريبا.

إن صغر المظهر يجعلك تعيش فترة الشباب -الفترة الأفضل في حياة الإنسان- مدة أطول. فأنت في عمر الثلاثين ستبدو كشاب في السادسة والعشرين أو في الخامسة والعشرين من عمره، هذا يجعلك تبدو حيويا دائما. ويراك الآخرون أكثر قدرة على العمل والإنتاج، وإن كان هناك من يستصغرك أحيانا فلا يُحزنك قولهم. لأنك ستبدو أصغر من سنك نعم ولكنك لن تبدو صغيرا. وبين (أصغر من سنك) و (صغير) فرق شاسع. فالصغير هو الفتى غير الناضج، من عمر الطفولة حتى عمر الرابعة عشر تقريبا. أما أصغر من سنك فهذا يعني أنه لا تظهر على وجهك علامات التقدم في السن بسرعة. تخيل مثلا أنك في عمر الأربعين، ستبدو حينها في الخامسة والثلاثين ربما، هذا رائع. ستبدو أصغر من سنك ولكنك لن تبدو صغيرا. ستبدو شابا مدة أطول.

أحيانا ترى رئيس شركة أو شخصا ناجحا بشكل رائع في مجال ما فتتعجب وتقول بنبرة فخر: هذا شاب ثلاثيني كيف استطاع تحقيق هذا النجاح في هذا السن، ما شاء الله! في حين أنه ربما تخطى الأربعين، وعاش من التجارب والخبرات ما يكفيه لتحقيق النجاح، ولكنه يبدو فحسب أصغر من سنه. وهذا يزيده بريقا في عيون الناس، وهناك الكثير من الرجال والنساء أنفقوا أموالا باهظة ليس ليكونوا أجمل. بل فقط ليبدو أصغر سنا، والأمر هكذا منذ القدم فالشاعر نفسه يقول: (ليت الشبابَ يعود يوما).

أنت -بدون إنفاق- يعتبر أن الشباب عاد إليك وسيظل مظهرك وكأنه عاد لك مهما تقدمت في السن، ستظل تتمتع بمكانة الشباب لفترة أطول، وصغر السن عموما يضفي وسامة على الشاب لا تخفى على من يراه. فأبعد عن عقلك فكرة الإحباط تماما، ولا تعرها اهتماما لأن التفكير بها قد يقلل من ثقتك بنفسك. بل اشعر وكأن الله منحك هذه الهبة دون كثير ممن تمناها. ودعك مما يقول الناس، فالجانب الأكثر إشراقا في الأمر هو أنك ستبدو دائما شابا وسيما ذا حيوية.

وهذا الأمر -وإن كان محبطا لك نوعا ما في السنوات الماضية- فإنه لن يكون كذلك بإذن الله في السنين القادمة، لأنك ستبدو (شابا) ولن تبدو (صغيرا)، هذا يفتح لك بابا يتمناه الكثيرون، ويتيح لك فرصا نادرة. ويشق لك طريقا لتثبت نفسك بشكل أفضل، وسيرتفع قدرك بين الناس. فمثلا إن أديت عملك بشكل كفؤ ستجد من لا يعرف سنك يقول في إعجاب: رغم أنك تبدو صغيرا إلا أنك ذو كفاءة، أحسنت عملا.

نصائح للتغلب على الرهاب الاجتماعي

أولا: أنصحك أن تراجع طبيبا لترى ما إذا كان هناك سبب طبي ما لنحافتك ليصف لك بعض الأدوية، وحتى إن كان بسبب طبي فيمكن علاجه بإذن الله، لا تقلق.

ثانيا: أن تكون نحيفا هو أمر عادي. نعم هو ليس طبيعيا بالنسبة للوزن المثالي لجسدك وفقا لعمرك، ولكنه عادي. عادي بمعنى أنك لست الوحيد. لست عجيبا أو غريبا بشكل يستحق الدراسة. تماما مثل السمنة، إذا رأيت شخصا سمينا هل ستتملكك الدهشة؟ لا، إنه غير مثالي نعم، ولكنه ليس خارقا.

ثالثا والمهم: من الرائع جدا تتخذ خطوة بهذا الخصوص، وتقرر الذهاب إلى الجيم، وإن كانت الظروف المادية الآن لا تسمح بالذهاب، لا مشكلة أبدا. الذهاب للجيم أحد الحلول ولكنه ليس الحل الوحيد. يمكنك تحقيق هدفك دون إنفاق المال.

ممارسة الرياضة

الرياضة.. وأخص بالذكر (الجري في الصباح)، الجري ليس خاصا بمن يعانون من السمنة، لا. الجري شيء يحتاجه الجسم ويساعده على التوازن. لذا لا تظن أنك ستنحف أكثر إن مارست رياضة الجري. لا تقلق، الجري سيعيد الحيوية إلى أعضاء جسدك. هذا إلى جانب تأثيراته الكبيرة على صفاء العقل وتركيزه، وأيضا التمارين التي كنت تمارسها في الجيم، مارس بعضا منها في المنزل. اذهب منطقة خالية في مدينتك ومارس تلك التمارين. تماما كما كنت تفعل في الجيم، الفرق هو أنك لن تنفق مالا.

الانترنت.

هناك تمارين كثيرة على الانترنت تساعدك على زيادة الوزن. وهناك نصائح بخصوص تنظيم غذاءك حتى يساعدك على حل المشكلة. وفي هذا الأمر بالذات لدي نصيحة لك، لا تطبق كل شيء يخص الطعام. المهم ليس أن تزيد من وزنك فحسب، بل احرص على أن تكون تلك الزيادة صحية. فمثلا، تناول الطعام قبل النوم مباشرة يزيد الوزن نعم، ولكنه غير صحي. سيؤثر سلبا على جسدك، لذا فالقيام بالتمارين مع ممارسة الجري صباحا من أهم العوامل التي ستلاحظ بعدها تغييرا على وزنك بإذن الله. هذا بعد أن تراجع طبيبا وتتأكد من احتياجك للدواء.

لا تشتت انتباهك

وبعد هذا وذاك أنصحك أن لا تشتت انتباهك. لا تفعل كل شيء دفعة واحدة. ولا تفكر في كل الأسباب معا، ولا تستغرب أيضا إن ظهر أمامك سبب جديد. لا مشكلة، عقلك واع وخصوصا في المشاكل النفسية، وسيحاول مقاومتك بشتى الطرق، ولكني أثق تماما بأنك تملك الإرادة للتغلب عليه بإذن الله. فإذا كنت مثلا بصدد رفع ثقتك بما يتعلق بملابسك فلا تفكر كثيرا وتقول: ماذا عن طريقة تحدثي إذن؟ كيف أحلها؟ ما زلت أتوتر من نحافة جسدي، لماذا لا أستطيع النظر في عيون الناس؟

لا تضغط على نفسك. دع الأمور تجري واحدة تلو الأخرى، وصدقني كل ما نجحت في خطوة ستجد نفسك أكثر حماسا للخطوة التالية وسيكون تحقيقها سهلا بإذن الله، ولا مانع من أن تطبق الخطوتين السابقين وأن تضيف إليهم الجرى وعمل التمارين في الصباح، هذا سيجعل عقلك أكثر صفاءً وأقدر على تقبل فكرة أنك عادي وأن ملابسك طبيعية وأنك مشيتك أنيقة وعادية.

لا تتعجل.

وهنا أقول لك أمرا في غاية الأهمية، لا تستعجل النتائج. وأكررها ثانية، لا تستعجل النتائج أبدا. وخصوصا على المستوى النفسي، خطوة بخطوة ستزيد ثقتك بنفسك وسيقل اهتمامك بالأسباب الأخرى. ستشعر مثلا أنك نحيف وأنك بحاجة لزيادة الوزن نعم ولكن هذا الأمر لم يعد يؤثر كثيرا على ثقتك بنفسك، وستتمكن أن تتقبل نفسك بصدر رحب. هذا بالتدريج، فقط ابذل جهدك. كما قلت لك، أنت تتعامل مع دماغ معقد، عليك أن تثبت وتقاوم، وسيظهر التغيير دون أن تلاحظ. حتى أنه قد يلاحظه الآخرون قبلك.

اكتب كل ما تشعر به فهذا سيساعدك على فهم نفسك أكثر وسيجعل إيجادنا للحل أسهل بإذن الله.

والآن صف ذهنك وركز على هدفك الحالي، ليس أن تتخلص من الرهاب، فهذا هدف معقد سيجعل عقلك مرتبكا. بل هدفك هو الثقة بملابسك، وطريقة مشيتك، وصحة جسدك.

أكمل طريقك ولا تلتفت، أكمل خطواتك في رفع ثقتك بنفسك وحينها تلقائيا ستجد أن هذا الأمر بعون الله لا يشعرك بالإحباط بل يعجبك ويشعرك بالتميز عن أقرانك.

اقرأ أيضًا

الرهاب الإجتماعي

الرهاب الاجتماعي: أعراضه، أسبابه و طرق علاجه

أنواع القلق وكيفية التعايش معه

أحيانا تلاحظ على أحدهم بعض التصرفات الغريبة منها حبه للعزلة و عجزه عن مواجهة الآخرين. فتظل تفكر في السبب و تعتقد أنها ظاهرة عادية. في حين أنه مشكل نفسي يعاني منه الكثير من الناس و يسمى الرهاب الإجتماعي. تبدأ علامات ظهور هذا المشكل منذ فترة الطفولة. و هو ناجم بالأساس على بعض التصرفات الخاطئة التي يمارسها الآباء مع أطفالهم.

إن الخجل الذي ينتج عن وضعية ما. القلق الذي ينتابك لسبب معين لا علاقة له بالرهاب الإجتماعي. فتلك تصرفات عادية جدا وليدة تلك اللحظة. و لا نطلق عليه اسم الرهاب الإجتماعي إلا إذا كان طبعا من طباع شخصية ما. و للتأكد من سلامتك عليك أن تتعرف على أعراض الرهاب الاجتماعي.

ما هي أعراض الرهاب الاجتماعي؟

– الرغبة في البقاء في البيت طيلة الوقت، بسبب الخجل المفرط عند التعامل مع الآخرين أو التحدث و هذا يكون عادة جراء عدم الثقة في النفس.

– لا تستطيع التصرف بمفردك توكل كل مسؤولياتك إلى عائلتك. فأنت عاجز عن اتخاذ قرارات جريئة. كما أنك تهتم كثيرا لآراء الآخرين و لا تطبق ما يقوله عقلك و هذا ما ساهم في إفساد حياة الكثير من الناس لأن حياتهم ليست ملكهم.

-لا تجيد التعامل مع الآخرين لذلك ليس لديك أصدقاء مقربون و تواجه مشاكل كثيرة مع شريكك في المستقبل.
-لا تستطيع القيام بأي شيء أمام الآخرين لا تناول الطعام و لا ممارسة أي نشاط فقط تفضل أن تبقى هادئا.

-ترفض حضور الحفلات الكبيرة لانك لا ترغب في مقابلة أحد فتبقى في البيت بمفردك رغم إلحاح أهلك للذهاب معهم.
-تعتقد أنك شخص فاشل لا يستحق النجاح و كل شيء تقدم عليه يفشل و هذا كله ناتج عن أفكارك السلبية لا غير.

-تشعر بالتوتر عندما يتواصل معك أحدهم خارج البيت فأنت اعتدت على البقاء بمفردك و عالمك الوحيد هو أسرتك و مكانك المفضل هي غرفتك.

أسباب الرهاب الاجتماعي:

ينتج الرهاب الاجتماعي بالأساس بسبب الرعاية الأسرية الخاطئة، فينشأ الطفل فاقدا للثقة في نفسه، لا يشعر بقيمته في المجتمع لذلك يفضل الإنزواء في غرفته طول الوقت و هذه بعض تلك الأسباب:

-يقوم بعض الوالدين بمهام أبنائهم يقررون مصيرهم مكانهم فيخترون اختصاصهم الدراسي و أصدقاءهم و كل ما يعنيهم خوفا عليهم لكنهم بذلك يبنون شخصية إعتمادية.

– إساءة معاملته في البيت عبر السخرية منه و مقارنته بأصدقائه أو إخوته و أقاربه خاصة في المستوى الدراسي فينشأ الطفل غير سوي نفسيا و يغار من الآخرين.

-إهانته عندما يفشل لمرات متتالية فيشعر بخيبة الأمل و أنه شخص لا يصلح لشيء و نجد من تتفاقم حالتهم و يفكرون في الانتحار.
– يظن بعض الآباء أن الضرب سيلة للتربية في حين أنه المتسبب الأول في تحطيم نفسية الطفل فهو حط من قيمته كإنسان خاصة إذا حصل ذلك أمام أصدقائه.

كيفية التخلص من الرهاب الاجتماعي:

إذا لاحظت بعض تلك العلامات الذي ذكرناها في الأسباب فعليك ان تحرص على علاجه. و يكون ذلك أولا عبر توعيته و حسن معاملته حتى يكتسب ثقته في نفسه مجددا. إذا لاحظت أنه بدأ يتحسن فأكمل على هذا النحو أما إذا لاخظت أنه لا فائدة من ذلك فعليك اصطحابه لأخصائي نفسي و سيتمكن من معرفة حالته بالتدقيق فإذا كان وضعه مستقر فهو يتطلب حصصا للعلاج أما إذا لاحظ أنه حالته خطيرة تستوجب استعمال الدواء فسيصف له الدواء الذي يناسب وضعيته النفسية.

إقرأ أيضاً

ما هو مرض اضطراب الشخصية ؟

تعرف الان على أشد أنواع المرض النفسي

الأمراض النفسية الوراثية تعرف على أسبابها وأهم الأعراض