فن قراءة الكتب .. أجل.. قراءة الكتب فن.. ولا يتقن هذا الفن إلا المهرة المحترفون، ومع ذلك فإتقانه لا يقتصر على أصحاب الموهبة، بل إن كل فرد لديه القدرة الكافية ليخوض غمار هذا الفن ويقطع فيه شوطًا مرضيا.
دعونا نعرف القراءة بشكل مختلف قليلا عن التعاريف السطحية المتداولة. القراءة في الحقيقة هي فن اكتساب المعرفة عن طريق الكتب. فيستبعد من هذا التعريف كل كتاب بلا قيمة وكل قراءة لا تؤدي إلى التعلم. ولهذا السبب نجد أن هناك اضطرابا كبيرا عند كثير من الشباب حين يقررون خوض هذا المجال، فلا يعرفون كيف يقرأون، ولا ماذا يقرأون، بل وأحيانا لماذا يقرأون. القراءة يا سيدي شغف كل متعلم، يجد فيها طريقا سريعا للوصول إلى درجات عليا من الوعي والإدراك. ونحن هنا نحاول أن نفصل قليلا في هذا الأمر حتى يتسنى للشباب أن يتخذوا أولى خطواتهم في هذا الطريق بثقة ووعي تامين.
فن قراءة الكتب
أولا: لماذا تقرأ؟
لا أعرف في الحقيقة.. أنت أعلم مني بذلك. أخبرني.. لماذا تقرأ؟ أو دعني أصغ لك السؤال بطريقة أخرى.. لماذا تريد أن تقرأ؟ عليك أولا أن ترغب في القراءة. لا يمكن أن تمارس القراءة بالإجبار، وعليه فلن يتأتى النفع منها بالصورة المطلوبة. إذن نحن نتحدث الآن إلى الراغبين في القراءة.. لماذا تريد أن تقرأ؟ فكر قليلا قبل أن تجيب.. هل تقرأ لأنك تريد أن تبدو مثقفا أمام الناس؟ أو ربنا تود أن تظهر بشكل أنيق وأنت تحمل كوبا من القهوة على شرفة منزلك وفي يدك الأخرى كتاب يزيد عددد صفحاته على 400 صفحة؟ هل تقرأ فحسب لأنك تريد التنافس مع زملاءك حول عدد عناوين الكتب التي قرأتموها؟ إذا كنت أحد هؤلاء فيؤسفني أن أخبرك أنه لا تزال أمامك خطوة مهمة قبل أن يصبح هذا المقال مفيدا لك وهي الهدف من القراءة. عليك أن تقرأ لأنك تريد أن تضيف علما إلى علمك لا أناقة إلى مظهرك.
هناك الكثير من الناس يقرأون لأنهم يحبون الكتب.. يحبون النظر إلى الورق، ويجدون في ذلك سعادة تخرجهم من عالم الواقع إلى عالم أكثر متعة. هناك آخرون يقرأون بهدف اكتساب المعرفة ورفع مستوى الثقافة لديهم. طالما أنك ترى القراءة مصدرا للتعلم فأنت في الطريق الصحيح.
ثانيا: ماذا تقرأ؟ ولمن تقرأ؟
هذا سؤال لا يمكن حصر إجابته في مقال. هناك آلاف مؤلفة من الكتب التي يمكنك قراءتها في كل مجال وبكل اللغات. كتب في الدين وفي العلم الحديث وفي التاريخ وفي علم النفس وفي التنمية البشرية وغيرهم مئات من أقسام الكتب المختلفة. لكي تعرف ماذا تقرأ عليك أن تعود للنقطة الأولى وتعرف لماذا تقرأ أولا.
إذا كنت مبتدئا في القراءة فيمكنك البدء ببعض الروايات. بالطبع لن تعطيك الروايات الكثير من المعلومات ولكنها على الأقل ستكسبك بعض المهارات في الأسلوب القصصي والروائي. بعد ذلك يمكنك البدء في قراءة بعض الكتب المتخصصة حسب نوع المجال الذي تفضله. وإليك يعض الأمثلة على الكتب البسيطة: الأسلوب النبوي في التعامل مع أخطاء الناس – محمد المنجد، استرداد عمر من السيرة إلى المسيرة – د.أحمد خيري العمري، رسائل سقطت من ساعي البريد –يوسف الدموكي، رسائل من القرآن –أدهم شرقاوي، هكذا ربانا جدي –د.علي الطنطاوي.
هناك أيضا العديد من الكتاب الذين قاموا بتأليف كتب عالية القيمة مثل:
د. أحمد خالد توفيق
د. أيمن العتوم
أدهم شرقاوي
يوسف الدموكي
د. أحمد خيري العمري
د. على الطنطاوي
وغيرهم العشرات من الكتاب المهمين. ابدأ بقراءة الكتاب الذي يجذبك اسمه وستعرف تدريجيًا بعد ذلك نوع الكتب التي ستنتقيها.
ثالثا: كيف تقرأ؟
لكي تكون القراءة المثمرة يجب أن لا تتعجل في إنهاء الكتاب. اقرأ بهدوء، وافهم سطور الكتاب وحاول أن تخرج بفائدة مكتوبة من كل عشر صفحات تنهيهم. هذا سيساعد على تثبيت معلومات الكتاب في ذهنك. مع القراءة المستمرة، ستلاحظ أن قراءتك أسرع، وأن القيمة المأخوذة من الكتاب أصبحت أكثر وأقيم.
حاول أن تبدأ من هذه اللحظة. لا تؤجل. اختر كتابا وابدأ في قراءته، وإن لم يعجبك فاتركه وانتقل إلى غيره. وتذكر أن القراءة مصدر قيم للعلم فلا تخسره.
إقرأ أيضاً:
ماذا تفعل إذا كنت تكره القراءة
كيف تشجعين طفلك على القراءة والاستمتاع بها
فوائد القراءة وبعض النصائح للمساعدة على القراءة بطريقة صحيحة