لماذا لا تكف عن لوم نفسك وتحميلها نتيجة كل مشكلة بداية من سكب القطة للحليب وصولًا للاحتباس الحراري، لماذا تقضي الساعات مع نفسك – ليس بغرض الاسترخاء – لكن للوم نفسك وتأنيبها، ضميرك لا يتركك ترتاح فعذابه وأنينه يحرمك الراحة والاستمتاع بالحياة، إن السير في طريق لوم الذات أشبه بالسير فوق الرمال المتحركة، تظن أنك تسير لكنك تسقط بداخلها أكثر فأكثر حتى تبتلعك الرمال.
فلوم النفس سيجعلك دومًا فاقد للثقة بنفسك، كما أنك ستعاني من التوتر الدائم والشعور بالقلق، ولا بد أن تعلم أن لومك لذاتك عندما يزيد عن حده سيجلب لك الكثير من المشاكل النفسية وأن لومك المستمر لنفسك ليس من باب الضمير الحي الذي يراقب أفعالك ويمنعك من الوقوع بالخطأ؛ لذا عليك العمل من أجل التخلص من هذه المشكلة.
وذلك لن يأتي إلا إذا أردت أنت أولًا أن تعالج هذه المشكلة وتتخلص منها، وبعد الإرادة والعزم على التخلص من هذه العقبة التي تعيقك كثيرًا في حياتك، عليك القيام بعدة أمور بسيطة ستجعلك أفضل إن شاء الله.
مشكلة لوم الذات وطرق معالجتها
– ما أنت إلا فرد واحد في كون كبير يسير بمشيئة الله، فلا تظن نفسك الفاعل الوحيد ومتحمل العواقب الوحيد، وحسن علاقتك بالله واعلم أنه:
“لَا يكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وسْعَهَا” و “لَا يكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا”
فالله لا يطلب منك ما لا تستطيع، ولا يحملك وزرًا لم تقم به متعمدًا، فإن فعلت شيئًا عن طريق الخطأ أو النسيان أو الجهل لا يعاقبك الله، فكيف تعاقب نفسك وتجلدها على شيء خارج إرادتك، فالله تعالى رحيم بنا ويعلمنا كيف نكون رحماء بأنفسنا فالله تعالى يأمرنا قائلًا في كتابه العزيز:
“وَلا تلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ”
ولوم النفس ومعاقبتها باستمرار ينهك النفس.
– تواصل مع أهلك والناس وانشغل بهم عن لوم نفسك وتعذيبها، ولا تمنح نفسك وقتًا للجلد والتعذيب لذاتك، مارس أنشطة اجتماعية، ومارس هواياتك واملأ فراغك بأفعال تسعدك وتمنحك فرصة للتعافي.
– ثق بنفسك واعلم أنك لست شخصًا سيئًا بل أنت شخص جيد يتحمل المسؤلية ويراعي ضميره ويتقن عمله، ويسعى للخير وهذا يستحق منك التقدير والاحترام لذاتك والثقة بها، وإن حدث وتعثرت فما أنت إلا بشر يصيب ويخطئ، ولولا الخطأ لما تعلمنا ولما صارت لدينا خبرة في الحياة.
اقرأ أيضًا:
كيفيه التعامل مع الابتزاز النفسى