_ فيروس كورونا… العدو المجهول ! :
منذ ظهور وتفشى فيروس كورونا (covid_19) منذ ما يقارب من سنة، والعالم بأطبائه وعلمائه ومتخصصيه فى حالة ترقب محاط بالذهول من هذا العدو المجهول.
فبالرغم من التكنولوجيا الحديثة والتطور الهائل الذى وصل له العالم الآن فى عصرنا الحديث فى جميع المجالات العلمية ومن ضمنها الطبية، إلا أن العالم بعلمائه وأطبائه وقف عاجزا أمام هذا المخلوق الضئيل الغير مرئي للعين المجردة، وقف حائرا لا يهتدي لسبيل أمام التطور الرهيب لهذا الكائن الصغير.
ومع أن هذا الفيروس ليس بجديد فقد ظهر قبل ذلك فى الماضى إلا أنه لم يكن حاملا لهذه الصفات الفتاكة والقاتلة من عدوى سريعة، وانتشار واسع، وتدمير للرئتين والجهاز التنفسي انتهاءً بالوفاة.
أخذ الفيروس فى التفشى والإنتشار السريع وغير المتوقع حول العالم حاصداً العشرات ثم المئات ثم الآلاف ومئات الآلاف من الإصابات والوفيات غير مميز لجنس، أو عرق، أو لون، أو دين.
فكانت كارثة عظيمة حلت على المجتمع البشري بأسره، فتأثر الإقتصاد، والتعليم، وغيرهما بالسلب جراء الحظر الشامل الذى طبقته دول العالم.
واستمر الوضع هكذا لأشهر حتى بدأ الفيروس يضعف مع دخول فصل الصيف لكنه لم ينته تماماً.
وما زالت المعامل البحثية حول العالم فى عمل دؤوب لإيجاد اللقاح المضاد حتى حدث ما كان غير متوقع…
_ السلالة الجديدة:
من الثوابت العلمية أن الفيروسات فى حالة تحور وتطور طوال الوقت، وهو ما أكده فيروس كورونا بتحوره إلى شكل جديد وسلالة أخرى بصفات غير الصفات السابقة .
تمكن العلماء من اكتشاف السلالة الجديدة للفيروس لأول مرة فى سبتمبر/أيلول الماضي، وبحلول نوفمبر/تشرين الثاني انتقلت السلالة الجديدة لربع عدد المصابين بلندن، وذلك قبل أن يتطور الأمر وتصل النسبة إلى الثلثين هذا الشهر ومنذ أيام قليلة.
ومما يميز هذه السلالة الجديدة ويجعلها مصدرا لقلق العالم هو سرعة الإنتشار الرهيبة مقارنة بالنسخة السابقة من الفيروس، ومما يميزها أيضاً الزيادة فى معدل قابلية العدوى.
وتشير الإستقصاءات والإحصاءات حول العالم إلى ظهور هذه السلالة أيضاً فى الدنمارك، واستراليا، وهولندا، ولكن ثبت أنها لأشخاص قادمين من المملكة المتحدة.
_ حقيقة شدة الفتك للسلالة الجديدة:
بالرغم مما يقال عن قوة تأثيرالسلالة الجديدة وشدة فتكها مقارنة بالسلالة السابقة ، إلا أنه لم يثبت شئ من هذا بالتجارب المعملية، فهى لا تزال إلى الآن محل بحث من العلماء والمتخصصين،
لكن السرعة الكبيرة والهائلة فى الإنتشار لهذه السلالة، وزيادة معدل العدوى يبرر هذا القلق…
الكاتب
{Mostafa Mahmoud}