عيد القيامة، وأعياد الربيع المصرية… ما لا تعرفه عن عيد القيامة وأعياد الربيع (شم النسيم) المصرية… احتفل المسيحيون في معظم أنحاء العالم خاصةً في العالم العربي والشرق الأوسط أول أمس الأحد 24 أبريل 2022. بأهم وأكبر وأعظم الأعياد الدينية لديهم، وهو عيد القيامة المجيد. عيد قيامة السيد المسيح من بين الأموات بعد أن تم صلبه ودفنه لمدة 3 أيام كما تقول الأناجيل في العهد الجديد. وكما تنبأت عنه النبؤات في أسفار العهد القديم في التوراة والمزامير وأسفار أنبياء بني اسرائيل الذين تنبأوا عن ميلاد وحياة وموت وقيامة المسيح. كما يؤمن بها كل مسيحي في العالم الشرقي والغربي على حد سواء.
الاحتفال بالعيد في الكنائس المصرية
وتحتفل الكنائس المصرية بجميع طوائفها بعيد القيامة في ليلة السبت، وصبيحة يوم الأحد والذي يحل كل عام في الفترة من الأسبوع الأول من شهر أبريل وحتى الأسبوع الأول من شهر مايو من كل عام. وغالبًا ما يكون موعد الاحتفال بهذا العيد في النصف الثاني من شهر أبريل من كل عام في معظم السنوات. وقليلًا ما يأتي العيد في بداية شهر مايو.
وهذا العيد تتذكر فيه الكنيسة والمسيحيين رحلة آلام وصلب وقيامة المسيح من الأموات، بحسب الإيمان المسيحي. الرحلة التي بدأت بدخول السيد المسيح إلى أورشليم (القدس) راكبًا على جحش بن آتان والأهالي يهتفون ويخلعون ملابسهم ويفرشونها في الطريق وقد استقبلوه بسعف النخيل أيضًا. ولهذا تم تسمية هذا الأحد بأحد الشعانين/ أحد السعف، وفيه نرى المسيحيون الشرقيون خصوصًا في مصر يحملون سعف النخيل يوم الأحد مضفرًا ومزينًا بالورود وفي استقبال المسيح الملك يدخل قلوبهم ويحولها إلى سماء نقية وطاهرة.

عيد القيامة، وأعياد الربيع المصرية…
أسبوع الآلام
وتمر رحلة الذكريات يوم بيوم في اسبوع ما قبل العيد، اسبوع الآلام، مع المسيح وتلاميذه حتى الوصول إلى يوم الخميس. والذي يسمى خميس العهد حيث يحتفل المسيح مع تلاميذه، حوارييه، بالفصح وهو يخبرهم أن أحدهم سوف يقوم بتسليمه. وهو يهوذا الأسخريوطي الذي خان سيده. ويذكر لهم أنهم سوف يهربون وأن منهم من سوف ينكره، بطرس الذي أنكره بالفعل 3 مرات ثم تذكر وعده لسيده بأن لا يفعل ويندم على ما فعل فيما بعد.
وهكذا، تستمر الرحلة إلى أن تتحقق جميع النبوءات ويتم تسليم المسيح دون ذنب أو خطيئة للمحاكمة. حتى لم يجد من يحاكموه شيئًا ضده، فيريدون أن يطلقوه لكن اليهود وكهنتهم يطلبون إطلاق صراح باراباس المجرم المسجون ويصرخون حول المسيح يسوع بأن، “أصلبه،،، أصلبه!”. حتى يرضخ بيلاطس البنطي الحاكم والوالي الروماني لليهودية وفلسطين في ذلك الوقت. ويسلم المسيح للصلب على جبل الجلجثة وذلك يوم الجمعة العظيمة، أو الجمعة الحزينة. وبالفعل يتم صلب المسيح، بحسب المعتقد المسيحي كما أسلفنا وذكرنا. ويتم حمله بعد التأكد من موته ودفنه في مقبرة منحوتة في الجبل (مغارة) جديدة لم يستخدمها أحد من قبل. يمكث فيها 3 أيام (المتبقي من يوم الجمعة بعد الصلب، يوم السبت بالكامل، ويوم الأحد حتى وقت الفجر حين قام من الأموات).
القيامة والعيد وأجمل التهاني
ولهذا، تحتفل الكنائس بعيد القيامة مساء يوم السبت الذي يسمى سبت النور، وصبيحة يوم الأحد الذي يسمى أحد القيامة. وتقام صلوات قداسات العيد مساء يوم السبت وحتى بداية يوم الأحد لتبدأ فترة الخماسين حتى عيد الصعود بعد مرور 50 يوم من انتهاء الصيام الكبير. او صوم الـ 55 يوم الذي يسبق عيد القيامة.
ويهتم المسئولون في كافة الدول العربية، وفي مصر كأكبر دولة عربية وكأكثر عدد من المواطنين المسيحيين فيها. بتهنئة الكائس والمواطنين سواء بالمشاركة بحضور الاحتفالات بشكل شخصي أو بالإنابة أو بإرسال البرقيات وباقات الورود. كما أن مواقع التواصل الاجتماعي في كل عيد تزدحم بالتهاني من الأخوة في الوطن لأخوتهم من الجيران والأصدقاء. بما يعبر عن المحبة بين أفراد الشعوب العربية بمسلميها ومسيحييها وخصوصًا أن الأعياد والتهاني بها تقرب وتؤلف بين قلوب أبناء الوطن الواحد. وهذا الأسبوع يحتفل المسيحيون ويستقبلون التهاني والمعايدة من أخوتهم من المسلمين. والأسبوع القادم سوف يحتفل المسلمون بعيد الفطر وسوف يستقبلون التهاني والمعايدات من أخوتهم من المسيحيين. فهذين الأسبوعين هما أسبوعا أعياد واحتفالات تجمع الكل في الوطن.
عيد القيامة، وشم النسيم
يقترن الاحتفال بعيد القيامة للمسيحيين المصريين دائمًا بالاحتفال بعيد شم النسيم (أعياد الربيع) المصرية. فدائمًا ما يأتي الاحتفال بعيد شم النسيم في اليوم التالي مباشرةً بعد عيد القيامة المجيد. حيث يأتي يوم عيد القيامة يوم الأحد، ويوم عيد شم النسيم والاحتفال به في يوم الأثنين.

عيد القيامة، وأعياد الربيع المصرية…
وشم النسيم Shom Ennisim هو احتفال مصري قديم، والاسم قبطي معناه “بستان الزروع” أو بستان الزرع. وقد كان الموعد الأول للاحتفال بهذا العيد يقع في الغالب في أثناء الصوم الكبير، في شهر مارس وبداية الربيع. ولأن الاحتفالات المصرية عادةً ما يكون فيها أطيب الطعام، فإن المصريون الذين كان أغلبهم مسيحيون في القرن الرابع الميلادي. رأوا أن الاحتفال بهذا العيد لا يجب أن يكون في وسط الصوم ولا يليق. لذلك رأوا أنه يجب تأجيل هذا الاحتفال ليصبح في اليوم التالي لعيد القيامة. وقد صار هذا هو موعد الاحتفال به في كل عام منذ ذلك الحين وسوف يظل دائمًا.
كل عام والعالم كله بخير وفي خير بمناسبة كل الأعياد المسيحية والإسلامية والوطنية.
اقرأ أيضًا
الكريسماس، وحقائق قد لا تعرفها!