حديث في فن الكتابة.. الكتابة عملية إعادة بناء واستكشاف تحتاج إلى مساحات متعددة، نستحضر فيها كتبًا كنا قرأناه أو معلومة تعرفنا عليها، تحتاج قواميس ومدونة صغيرة لتسجيل الأفكار والكلمات التي تخطر على بالنا، الكتابة كما فصول السنة مثيرة حينًا وفوضوية حينًا آخر، هي كما لوحة تحتضن مئات الألوان والتعابير، تحتاج إلى أسلوب سلس وإيقاع يلائم أوزان التعابير.
فنون أدبية
لنبدأ بالقصة القصيرة، وديناميكية حرفها هي عبارة عن استنتاجات مختزلة يسكبها القلم، مسارات مظلمة أو مساحات مضيئة، هي باختصار فن إلقاء الضوء على الحدث بطريقة مختصرة تستوعب مختلف المشاكل وتترك القارئ في حيرة يبحث في باطنها عن المسبب الذي ألهم القلم جم من المشاعر ما وصل إليها الكاتب لولا رهافة الحس وثقب النظرة والتأمل.
أما الرواية هذا الفن السهل الصعب بان واحد، شخصية الراوي وأرائه، وأراء من حوله وجهات نظر تلتقطها عدساته الناقدة يقدمها حبرًا يستحق القراءة والتأمل بعبارات رنانة ونص لغوي متين السبك والخبرة والمعرفة، المراجعة لأعمال سابقة تعيد تكوين الكاتب وتشجعه على المزيد من الكتابة والتأليف والتوزيع.
العنوان
“الغراب ذو المنقار الأسود”و”الهروب من الظل” العنوان ملهم الحبكة والنهاية، استخراجه من المتن، برشاقة فنان، تحض القارئ على متابعة أي عمل من البداية وحتى النهاية، يبحث عن العنوان داخل عمل روائي مكتمل وعندما ينتهي يستخلص شيئًا ما، لقد فهم ما رمى إليه الكاتب.
تقنيات الكتابة

حديث في فن الكتابة
مسقط رأس الكاتب، هي هاجس يقدمه في إطار فني درامي أو ربما العكس، نجد أغلب الكتاب يهيمون في حب مدن وعواصم يتحدثون عنها لنبحث عنها نحن القراء في الساحات وبين المطارات، تُدهشنا براعة الكاتب في وصف أسطنبول، وتجعلنا نجدد الأمل في السياحة قصة “الحي اللاتيني” في فرنسا. هي تقنيات الوصف التي تشدنا لتتبع ألغاز الكتاب حول أي مدينة أو دولة هاموا بها فسرقتنا كتبهم وفلحوا.
البحث عن أبطال التاريخ والغوص في أسرارهم الخفية، نوع من تطوير أي رواية ستعرف القارئ على جوانب في نفسيته كان غافلًا عنها، ربما جعلت منه قاصًا ذات رواية أو نثرية، الالتزام بتقنيات الكتابة أمر لا بد منه للمؤلف والقارئ على السواء.
الجميع مرشح لدور البطل
لا يوجد في الكتابة شخص مهمش، كل فرد له دوره الذي قد يجعله بارزًا في قصة أو حكاية، هناك أشخاص مثيرون للاهتمام لهم خصائصهم التي تجعل منهم أبطالاً، لخيال الكاتب دوره في إبراز هذه الخصائص ووضعهم في السطر المناسب ومنحهم أحقية العمل والتفرد به.
الانغماس في الحياة اليومية من خلالهم يمنح لغة جديدة تحاكي واقعهم، تنتج أفكاراً ربما غفل المجتمع عنها يتصور أي قارئ بأنه بطل هذه القصة أو تلك الرواية لنبدأ بمحيطنا المدرسي أو الشارع أو بسكان العمارة أنشطتهم البسيطة وعلاقتهم بالآخرين، مراهقات الثانوية والنساء العاملات أو ربما الارستقراطيات لنرسم لهم إطارهم ونعيد الحياة لهن.
ليس بالحنين بل بإدماج الماضي بحاضرهن الذي أنساهن الاهتمام بأنفسهن هناك من السيدات من تقرر أن تبدأ بحياتها من جديد، لنغوص في أعماقها وننقل مشاعرها بشيء من النبل ستلقى أعمالنا الاستحسان دون شك.
أما في النثر هناك من النصوص ما تخرج القارئ من محيطه وتسافر به إلى آفاق مفتوحة، تغير من اهتماماته وتعدل مزاجه، قد يعشق الموسيقى يشعر بأنه ليس وحيداً، تخلق حالة خاصة لديه ربما يشعر بحاجته إلى الحب، أو ربما إلى أن ينشق عن واقعه وهذه قضية أخرى لن نسلط الضوء عليها الآن.
اقرأ أيضًا: