كنت أجلس مع أولادي جلسة دافئة , و ذلك بعد أن انتهينا من مشاهدة فيلم اجتماعي شيق, فوجدت ابنتي تبدأ الحوار بيننا بعرض أمنيتها وحلم من أحلامها وهو شراء جرو و ذو نوع محدد وليس اختيار عشوائي , انها رأتهه في مواقع التواصل الاجتماعي وقرأت عنه و أعجبت به, و في رأيها انه رائع . لونه أبيض وتوجد في هذه المساحة البيضاء بقع سوداء , انه يشبه البقرة التي نراها في الاعلانات وعلى علب الحليب.
تحاورت معها بخصوص هذا الجرو الذي لا مثيل له بالنسبة لها وسألتها؟
– هل ستتحملين مسئولية تربيته كاملا؟
هل ستطعمينه و تتلين أمره كله بما فيه نظافته وعلاجه عند مرضه؟ أم أنك تريدين وجود كائن خي للعب معه فقط, ؟؟؟؟
فوجدتها شاردة … وأحست أن المسئولية كبيرة عليها.
أنا لا أدخل في قلبها الرهبة من ذلك الأمر ولكن عليا نصحها و توعيتها أنه ليس بأمر سهل. أريدها أن تفهم أن الحيوان الأليف ليس بدمية يلعب بها الى أن تمل منها و ترميها في الشارع. لأن للأسف هذا ما يحدث عند معظم من يقبلون على شراء حيوان أليف . ثم تبدأ معاناة هذا الحيوان في الشارع بدون طعام و بدون رعاية.
لابد أن تدرك حجم الأمر الذي تريد الاقبال عليه, فوجدتها تحمست ثانيا وقالت :
– نعم…. سأتحمل مسؤوليته كاملة وسأتدخر من مصروفي كي أشتؤيه, أما بالنسبة لطعامه فوالدي هو من سيتحمل هذه النفقة.
-اذا سأجري لكي اختبار على مدار عام كامل , اختبار لتحمل مسئوليتك الشخصية , و سأقوم يوميا بتسجيل نقاطك كتابة .
وتحديد العام بالاخص للتفرغ من دراستها و تبدأ في اجازة آخر العام.
و بعد أن تحاورت مع ابنتي فلي وجهة نظر في تربية الحيوانات الأليفة, وهي
أنا لا أرفضها و لكن أرى هذا الموضوع من زاوية أحرى.
فمثل هذا الحيوان الذي تريده يباع في المتاجر, أي أنه له مأوي ومأكل , لما لا ننظر الى من ليس لهم مأوى و لا مأكل و لا رعاية وهم الفقراء و المساكين , ف مثل هذه الحيوانات الاليفة تقتضي وتتوجب الانفاق عليها وهي في الاساس لا تحتاجه من الاصل , فهي أتت من اعلى المتاجر و يقدم لها كل شئ, لما لا نستبدل أماكن النفقات فنضعها في سبيل الله , صدقات
وأكرر ثانية اني لا أرفض تربيتها ولكن يوجد من هم أولى منها و على سبيل المثال , الكلب الذي كان يلهث من شدة العطش و سقاه رجلا و دخل بسببه الجنة, هذا الكلب لم يكن له مأوى ولا مشرب.
إني أتعجب من هؤلاء الناس الذين ينفقون أموالا طائلة في حيواناتهم ناسين أمرا مهما بل جلل في شأنه.
هذه الاموال التي ينفقونها تكفي لاعالة بلدة بأكملها وتفتح بيوتا وتطعم من لا يجد الطعام الا في أكياس القمامة
إقرأ أيضاً:
الحيوانات الأليفة وفوائد تربيتها وتأثيرها على شخصيتك