انتهاء بطولة كأس العرب قطر 2021 .. انتهت منذ ساعات بطولة كأس العرب التي أقيمت في الدولة القطرية العام الحالي 2021. وهي البطولة العربية الأولى في التاريخ التي يتم تنظيمها تحت رعاية الفيفا وبتوجيهها. وقد أقيمت البطولة في فترة زمنية لم تتعدى 19 يومًا. وذلك في الفترة من يوم الثلاثاء الموافق 30 من شهر نوفمبر لسنة 2021. وحتى يوم السبت الموافق 18 من شهر ديسمبر لسنة 2021. وقد شارك في البطولة 16 منتخب عربي (10 منتخبات عربية من قارة آسيا + 6 منتخبات عربية من قارة أفريقيا). حيث فاز باللقب للموسم الحالي منتخب الجزائر، وجاء في الوصافة منتخب تونس. بينما المنتخب القطري جاء في المركز الثالث ومنتخب مصر في المركز الرابع.

انتهاء بطولة كأس العرب قطر 2021 بفوز الجزائر ووصافة تونس
وقد أكدت البطولة على نواحي إيجابية عديدة أهمها في وجهة نظري التالي:
- العرب يمكن لهم أن يقوموا بتنظيم البطولات الكبرى وتوفير كافة الإمكانات الفنية والمالية والإدارية والتنظيمية والتسويقية للقيام بذلك.
- الفرق والمنتخبات العربية قادرة على الإبداع والإمتاع والمنافسة. كما أنها قادرة على تقديم المواهب بين اللاعبين. حتى بدون لاعبيها المحترفين في الدوريات الأوروبية أو غير العربية يمكنها أن تقدم عروضًا مثيرة ونتائج مميزة.
- أكبر مشكلة تواجه العرب على مستوى المنتخبات والأندية في البطولات المحلية أو التي يتم تنظيمها فيما بينهم هي “التحكيم”. فالثقة في معظم إن لم يكن كل الحكام العرب مهزوزة. وهذا حق لا جدال فيه. أحيانًا بسبب سوء المستوى وغالبًا لوجود حسابات أخرى تخص التوجهات والتحيز الذي يفقد الحكم العربي العدالة التحكيمية المطلوبة.
- بالرغم من أن المنتخبت العربية الإفريقية التي شاركت في عدم وجود محترفيها. وبعدد أقل من المنتخبات العربية الآسيوية (6 منتخبات عريبة أفريقية مقابل 10 منتخبات عربية آسيوية). إلا أن المنتخبات العربية الأفريقية قد حصلت على 75% من المراكز الأربعة الأولى في البطولة. منهم منتخبين وصلا للمباراة النهائية وحصلا على الميداليتين الذهبية والفضية.
- الجمهور العربي يمكنه مثل الجمهور الأوروبي أن يشجع ويفرح بفرقه وبمنتخباته دون شغب. طالما أن العدالة التحكيمية متوفرة. وأن القانون يطبق على الجميع ددون تمييز. (وهذا لا ينفي وجود بعض التحيزات ضد جماهير بعينها في توفير التذاكر أو في أسعارها لكنها أمور يمكن حلها مستقبلاً)
هذا على المستوى العام بخصوص البطولة بين المنتخبات العربية. تلك التي لم تكن تحصل على كل هذا الاهتمام والزخم. ولم يكن يعتد بها أو بمتابعتها مثلما حدث هذه المرة.
ومن الأسباب الأخرى التي جعلت من البطولة حدثًا هامًا للمنتخبات وشجعتها على المشاركة. كانت الحوافز المالية الكبيرة التي فازت بها المنتخبات العربية لمجرد المشاركة. والتي بلغ إجماليها كمستحقات للاتحادات الوطنية 19.5 مليون دولار.
وقد تم توزيع هذه المكافآت والجوائز أو الحوافز المالية على النحو التالي:
- نصف مليون دولار (500,000 $) لكل منتخب من المنتخبات التي خرجت من دور المجموعات في البطولة. تلك المنتخبات التي لم تستطع التأهل إلى الدور الثاني، دور الثمانية أو ربع النهائي، وخرجت. مثل منتخب السودان، لبنان، السعودية، العراق… إلخ. وعددها 8 منتخبات خرجت من الدور الأول في البطولة، أي أن الإجمالي وصل إلى 4 مليون من الدولارات.
- 1 مليون دولار (1000,000 $) لكل منتخب من المنتخبات التي وصلت دور الثمانية ثم خرجت. وهي منتخبات: الأردن، عمان، المغرب، والإمارات. أي إجمالي 4 مليون من الدولارات للمنتخبات التي تلقت الهزيمة وخرجت من هذا الدور.
- المركز الرابع في البطولة (منتخب الفراعنة الذي خسر أمام منتخب قطر) حصل على 1.5 مليون دولار لكونه صاحب المركز الرابع في بطولة كأس العرب.

انتهاء بطولة كأس العرب قطر 2021 وفوز الجزائر باللقب ووصافة تونس
- 2 مليون من الدولارات (2000,000 $) للمنتخب صاحب المركز الثالث في البطولة. وهو منتخب قطر الذي فاز بركلات الترجيح على منتخب مصر.
- المنتخب صاحب المركز الثاني في البطولة، منتخب تونس أو نسور قرطاج، حصل على مبلغ 3.5 مليون من الدولارات (ثلاثة ونصف مليون دورلار)
- وأخيرًا، المنتخب المتوج بالبطولة وصاحب المركز الأول، منتخب الجزائر. فقد حصل على 5 مليون من الدولارات بالتمام والكمال.
المباراة النهائية في البطولة (الجزائر وتونس)
جاءت المباراة الختامية في البطولة ليس فقط بما يستحق أن يراه ويستمتع به المشاهد العربي. ولكن أيضًا بما يستحق أن يفخر به من نهائي مثير وممتع يقدم مستوى راقي من كرة القدم الحقيقية. فالمباراة كانت أحد التدربيات لدول الشمال الإفريقي القوية حتى بدون اللاعبين المحترفين في الدوريات الأوروبية وغير العربية.
وقد استغرق اللاعبون في المنتخبين كامل عمر المباراة الأصلي دون تسجيل أي هدف. بالرغم من الفرص الكثيرة التي أُتيحت للمنتخبين وأهدرها اللاعبون. وقد تطلب الأمر الوصول إلى الأشواط الإضافية لكي ينجح لاعب فريق النادي الأهلي السابق أمير سعيود أن يحرز هدف رائع لمنتخب محاربي الصحراء. جاء الهدف من تسديدة شديدة الروعة من خارج منطقة الجزاء يعجز أي حارس مرمى من التعامل معها.
لكي ينتهي الشوط الإضافي الأول بتقدم منتخب الخُضر بهدف نظيف. وكما هو من المتوقع، فإن منتخب نسور قرطاج قد ضغط بكل خطوطه. لكي يدرك هدف التعادل قبل نهاية زمن الشوط الثاني الإضافي. لكن في الثواني الأخيرة، وبينما كل الفريق التونسي بما فيهم حارس المرمى يهاجم. يرتد براهيمي بكرة مقطوعة سريعة وينفرد بالمرمى الخالي من قبل خط وسط الملعب. ويسجل بكل سهولة في المرمى الخالي ليقتل المباراة.
وتنتهي المباراة والبطولة بصافرة الحكم. ويتوج محاربي الصحراء بالميدالية الذهبية عن استحقاق وعن جدارة بعد أن قدموا عروضًا مميزة. في مشوار قابلوا فيه منتخبات قوية على رأسها: المنتخب المصري، المنتخب المغربي، المنتخب القطري، وأخيرًا المنتخب التونسي.
مبروك لمنتخب الجزائر
لمشاهدة ملخص وأهداف مباراة الجزائر وتونس
سلسلة اللاهزيمة مستمرة
لا يزال منتخب الجزائر يصنع تاريخه العالمي في استمرار سلسلة اللاهزيمة الخاصة به. فالمنتخب الجزائري من المعتقد أنه قد وصل إلى المباراة رقم 39 بدون هزيمة بعد فوزه على منتخب تونس. وبهذا يكون قد تخطى المنتخب الإيطالي صاحب أطول سلسلة لاهزيمة على الإطلاق بعدد 37 مباراة. أي أن منتخب الجزائر قد تخطاه بمباراتين وأصبح هو صاحب الرقم القياسي العالمي.
وإن كان هناك بعض البيانات المتدوالة في السوشيال ميديا تشير إلا أنه منتخب الجزائر لم يصل إلى هذا الحد بعد. وأنه قد وصل فقط إلى المباراة رقم 35 وليس 39 كما يشاع. وبذلك فهو ينتظر بطولة كأس الأمم الأفريقية القادمة المقرر تنظيمها في الكاميرون في يناير 2022. وذلك لكي يعادل الرقم القياسي للمنتخب الإيطالي، ويتخطاه. ونحن في انتار التأكيد من أي جهة متخصصة في الإحصائيات من هذا النوع. وإن كنا متأكدين أنه حتى وإن لم يصل المنتخب الجائري إلى هذا الحد بعد. فإنه بالفعل قادر على تحقيق ذلك في قادم الأيام والبطولات. بل وأعتقد على المستوى الشخصي أنه المنتخب المرشح الأول للفوز بالبطولة الأفريقية القادمة. وبالوصول إلى نهائيات كأس العالم القادمة بكل سهولة.
وأخيرًا، تصريحات إنفانتينو بعد انتهاء البطولة
من الجدير بالذكر قبل إنهاء هذا المقال وختام الكلام عن بطولة كأس العرب حتى قدوم البطولة الجديدة. أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو. قام بافتتاح البطولة في 30 نوفمبر 2021. وقد شارك بالحضور في معظم المباريات إن لم يكن جميعها. وكنا بالفعل نشاهده في التلفاز يجلس في القصورة الرئيسية مع كبار المسئولين ورؤساء الاتحادات العربية المشاركة في البطولة.
وفي نهاية البطولة، وبعد انتهاء المباراة النهائية. شارك أيضًا في الاحتفال بانتهاء البطولة وتوزيع الجوائز والميداليات والتكريمات. وقد أطلق خلال اللحظات الأخيرة من البطولة عددًا من التصريحات كان أهمها:
- الدولة المصرية يمكنها في المستقبل القريب أن تقوم بتنيم واستضافة كأس العالم. واستشهد بقدرة مصر على ذلك بأنها قد نجحت في تنظيم أخر بطولة لكأس الأمم الأفريقية التي كانت في عام 2019 على أرضها.
- كما أنه أضاف إمكانية المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية على القيام بذلك أيضًا.
- أعرب أيضًا انفانتينو عن شهادته بنجاح قطر في تنظيم كأس العرب المنتهية. وأن الإمكانيات النمتاحة حاليًا تسمح للجماهير التي تعشق كرة القدم منمشاهدة أكثر من مباراة في يوم واحد على ملاعب مختلفة.
- كما أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن كامل دعمه لانتظام مواعيد إقامة بطولة كأس العرب. وأعرب أن البطولة لن ولا تتعارض مع أي بطولات قارية أخرى. بل هي مفيدة للجميع، وأن الجماهير العربية التي شاهدتها وتابعتها بشغف بالتأكيد تستحق الأفضل.
وبهذه التصريحات تكون البطولة العربية الخاصة بالمنتخبات قد أسدلت ستارها. ويتمنى الجمهور تنظيمها بنفس الشكل والوتيرة والإتاحة لمشاهدتها بشكل مجاني بعيد عن القنوات المشفرة كحق أصيل للشعوب العربية.
والسلام ختام أعزائنا القراء، إلى أن نلتقي في عرض مجريات وتحليل بطولات أخرى. دمتم سالمين!
اقرأ أيضًا
جدل وفتنة عقب خروج مصر من كأس العرب بنيرات صديقة
مصر تضرب الأردن و تفوز بثلاثية و تصعد لنصف نهائي كأس العرب